3 دقائق قراءة

الثوار يتبعون استراتيجية جديدة في حلب مستفيدين من درس إخفاق حملتهم السابقة في آب

نجح الثوار في السيطرة على عدة مجمعات سكنية، في غرب […]


نجح الثوار في السيطرة على عدة مجمعات سكنية، في غرب حلب الخاضع لسيطرة النظام، يوم الخميس، مدعومين بالدبابات والسيارات المفخخة، وذلك في اليوم السادس من الحملة التي شنها مقاتلو المعارضة لرفع الحصار عن شرق المدينة.

وفي الوقت الذي لم يتضح فيه على الفور مقدار تغير الأمور على الأرض، قالت مصادر عسكرية ثورية تشارك في الحملة على غرب حلب، لسوريا على طول “حتى الآن وصل الثوار عند حدود المنطقة المراد تحريرها” وأحرزوا تقدما نحو مناطق سيطرة النظام في حلب الجديدة.

ولم تعلق وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” بشأن خسارة الأراضي حول حلب الجديدة، بينما قالت يوم الخميس أن “الهجمات الإرهابية” على أحياء مدينة حلب أسفرت عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين.

سيارة مفخخة تضرب منطقة حلب الجديدة يوم الخميس. تصوير: جيش الفتح.

وفي حوالي الساعة الحادية عشرة صباح يوم الخميس، أحرز التحالف الثوري الذي يضم ما يقارب 20 فصيلا ثوريا، تقدما لأول مرة منذ يوم السبت الماضي، ضمن ما يسمونه “المرحلة الثانية” من حملة حلب.

وبدأ التقدم نحو مدينة حلب، يوم الجمعة الماضي، من الريف الغربي للمدينة. ولليوم السادس يواصل الثوار التقدم بشكل تدريجي نحو مناطق سيطرة النظام في المدينة، إضافة إلى المكاسب التي حققوها على مشارف المدينة في نهاية الأسبوع.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال قادة ومتحدثون باسم الثوار لسوريا على طول، أنه على عكس محاولتهم الأولى في آب الماضي، لرفع الحصار عن سكان شرقي حلب الـ250 ألفا، فإن الحملة الحالية لا تسعى للدخول من خلال “أقرب نقطة لدخول شرق حلب”؛ ففي حين أنشأ الثوار ممرا إنسانيا ضئيلا في شرق المدينة، من خلال مثل هذه الاستراتيجية في شهر آب، فإن النظام استعاد السيطرة على المدينة بسرعة كبيرة في أوائل شهر أيلول.

وقال النقيب عبد السلام عبد الرازق، المتحدث باسم حركة نور الدين زنكي لسوريا على طول، يوم الخميس “في هذه المعركة ولأول مرة كانت فكرة المعركة تعتمد على تحرير مراكز قوة النظام والتمسك بالأرضوتأمين الدفاعات ومن ثم البدء بالهجوم اللاحق ولم تكن كالمعارك السابقة”.

في السياق، قالت مصادر ثورية لسوريا على طول، هذا الأسبوع أن هدف الثوار في “ملحمة حلب”  لا يقتصر فقط على رفع الحصار بالسرعة الممكنة، إنما يتضمن “حماية وتأمين مكاسبهم (…) إن تقدم اليوم سيتيح لنا الدفاع عن هجماتنا اللاحقة” لكسر الحصار.

الثوار يستعدون لمهاجمة مجمع الـ3000 شقة. تصوير: عدسة أحرار الشام.

وتركز القتال يوم الأحد على جبهتين أساسيتين في أحياء حلب الغربية. وعند المدخل الغربي للمدينة، مهدت سيارتان مفخختان ونيران المدفعية الثقيلة الطريق للتقدم الأكبر الذي أحرزه الثوار باتجاه منطقة حلب الجديدة الخاضعة لسيطرة النظام. وعلى بعد أقل من 2 كم إلى الجنوب واجهت قوات الثوار مجددا مقاومة شديدة في أكاديمية الأسد العسكرية ومشروع الـ3000 شقة السكني، وهما موقعان محصنان ومجاوران لشرق حلب.

وبعد انفجار سيارة مفخخة ثالثة في اليوم ذاته، نجحت قوات المعارضة في إحراز تقدم على الأرض، حيث قال أبو حمزة، اعلامي حركة أحرار الشام “اقتحمنا من جهة حلب الجديدة مجمع 3000 شقة”. واتهمت وسائل الإعلام الموالية للمعارضة، يوم الخميس، النظام بإطلاق غاز الكلور على الموقع بعد التراجع عن مواقعهم.

وتبادل النظام والثوار الاتهامات بإطلاق غاز الكلور المحرم دوليا، طوال أيام القتال الستة الماضية.

إلى ذلك، نشر الدفاع المدني السوري، يوم الخميس، صورا لهجوم الكلور المزعوم على خان العسل، في ريف مدينة حلب، التي تقع خلف الخطوط الأمامية للثوار مباشرة. ووفقا للأنباء فإن الهجوم أسفر عن إصابة 12 مدنيا.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الخميس أن مجموعة من الخبراء العسكريين الروس وصلت من المركز العلمي لقوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية الروسية إلى حلب “لأخذ عينات من التربة في منطقة استخدام المسلحين للأسلحة الكيماوية”.

كما أعلنت الوزارة، التي تقول أنها “تراقب الوقف المؤقت لأي عمليات في حلب” لمدة الـ18 يوما الماضية، “وقفة انسانية” لمدة عشر ساعات من أجل حلب يوم الجمعة.

وكثيرا ما تم رصد طائرات استطلاع بدون طيار وطائرات حربية فوق مدينة حلب، وفقا لما قالته مصادر عسكرية ومدنية لسوريا على طول.

وقال أبو حمزة “الطيران الحربي الروسي والسوري لم يغادر الأجواء لا ليلا ولا نهارا”، مضيفا أن الطيران “قصف ومازال يقصف أحياء داخل المدينة وخارجها”.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال