4 دقائق قراءة

الثوار المدعومون من تركيا أقرب إلى “الباب”.. و”القباسين” قاب قوسين

يحارب ثوار سوريا، بمساندة تركيا، مقاتلي تنظيم الدولة وتواجههم “مقاومة […]


15 نوفمبر 2016

يحارب ثوار سوريا، بمساندة تركيا، مقاتلي تنظيم الدولة وتواجههم “مقاومة قوية” على بعد كيلومترين من آخر معقل رئيسي لـ”الخلافة” في محافظة حلب، في يوم الإثنين، اليوم الثاني لتقدم جديد للسيطرة على مدينة الباب بدعم من الطائرات الحربية لأنقرة ومدفعياتها.

“المعركة بدأت فعليا”، وفق ما قال محمود أبو حمزة، قائد لواء أحفاد صلاح الدين، فصيل كردي تابع للجيش السوري الحر، منخرط في الحملة، لسوريا على طول، الإثنين.

وتقع مدينة الباب، على بعد 30 كم جنوب الحدود التركية الجنوبية مع سوريا، وهي المعقل الأبرز والأخير لتنظيم الدولة في شمال شرق محافظة حلب.

ومدينة الباب المحصنة بقوة هي الهدف الأحدث للثوار الذين تدعمهم تركيا والمنخرطين حالياً في عملية درع الفرات، الحملة التي أطلقتها تركيا في أواخر آب ليس لمحاربة تنظيم الدولة فحسب، وإنما لمحاربة القوات الكردية أيضاً التي تساندها الولايات المتحدة، في شمال سوريا.

وخلال الـ12 أسبوعا الماضية، تمكن ثوار سوريا ومسانديهم الأتراك، حسب ما تواردت الأنباء، من إجلاء تنظيم الدولة “من ما يقارب 1600 كم مربع” من الأراضي، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول، الإثنين.

وقال أبو حمزة “دخلنا أطراف مدينة الباب (…) وكان تقدمنا سريعاً جدا”. وأشار القائد إلى “وجود مشاركة تركية عسكرية قوية جدا وكثيفة من خلال المدرعات والمدفعية والطيران الحربي”.

ثوار سوريا في شمال حلب، في 10 تشرين الثاني. حقوق نشر الصورة لـ درع الفرات

ويتركز القتال حالياً باتجاه بازار الغنم شمال الباب. وذكر القائد أن 26 من عناصر تنظيم الدولة قتلوا في المعارك هناك. ولفت إلى “وجود مقاومة قوية من قبل عناصر داعش وأنهم يستميتون بالقتال”.

وقُتل تسعة من أفراد الجيش السوري الحر، وأصيب 52 آخرين في الأيام الأخيرة، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول، الإثنين، نقلاً عن بيان للقوات التركية المسلحة. وجُرح أربعة جنود أتراك.

وبدأ ثوار سوريا هجومهم الجديد للسيطرة على الباب في فجر يوم الأحد. حيث انطلقوا من أراضيهم في شمال شرق محافظة الحسكة، بالاتجاه الجنوبي، وتقدموا ما يقارب تسعة كيلومترات نحو الباب، وبات ما يفصلهم عن المدينة كيلومترين. وخلال العملية، سيطروا على سبع قرى وبلدات، وفقاً للحساب الرسمي لدرع الفرات على التويتر. 

وليس مقاتلو الجيش السوري الحر ومساندوهم الأتراك وحدهم من يضعون أعينهم على الباب. فقوات سوريا الديمقراطية، والتي تتهمها تركيا بارتباطها بحزب العمال الكردستاني (PKK)، صرحت بنيتها السيطرة على المدينة في وقت سابق من هذه السنة.

وبعد التقدم الذي حققته القوات التي يقودها الأكراد باتجاه الباب من الأراضي التي تسيطر عليها غرب المدينة في الأسابيع الأخيرة، “سرَعت القوات التركية المسلحة والجيش السوري الحر العمليات”، وفق ما ذكرت الأناضول، الأحد. ولكن بعد التقدم الأخير للجيش الحر، يبدو أنه من المستحيل فعلياً أن تتقدم قوات سوريا الديمقراطية من الغرب لتسيطر على المدينة.

والآن، ثوار الجيش الحر، ليسوا في موقع فقط يؤهلهم من اقتحام الباب، وفق ما قال أبو حمزة لسوريا على طول، وإنما دخول قباسين أيضاً، وهي بلدة، ذات غالبية كردية تقع على بعد 7 كم بالاتجاه الشمالي الشرقي.

 القوات التي تساندها تركيا على بعد 2كم شمال غرب الباب، الأحد. حقوق نشر الخريطة لـ وكالة الأناضول 

وسيطر الثوار في تقدمهم الأخير، الأحد، على جبل الدير، الذي يكشف قباسين والباب، وفق ما قال أبو حمزة، الذي لفت إلى أن “المنطقة ساقطة نارياَ نظراً لارتفاع جبل الدير، وقطع طريق الإمداد بين المدينتين”.

وأوضح القائد أن “الأمر محسوم وانتهى (…) وبسقوطهما انتهى وجود التنظيم في حلب، على اعتبار أن قباسين والباب أكبر مدينتين في حلب”.

وتضاربت التقارير، الأحد، حول دور التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في المعارك الأخيرة في شمال شرق محافظة حلب.

وقال أبو حمزة، قائد لواء في الجيش الحر، لسوريا على طول، أن “طيران التحالف الدولي يشارك معنا وقمنا بتزويده ببعض الإحداثيات لمواقع التنظيم في المنطقة وتم استهدافها”. من جهتها، ذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة، الأحد، “3 غارات أمريكية تستهدف أطراف مدينة الباب في ريف حلب”.

ولم يذكر التحالف الغارات الجوية على حلب، الأحد، فيما قالت وكالة الأناضول التركية، الإثنين، أن “طائرات التحالف الدولي المناهض لداعش لم تشارك” في المعارك الأخيرة.

وقصفت الغارات الجوية التركية “15هدفاً إرهابياً لداعش”، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول، الإثنين.

واستمر القصف الجوي والبري للباب من قبل القوات التركية والجيش الحر، الإثنين. وتضمن فيديو نشره موقع أعماق التابع للتنظيم، في اليوم السابق، لما يزعم أنه أثار القصف التركي، لقطات لبعض الجرحى البالغين. وطفل في المستشفى.

ومع وجود الجيش الحر والقوات التركية على بعد 2كم شمال الباب، ادعت وكالة أعماق، الإثنين، أن دبابات أنقرة “تقصف عشوائياً المناطق السكنية” في المدينة.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال