5 دقائق قراءة

البراميل المتفجرة تترك اثرها على محادثات جنيف

كانون الثاني/يناير ٢٦، ٢٠١٤ إعداد عبد الرحمن المصري وكريستن غيليسبي […]


26 يناير 2014

كانون الثاني/يناير ٢٦، ٢٠١٤

إعداد عبد الرحمن المصري وكريستن غيليسبي

عمان: هدد ممثل الحكومة السورية بالانسحاب من محادثات جنيف للسلام يوم الجمعة، بعد نكسة أخرى في غضون أسبوع من الدراما والعروض الجانبية التي أثارت ضجة إعلامية، والقليل من التقدم الفعلي.

بالنسبة للسوريين المعارضين الذين يعيشون مع سلالة هذه الأسرة الغير مرنة لأكثر من أربعة عقود، تطور أحداث جنيف ليس أمراً غريب. حيث يقول الناشطون والمقاتلون المعارضين أن النظام ليس لديه النية في إيقاف الهجمات على المدنين والثوار. “وجدنا أنه قبل كل إجتماع أو مؤتمر أو محادثات سلام، ترتفع وتيرة القصف والهجمات،” قالت سوزان أحمد، ناشطة معارضة من خارج دمشق.

وأضافت، “كل هذا لوضع المزيد من الضغط على الناس للقبول بهدنة يفرضها النظام.”

تم إلقاء ما يقارب على ١,٧٠٠ برميل متفجر من قبل مروحيات النظام منذ بدء الحرب وقد قتلت على الأقل ٢,٨٠٠ في جميع أنحاء سوريا، وفقاً لتقارير الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

“براميل الموت”

مازال السوريين المعتدلين في المعارضة يقومون بمظاهرات في جميع أنحاء سوريا كل جمعة. الأسبوع الماضي، كان يطلق على هذه المظاهرات “الاسبوع الاخير لبراميل الموت ورخصتها الدولية.”

سقوط برميل متفجر شرق حلب بتاريخ كانون الثاني 1. حقوق الفيديو تعود لـ شبكة حلب نيوز.

 صممت القوة السورية الجوية براميل الـ تي.أن.تي المتفجرة بأرخص ثمن لكن بآثار هائلة التدمير ملحقة الضرر بالناس والبنية التحتية. القنبلة البدائية الصنع تختلف في الشكل، لكن فكرتها العامة واحدة وهي وضع التي.أن.تي، نفط، وشظايا معدنية في برميل إسطواني، أي شيء من برميل نفط إلى برميل ماء، ثم يشعل الفتيل، ويتم قذف البرميل من مروحية. دقة البرميل ليست عالية، مثل القنبلة العنقودية، حيث التدمير عشوائي.

“هذه وسيلة رخيصة لتوصيل شحنة متفجرة من الأسلحة لا تستطيع بالعادة تقديم نفس الحجم من الدمار،” قال فراس أبي على، محلل لشؤون الشرق الأوسط في شركة أبحاث مقرها بريطانيا IHS.

في حلب، إستخدم النظام البراميل المتفجرة في سلسلة من القصف المدمر الذي إستمر لمدة شهر، مما أدى إلى قتل أكثر من 500 شخص، معظمهم من المدنين، في فترة أسبوعين. “هذا لأنه إذا سقط برميل متفجر على منطقة مفتوحة، فإنه يدمر كل شيء في داخل دائرة نصف قطرها كيلومتر واحد،” قال العميد مناع رحال، القائد العسكري للجيش الحر في شمال غرب محافظة إدلب. عندما يسقط النظام براميل متفجرة على المباني، “يمكن للبراميل إختراق بين خمس وستة طوابق.”

“لقد طور النظام البراميل المتفجرة بمساعدة من روسيا لتحقيق المزيد من الدمار،” قال رحال، الذي إنشق عن الجيش السوري، حيث كان يشغل منصب عميد، في أغسطس ٢٠١١.

“لقد وضعوا قطع من الحديد، ومسامير، ومقصات، ومفكات في اسطوانة، وأضافوا اليها مواد متفجرة.”

بعد أسابيع من البراميل المتفجرة في أنحاء المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في حلب، رفض الجيش الحر هدنة في ثاني أكبر مدينة في سوريا والتي اقترحت من قبل رئيس الوزراء وائل الحلقي خلال الزيارة الأخيرة في موسكو.

حمدي قدري، رئيس المكتب الإعلامي للقيادة المشتركة في الجيش الحر، شرح أن شروط الهدنة مستحيلة: “هل هناك هدنة في العالم تطالب منك التخلي عن الأراضي التي تتحكم بها من أجل وقف إطلاق النار؟” قال. إن قوات المعارضة تسيطر حالياً على معظم حلب.

وهناك براميل متفجرة أخرى تستهدف مناطق يسيطر عليها الثوار في حماة واللاذقية، لكن بالأخص حلب وضواحي دمشق مثل بلدة داريا، الزبداني، خان الشيخ، ومخيم اليرموك في جنوب دمشق كلها تم قصفها ببراميل متفجرة، ومع ذلك لم تستلم أي واحدة منها.

 بناية مدمرة في مخيم اليرموك بسبب برميل متفجر بتاريخ 23 كانون الثاني / يناير. حقوق الصورة تعود لـ الشبكة السورية لحقوق الانسان.

في كانون الثاني/يناير ١٦، أسقط الثوار واحدة من طائرات الأسد في داريا البلدة التي مزقتها الحرب، حيث كانت مسرح لمعارك ضارية لمدة أكثر من عام، تم استهدافها بالبراميل المتفجرة يومياً منذ كانون الثاني / يناير ١١.

 الثوار يسقطون طائرة تابعة للنظام في حي داريا بدمشق. حقوق النشر تعود لـ تجمع قوى الثورة لتحرير سوريا.

البراميل المتفجرة “تنتهك حقوق الإنسان الدولية من حيث القصف العشوائي للمناطق المكتظة بالسكان، حيث إستهداف الأشخاص العسكريين، وليس فقط المدنيين، وهو دليل واضح على أن إستخدام مثل هذه أسلحة هدفه فقط إحداث أكبر قدر من الضرر للمدنيين،” قال محمود عبدالله، وهو ناشط سوري بارز وسجين سياسي سابق يستقر حالياً في واشنطن. يخدم عبدالله حالياً مدير تنفيذي لمركز العدالة والمسائلة السورية.

“بعث نظام الأسد بهذه البراميل كرسالة للبلدات التي يسيطر عليها الثوار والتي رفضت الهدنة المقترحة،” قال الناشط والمتحدث باللغة الإنجليزية قصي زكريا، المحاصر حالياً مع الآلاف من المدنيين السوريين بسبب حصار النظام لمعضمية الشام. فاوضت البلدة الموجودة في ضواحي دمشق قوات النظام الشهر الماضي للسماح لهم بإدخال الطعام للمدنيين الذين يموتون جوعاً، لكن أكد زكريا وناشطين أخرين أن الحصار مازال قائماً.

“الصمت في جنيف”

على الرغم من إزدياد وتيرة إستخدام البراميل المتفجرة، جاء موضوعها في مؤتمر جنيف هذا الأسبوع بعد أن سأل الصحفي السوري المعارض وزير الإعلام عمر الزعبي بينما كان يسعى للخروج من المبنى، وطلب مراراً وتكراراً: “لماذا تسقط براميل متفجرة على حلب؟” لكن الوزير رفض الإجابة.

أعلنت الحكومة السورية في تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٧ أنها ستشارك في المحادثات، لكنها أضافت أن وفدها الرسمي لن يذهب “لتسليم السلطة لأي شخص.”

“إتجه النظام إلى جنيف ٢ ببراميل متفجرة وحصار خبيث … حيث لم يترك النظام مكان للحوار، إلا للأشخاص الذين يمثلون انفسهم فقط،” قالت الجبهة الإسلامية في بيانها في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وأشار النشطاء الذين تمت مقابلتهم من أجل هذه المقال أن نظام الأسد لم يلتزم بمبادئ جنيف الأول، وعندهم أمل ضئيل أن الحكومة جدية بشأن إنهاء الحرب.

“إذا كانت نية الأسد جدية لتنفيذ شروط جنيف، ما كانت هذه الجرائم تحدث على الأرض،” قالت أمان الهدى، ٣٠، مراسلة مع شبكة شام الاخبارية المعارضة في دمشق.

“نحن بحاجة إلى أن نرى آلية لتنفيذ جنيف ٢ على الأرض حتى يقتنع الشعب السوري أن النظام يهدف إلى حل سياسي أيضاً،” قال بيبرس التلاوي، ناشط في حمص في حي باب السباع المحاصر من قبل النظام منذ ٢٠ شهر.

قال التلاوي إن البراميل المتفجرة هي مجرد وسيلة قتل أخرى من إستراتيجيات النظام.

“هذه نفس الرسالة التي يستخدمها الشبيحة منذ بداية الثورة،” قال التلاوي. “الأسد أو نحرق البلد.”

ساهم في التقرير: محمد علي من عمان، جنيفر كولينز من برلين.

تابعونا على فيسبوك و تويتر.

شارك هذا المقال