4 دقائق قراءة

التهاب القصيبات الشعرية ينتشر بين أطفال “أطمة” نتيجة تردي الظروف المعيشية في المخيم

يستقبل الأطباء العاملون في مجموعة من المخيمات العشوائية بالقرب من […]


1 مارس 2017

يستقبل الأطباء العاملون في مجموعة من المخيمات العشوائية بالقرب من الحدود السورية التركية، ضمن مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، 100 حالة التهاب قصيبات شعرية يوميا، معظمها من الأطفال دون سن الثانية.

وبدأ انتشار التهاب القصيبات الشعرية (التهاب يصيب الأجزاء الانتهائية من القصبات، أو ما يسمى بالقصيبات الشعرية، مما يؤدي لتضيقها أو انسدادها مسببًا صعوبة تنفس)  في وقت سابق من هذا الشهر.

وأخذ هذا المرض بالانتشار بين الرضع والأطفال الصغار في مخيم أطمة، نتيجة الازدحام في المخيمات، والسكن في أماكن ضيقة وغرف مزدحمة، واستخدام الحطب لتدفئة الخيام المغلقة، وفقا لما يقوله الدكتور مهند خليل، أخصائي الطب الباطني، في مستشفى أطمة الخيري.

ويعيش سكان مخيم أطمة البالغ عددهم 60 ألفا، كأبو محمد، الذي أصيب ابنه، ذو الشهرين، بالتهاب القصيبات الشعرية مؤخرا، في خيام مهترئة، ويعتمدون على المساعدات الإغاثية، مع غياب البنية التحتية المائية وأنظمة الصرف الصحي.

ويقول أبو محمد، لشفاء ياسين ومحمد الفالوجي، مراسلي سوريا على طول “هناك تخوف من العدوى لإخوته، كونهم أيضا بدأوا يعانون من السعال”.

ووفقا للدكتور خليل فإن “الوضع داخل المخيم سيء”.

 

  • الدكتور مهند خليل، أخصائي الطب الباطني في مستشفى أطمة الخيري.

 

كم عدد المرضى الذين تستقبلونهم يوميا، مقارنة بعددهم الشهر الماضي؟

سابقاً كان العدد قليلا، حيث كانت الإصابات تتراوح بين 20 و25 حالة. ولكن منذ ما يقارب شهر شاهدنا تزايدا في الإصابات بشكل كبير، حيث وصل في اليوم الواحد من 90 إلى 100 حالة. وجميع الحالات التي وصلتنا إلى المشفى هي من نفس المخيم ولم نوثق أي حالة من خارج مخيم أطمة.

طفلة مصابة بالتهاب القصيبات الشعرية في مستشفى أطمة الخيري، 23 كانون الثاني. تصوير: مشفى أطمة الخيري.

هل الحالات التي تأتي يومياً هي حالات جديدة؟ أم تتضمن مراجعات لحالات سابقة؟

هناك حالات جديدة، بالإضافة لحالات قديمة مستعصية تتم مراجعة المستشفى لتقديم الخدمات اللازمة لها.

ما هي الأسباب التي أدت إلى زيادة عدد الإصابات بشكل كبير؟ هل للظروف المعيشية في المخيم علاقة بذلك؟

ذلك يعود إلى زيادة الازدحام في المخيمات، والسكن في أماكن ضيقة وغرف مزدحمة، لأن المرض ينتقل بلمس المفرزات التنفسية أو اللعاب أثناء السعال ما يؤدي إلى سهولة انتشاره.

(ذكرت سوريا على طول الازدحام ونقص الخدمات العامة في المخيم في شباط الماضي).

بالإضافة إلى أساليب التدفئة الحالية مثل الحطب.

هل تقتصر هذه الحالات على الأطفال فقط؟

الحالات ليست حكراً على الصغار ولكن المرض أكثر انتشاراً وأكثر تأثيراً على الأطفال الرضع، حيث أن غالبيىة الحالات التي تتم معاينتها هي في سن السنتين فما دون، ويعود ذلك إلى أن قصباتهم قطرها صغير بحيث تكون عرضة للانسداد بالمفرزات المخاطية.

في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، كيف يتم علاج الحالات التي تصلكم؟

لا يوجد داخل مخيم أطمة أي مستشفى وإنما يوجد نقاط طبية فقط تقدم بعض الأدوية مثل أدوية الصداع والإلتهاب. لذا يتوجب على الأهالي قطع مسافة 12 كم بالسيارة والذهاب إلى واحدة من المستشفيات في مدينة أطمة.

لدينا شح كبير بالسوائل الوريدية وأجهزة الرذاذ، ونقوم بمساعدة المصابين بالإمكانيات الموجودة حيث نعطيهم جرعات أقل من السوائل الوريدية، واختزلنا فترة البقاء على جهاز الرذاذ إلى النصف.

وتم افتتاح قسم داخل أحد المشافي، وهذا القسم خاص لمعالجة التهاب القصيبات الشعرية.

ما الذي يمكن أن يحدث في حال لم يتلق المريض العلاج؟

إذا لم تتم معالجة الحالات سيؤدي ذلك إلى انسداد القصيبات وضيق تنفس شديد يؤدي إلى الوفاة، وهناك عدد من الحالات تم تحويلها إلى مراكز العناية المشددة في تركيا؛ لأننا نفتقد لغرف وأجهزة خاصة للعناية المشددة داخل المخيم.

هل هناك أي إجراءات وقائية يمكن أن يتخذها الأهالي لتفادي الإصابة بالمرض؟

نعم، يجب على الأهالي عدم التدخين بجانب الطفل، وغسل اليدين قبل لمس الطفل، بالإضافة إلى إبعاد الطفل عن الأطفال المصابين بالرشح والسعال.

وأيضا الوضع داخل المخيم سيء حيث يتعرض مرضى الربو إلى نفس الأعراض ونقوم بعلاجهم ضمن الإمكانيات المتوفرة.

 

  • أبو محمد، يعيش في خيمة مع عائلته في مخيم أطمة. ابنه علي، البالغ من العمر شهرين، مصاب بالتهاب القصيبات الشعرية.

 

أصيب ابني (علي) منذ خمسة أيام بمرض التهاب القصيبات الشعرية، وتم نقله إلى المستشفى ليتلقى العلاج عن طريق إعطائه جرعة من الرذاذ، والآن وضعه مستقر ولكن هناك تخوف من العدوى لإخوته كونهم أيضا بدأوا يعانون من السعال، عرفت بأن ابني مصاب عندما بدأت تظهر عليه حالة ضيق النفس والسعال وتم نقله إلى الصيدلي القريب على المخيم ومن ثم أخبرني الصيدلي بإن ابني مصاب بالتهاب القصيبات الشعرية وتم نقله إلى المستشفى فورا لتقلي العلاج.

بالتأكيد اصيب ابني بالمرض بسبب الازدحام في الخيمة حيث أسكن أنا وأمراتي و4 أطفال في خيمة صغيرة ونستخدم التدفئة عن طريق الحطب.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال