4 دقائق قراءة

الثوار المدعومون من أميركا يتراجعون أمام تقدم النظام في البادية السورية

في الوقت الذي تواجه فيه قوات المعارضة تنظيم الدولة في […]


29 مايو 2017

في الوقت الذي تواجه فيه قوات المعارضة تنظيم الدولة في صحراء شرق سوريا الاستراتيجية، يفرض النظام سيطرته على مواقع خلفية للثوار إلى أقصى الغرب، وتقول مصادر في المعارضة لسوريا على طول إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة “ليس حليفا لنا” في الحرب ضد نظام الأسد.

وسيطرت قوات النظام وحلفاؤه على أكثر من 100 كيلومتر مربع، من كل من مقاتلي تنظيم الدولة وقوات المعارضة، خلال نهاية الأسبوع في البادية السورية، وهي منطقة صحراوية ذات كثافة سكانية منخفضة، تمتد على الحدود الجنوبية للبلاد مع الأردن والعراق.

وللمرة الأولى منذ عام 2015، سيطر نظام الأسد على أكبر مناجم الفوسفات في البلاد، وكذلك الطريق الرئيسي الذي يربط بين تدمر ودمشق. وتأتي معارك النفوذ مع محاولة كل من مقاتلي النظام والمعارضة فرض سيطرتهم على الأراضي التي تراجع عنها تنظيم الدولة.

ومع قيام قوات المعارضة بمحاربة التنظيم في أقصى الشرق، خلال نهاية الأسبوع، هاجمت قوات النظام قوات المعارضة المجهدة، في المناطق الصحراوية، على بعد نحو 60 كم جنوب غرب مدينة تدمر، والتي أصبحت الآن تحت سيطرة النظام، حيث حقق هجوم النظام تقدما سريعا ومفاجئا.

وقال قيادي ميداني في الجيش السوري الحر، وطلب عدم الكشف عن هويته، لسوريا على طول، يوم الأحد، إن التقدم الأخير هو نتيجة أن الثوار “لم يقوموا بعمل نقاط ارتكاز وتثبيت لهم في المنطقة لذلك استغل النظام هذه النقطة وتقدم بشكل سريع على مناطق الثوار”.

وبالرغم من دعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقوات المعارضة في البادية السورية، فإن خسائر الثوار، خلال نهاية الأسبوع، تسلط الضوء على اختلاف عميق بين أهداف كلا الجانبين: فمن جهته يريد التحالف التركيز بشكل حصري على هزيمة تنظيم الدولة، بينما يركز الثوار على مواجهة نظام الأسد وهزيمته.

وقالت مصادر ثورية لسوريا على طول، يوم الاثنين، إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يقدم دعما ماليا ولوجستيا لقوات المعارضة لمحاربة تنظيم الدولة، لكنه لا يمول الثوار في حربهم ضد النظام بشكل مباشر.

وقال البراء فارس مدير المكتب الإعلامي لجيش مغاوير الثورة، لسوريا على طول، الإثنين “إن التحالف حليف لنا في حربنا ضد داعش أما في حربنا ضد النظام والميلشيات الأجنبية فهو(التحالف) ليس حليفا لنا”.

 جنود روس في تدمر يمشطون المنطقة لإزالة الألغام. حقوق نشر الصورة لـ TASS/Getty Images. 

وأضاف أن دور “التحالف الدولي هو تدريب العناصر من مغاوير الثورة وتقديم الدعم اللوجستي والسلاح والذخيرة وكل ذلك للقضاء على إرهاب داعش”.

ويبلغ عدد القوات الأميركية العسكرية في البادية نحو 100 جندي، مدعومون بآليات ثقيلة مصفحة، ويحتشدون في مركز عسكري صغير قرب معبر التنف الحدودي بين سورية والعراق. وهم في البادية السورية يهدفون إلى التقدم باتجاه أقصى الشرق، وطرد تنظيم الدولة من الحدود الجنوبية للبلد، ودخول محافظة دير الزور وصولاً بنهاية المطاف إلى مدينة البوكمال الحدودية، وفق ما ذكرت سوريا على طول.

إلى ذلك، ذكر متحدث عسكري أميركي باسم عملية “الحل المتأصل” للقيادة المركزية الأميركية، الأحد، عبر رسالة بالبريد الإلكتروني لسوريا على طول إن “قوات التحالف كانت تعمل على مدى شهور عديدة لتقديم التدريب والمشورة للقوات التي تم التحري عنها والشريكة في محاربة تنظيم الدولة”.

ولم تثن الأهداف التي رسمها التحالف لمهمته الجيش السوري الحر عن إطلاق حملته الجديدة “بركان البادية”، والتي يبدو وأنها حملة مستقلة “تهدف لتطهير البادية السورية من الميليشيات الأجنبية والتنظيمات الإيرانية” بحسب ما قال عضو شبكة تدمر الإخبارية، لسوريا على طول.

وذكر مغاوير الثورة أنهم في قتالهم ضد النظام والميلشيات لن يدعمهم التحالف الدولي، وفق ما قال البراء فارس مدير المكتب الإعلامي لجيش مغاوير الثورة، لسوريا على طول. على أية حال “سيكون لنا والجيش الحر في الأيام القادمة دور أكبر في محاربة النظام”.

تمركز القوات الأمريكية مع جيش مغاوير الثورة عند معبر التنف الحدودي، 23 أيار. حقوق نشرالصورة لـ أخبار عدالة حمورابي

ومع ذلك، فإن التحالف يحتفظ بطوق دفاعي واضح في البادية، وكان أعلن أنه لن يسمح للنظام أو قواته الحليفة بتجاوزه: وهو عبارة عن “دائرة نصف قطرها 55 كم حول المنطقة التي تقوم فيها قوات التحالف والقوات الشريكة بعملياتها بالقرب من التنف”، وفق ما قال المتحدث الأميركي باسم القيادة المركزية الأميركية في بريد إلكتروني آخر لسوريا على طول، الإثنين.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية أن “الوجود المستمر والعدائي للقوات داخل المنطقة منزوعة السلاح غير مقبول ويشكل تهديداً لقوات التحالف”. وأضاف “أن قوات التحالف مستعدة للدفاع عن نفسها إذا رفضت القوات الموالية للنظام إخلاء المنطقة منزوعة السلاح”.

وفى وقت سابق من هذا الشهر، هاجمت طائرات التحالف قافلة من “الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية والمركبات الفنية” أثناء تقدمها من أراضي سيطرة الحكومة إلى المركز الحدودي، وفق ما ذكرت سوريا على طول.

ورغم أن النظام لم يعلن رسمياً عن دوافعه وراء حملات الهجوم الأخيرة في جنوب شرق سورية، إلا أن استعادته السيطرة على المناطق الحدودية الاستراتيجية مع الأردن والعراق تمكنه من إعادة تفعيل حركة النقل والتجارة المتوقفة منذ سنوات بسبب الحرب.

شارك هذا المقال