4 دقائق قراءة

الحدود التركية ما تزال مغلقة مع سيطرة هيئة تحرير الشام على إدلب

أثارت سيطرة الفصيل الإسلامي المتشدد، هيئة تحرير الشام على مناطق […]


أثارت سيطرة الفصيل الإسلامي المتشدد، هيئة تحرير الشام على مناطق رئيسية في محافظة إدلب، مسائل ومخاوف جديدة حول مستقبل المساعدات الإنسانية الضرورية في شمال غرب سوريا، رغم تأكيدات التحالف الثوري أن المعابر الحدودية ومركز المحافظة سيتم تسليمها إلى إدارة مدنية.

وانتزع تحالف هيئة تحرير الشام- والذي تقوده جبهة فتح الشام، فرع القاعدة سابقاً- السيطرة على مدينة إدلب من الفصيل المنافس أحرار الشام، يوم الأحد.

وتمت السيطرة على مدينة إدلب- والتي كانت منقسمة ما بين فصيلين متنافسين- بعد خمسة أيام من المعارك الدموية التي نشبت في الاقتتال الثوري الأخير الذي اجتاح مناطق شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها المعارضة.

وبعد التعبئة العسكرية التي استمرت لأسابيع ومحاولات التوسط بينهما والتي أخفقت جميعها، اندلعت الاشتباكات بين الفصيلين المتنافسين في المحافظة في الأسبوع الماضي، وذلك  بعد نزاع على استخدام أحرار الشام  لعلم الثورة السورية، وفق ماذكرتسوريا على طول آنذاك.

وبعد فترة وجيزة من سيطرة هيئة تحرير الشام على مدينة إدلب، يوم الأحد، انفجرت سيارة مفخخة فيها، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وجرح أكثر من عشرة آخرين، وفق ما ذكرمركز إدلب الإعلامي. ولم يتبنى أي طرف مسؤولية الانفجار.

وتسببت الاشتباكات الثورية الداخلية خلال الأسبوع الماضي بإغلاق معبرين حدودين: معبر باب الهوى ومعبر خربة الجوز الإنساني في محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، وفق ما قاله مسؤولان إداريان لسوريا على طول، الاثنين.

وفي يوم الأحد، انتزعت هيئة تحرير الشام السيطرة على بلدة خربة الجوز الواقعة على الحدود السورية، وهي نقطة لإدخال المساعدات الإنسانية وموقع لثلاث منشآت طبية تقدم العلاج للعوائل النازحة والسكان المحليين. وقبل ثلاثة أيام، سيطرت الهيئة على معبر باب الهوى الحدودي، الذي يبعد 60كم شمال مدينة إدلب، وهو البوابة الرئيسية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المحافظة من تركيا.

“كانت المعابر بمثابة رئة الشمال السوري (…) ولا نعلم مصيرها”، وفق ما قاله أبو لؤي، إداري في معبر خربة الجوز، لسوريا على طول الاثنين، وطلب عدم ذكر اسمه الحقيقي.

 آثار انفجار سيارة مفخخة في مدينة إدلب، يوم الأحد. حقوق نشر الصورة لـشبكة أخبار إدلب.

بالإضافة إلى خربة الجوز وباب الهوى، أغلقت السلطات التركية أيضاً معبر اليمضية في ريف اللاذقية الشمالي، الواقع تحت سيطرة الثوار، والقريب من إدلب، وذلك رداً على الاقتتال الثوري، بحسب ما ذكره أبو لؤي.

وتستخدم المنظمات الإنسانية التي تتخذ من تركيا مقراً لها المعابر الثلاث لتوزيع الخبز والطحين والمستلزمات الطبية للنازحين في محافظة إدلب.

والجدير بالذكر أن إدلب هي المحافظة الوحيدة التي تُحكِم قوات المعارضة السيطرة عليها كلياً، وتضم عشرات ألاف النازحين السوريين الذين أخرجوا من مدنهم وبلداتهم خلال السنة الماضية ضمن اتفاقيات التسوية مع النظام.

وبالنسبة لمنظمة IHH، وهي منظمة إنسانية مقرها إسطنبول، فإن إغلاق المعابر الحدودية يعني تعليق عمليات إيصال المساعدات الإغاثية للأهالي في محافظة إدلب، مؤقتا.

وقال جلال دامير مدير مكتب IHH في نزيب، التابعة لغازي عنتاب جنوب تركيا، لسوريا على طول، الاثنين “لقد توقف الخبز والطحين المقدم من المنظمة منذ عدة أيام بسبب الاشتباكات التي حدثت بين الفصائل”.

في السياق، قال سعيد، أحد الإداريين في معبر باب الهوى فضل عدم ذكر اسمه الحقيقي، لسوريا على طول، يوم الاثنين إن استمرار إغلاق المعابر الحدودية “يعني موت بطيء لمناطق المعارضة”.

وأضاف إن السلطات الحدودية التركية ستعيد فتح معبر باب الهوى إذا تم “تسليم المعبر لإدارة مدنية”.

واتفقت هيئة تحرير الشام وأحرار الشام على تسليم السيطرة على المعبر الحدودي، إلى سلطة إدارية مدنية، يوم الجمعة، وفقا لما أعلنه أحرار الشام من خلال بيان نُشر في ذلك اليوم.

ودعا البيان إلى “وقف إطلاق النار وإخلاء المحتجزين من الطرفين وخروج الفصائل من معبر باب الهوى وتسليمه لإدارة مدنية”، بحسب ما أورده الأحرار بشأن الاتفاق الذي نشر عبر وسائل الإعلام الخاصة بهم في اليوم ذاته.

إلا أن الاتفاق سرعان ما تفكك فى نهاية الأسبوع حيث وقعت اشتباكات فى مدينة إدلب.

وفي ليلة الأحد، أعلنت هيئة تحرير الشام وأحرار الشام أن الفصيلين اتفقا على العودة للعمل بالاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة، من خلال بيان نُشِر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ودعا الاتفاق الذي تم تعديله يوم الأحد إلى إنهاء الاعتقالات والتوقف عن حشد القوات العسكرية وحل جميع النزاعات بين الثوار، خلال فترة خمسة أيام.

وبالرغم من مزاعم هيئة تحرير الشام بأن سلطة مدنية ستتولى السيطرة على المعابر، قال متحدث باسم الهيئة لسوريا على طول، الاثنين أنه لا يستطيع تقديم أية تفاصيل بشأن موعد التسليم.

وقال عماد مجاهد لسوريا على طول، الاثنين “ليس لدي برنامج زمني لتطبيق لذلك”.

أما بالنسبة لأحرار الشام، فما يزال لديهم قلق إزاء نوايا الهيئة، الطرف المنافس لهم، واستمرار الاتفاقية.

وقال أبو محمد، أحد قياديي أحرار الشام، لسوريا على طول، يوم الاثنين “نحن جاهزون للرد إذا لم يتم الالتزام بالاتفاق الأخير”، واصفا مقاتلي الهيئة بأنهم “كاذبون”.

وقالت عدة مصادر في المحافظة لسوريا على طول، أنه لم يكن هناك اشتباكات بين مقاتلي أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في إدلب أو ريفها الشمالي، يوم الاثنين.

وقال شريف الخطيب، مدني من إدلب، لسوريا على طول، الاثنين “المدينة هادئة اليوم، هناك طلعات لطيران، الناس بحالة خوف من الأيام القادمة”.

وختم الخطيب قائلا “الناس تعبت جداً من هذه الفصائل”.

شارك هذا المقال