3 دقائق قراءة

التوتر يتصاعد بين معارضتي سوريا الداخلية و الخارجية

15 آيار 2013 هذه السلسة المؤلفة من جزئين تناقش حالة […]


17 يونيو 2013

15 آيار 2013

هذه السلسة المؤلفة من جزئين تناقش حالة الانفصال بين السوريين و الإئتلاف الوطني الذي كان يأمل  بقيادتهم في سوريا ما بعد الأسد. نهى شعبان و مايكل بيزي سيبحثان [في هذا المقال] في التحديات التي يواجهها الإئتلاف، و سيستطلعان كيف يشعر السوريون حيال ممثليهم في المنفى.

عمان – في حين يكافح الإئتلاف الوطني السوري في المنفى للتواصل مع السوريين في الداخل، يشكك النشطاء و المقاتلون بقدرة المجلس على القيادة الفاعلة داخل سوريا. “أعتقد أنهم بعيدين عن الواقع السوري.” هذا ما قاله ناصر فرزات، ملازم في الجيش الحر في حلب ومنشق عن الجيش السوري. “لا يستطيعون حل المشاكل كونهم لا يعرفونها أصلاً.” يضيف فرزات عاكساً لقناعة الكثيرين من مقاتلي الجيش السوري الحر بأنهم هم من يقوموا بالعمل على اسقاط النظام دون أي دعم من الإئتلاف.

أحد أسباب انفصال المقاتلين الثوار عن ممثليهم في المنفى هو بعد مركز المجلس الحاكم عن مسرح الأحداث في سوريا.

المعارضه الخارجيه  للاسف تراهن علينا من سيفوز [في اسقاط النظام]”، هذا ما يقوله الناشط أيهم الدمشقي الذي يعمل في مجال الدعم الالكتروني لصالح الثورة في دمشق. أيهم طلب عدم ذكر اسم عائلته. كمسلم سني ذي ميول ديمقراطية، يشعر الدمشقي أن الإئتلاف إعتمد على السوريين في الداخل في استمرار الثورة، و النتيجة كانت فقدان الاتصال معه. يقول [أن المعارضة] “لا تفعل شي سوى مؤتمرات.”

منذ تأسيسه في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، عمل المجلس الوطني السوري بشكل أساسي من إسطنبول، و ذلك لتحقيق الأمن، بالإضافة إلى الحفاظ على اتصال مباشر مع المجتمع الدولي للحصول على الإعتراف و التمويل.

في 6 أيار، أعلن الإئتلاف عن تفاصيل الحكومة المؤقتة المقترحة، حيث تتألف من 11 وزير في مناطق سيطرة الثوار في الشمال، و يكون مقرها على الحدود السورية التركية. بحسب بيان الإئتلاف، ستمنح وزارة الدفاع للجيش السوري الحر، في حين يتم انتقاء باقي الوزراء من قبل الإئتلاف الوطني. من غير المعروف بعد متى سيتم ذلك، إلاً أن الإئتلاف كان قد أعلن عن مؤتمر في اسطنبول يوم 23 أيار لتوسيع قاعدة عضويته و مناقشة مشاركة المرأة.

تسجيل حضور بالمناطق المحررة” هو أولوية، هذا ما يقوله سامح العطري العضو في اتحاد الأكاديميين الأحرار المؤيد للثورة. غير أن المهم، بحسب عطري هو “تعميق العلاقة الوطيدة بين من قام بالثورة من الداخل [و] من مثلها ودعمها من معارضي الخارج.”

إن وجود الإئتلاف على مسافة بعيدة عن الحرب في سوريا ليس المشكلة الوحيدة. ذاع صيت الإئتلاف بكونه منقسماً داخلياً حيال الذين يقاتلون لأجل الثورة في سوريا. يعتقد الدمشقي أن هذا الانقسام ناتج عن مواقف الطامحين لقيادة سوريا المحررة.

كل واحد همه الكبير انه يصير رئيس.” يقول الدمشقي، و يضيف، “بس يكونوا أيد وحدة ويتفقو عل رأي واحد بجوز يوافقوا على طلباتن.”

يقول ياسر الدوماني، الناطق الرسمي للجان التنسيق المحلية في دوما، أن هذه الانقسامات ناتجة عن تأثير خارجي. الدوماني متشائم حول معارضة الخارج. “بالنسبة للمعارضة الخارجية فقد نشأت نتيجة توازنات سياسية على مستوى العالم, فكان من الطبيعي ان يكون انقسامها انعكاس لانقسام المجتمع الدولي حيال القضية السورية.”

يقول الدوماني أنه يأمل أن لا يفقد الإئتلاف تركيزه على سوريا أثناء القيام بجهوده لكسب المجتمع الدولي. يضيف، “خلاصة القول ان المعارضة السورية في الخارج لن تستطيع ان تقدم شيئ للشعب السوري الا عندما تفك ارتباطها السياسي مع الدول الاوربية و تغلب المصلحة الوطنية على المصالح الدولية و اطماع الدول بنهب ثرواتنا.”

إن التفاوت في الطبقات الاجتماعية و الخبرة على الأرض أدت إلى ضعف التواصل بين الإئتلاف الوطني و المقاتلين الثوار داخل سوريا، غير أن مشلكة التواصل ليست خطأ الإئتلاف الوطني وحيداً، و إنما مسؤلية الطرفين، بحسب الملازم فرزات.

الثوار نتيجة الحرب الدائرة اصبحت عقولهم محجوبة عن التفكير.” يقول فرزات و يضيف، “هم حاقدون على معارضة الخارج.

شارك هذا المقال