5 دقائق قراءة

الدم بالدم: غارات جوية تقتل عشرات المدنيين في إدلب والثوار يردون بقصف البلدات الموالية

قالت مصادر على الأرض لسوريا على طول، أن أكثر من […]


قالت مصادر على الأرض لسوريا على طول، أن أكثر من سبعين شخصا قتلوا جراء الغارات الجوية التي شنها النظام على محافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة، على مدى اليومين الماضيين.

كما أسفر قصف الثوار للمدن الأربعة الموالية للنظام، والذي جاء ردا على قصف النظام لإدلب، عن جرح وإصابة العشرات من المدنيين.

وضربت الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام مجموعة من البلدات في محافظة إدلب، يوم الاثنين، بما في ذلك مركز المدينة، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل. كما أُغلق مركز طبي واحد على الأقل في إدلب، يوم الاثنين في أعقاب التفجيرات.

وجاءت هجمات الاثنين بعد يوم واحد من مقتل 65 شخصا وجرح 124 آخرين في الغارات الجوية للنظام على بلدتي كفرنبل ومعرة النعمان، جنوب إدلب. كما تم تعرضت ثلاث بلدات أخرى، في إدلب، للقصف في اليوم ذاته.

وقال عبادة أبو يوسف، المتحدث باسم الدفاع المدني، لسوريا على طول، يوم الأحد، أن أربعة غارات جوية بصواريخ فراغية استهدفت كفرنبل صباح يوم الأحد، لتصل إلى “المناطق السكنية، والسوق الشعبي ومركز صحي في المدينة”.

قصف الثوار للفوعة، يوم الأحد. تصوير: الإعلام المقاوم_الفوعة_كفريا.

وبعد بضع ساعات، يوم الأحد، ضرب صاروخ سوقا شعبية مزدحمة في معرة النعمان، والتي تبعد 7 كم تقريبا شمال شرق كفرنبل، مما أسفر عن مقتل 39 شخصا بينهم ستة أفراد من أسرة واحدة.

ولم تعلق سائل الإعلام الرسمية الروسية عن الغارات الجوية في محافظة إدلب يوم الاثنين أو الأحد. بينما ذكرت وكالة أنباء روسيا اليوم، التي تمولها الدولة، أن غارات جوية شنتها طائرات حربية غير معروفة ضربت مدينة إدلب وغيرها من المدن يوم الاثنين.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا، يوم الأحد، أن “الطيران الحربي السوري يوقع 50 قتيلا على الأقل بين صفوف الإرهابين” في إدلب وحماة.

إلى ذلك، قال أبو يوسف، لسوريا على طول، يوم الاثنين  “لا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة” ، وتعمل فرق الدفاع المدني على إنقاذ المدنيين وانتشال جثث الضحايا، كما أخمدت الحرائق الناتجة عن القصف والاستهداف الممنهج.

وتظهر الصور وأشرطة الفيديو من موقع القصف يوم الأحد، في معرة النعمان وكفرنبل، اللتان تبعدان عن بعضهما 7 كم، المدن الممزقة. وتبدو فيها امرأة تجلس على الأرض في معرة النعمان، تحتضن صبيا إما أن إصابته شديدة أو أنه مات، وتصفع وجهه. وبالقرب من بسطة خضروات دمرت في كفرنبل يختلط الدم مع الرمان والبرتقال والشمندر.

وحدث سيناريو مماثل في بلدات إدلب المتجاورة في شهر نيسان الماضي، حيث قصفت المرافق العامة في كل من كفرنبل ومعرة النعمان بتتابع سريع مما أسفر عن مقتل 11 شخصا، وفقا لما ذكرته صحيفة عنب بلدي الموالية للمعارضة في ذلك الوقت.

كفرنبل، 4 كانون الأول. تصوير:  مركز المعرة الإعلامي.

في السياق، قال مصعب العزو، ناشط مدني، كان متواجداً أثناء المجزرة في معرة النعمان، لسوريا على طول، يوم الاثنين “بالنسبة لمعرة النعمان اليوم تخوف الأهالي من عودة الطيران السوري وقصفه للمدينة، الآن في هذه اللحظات يوجد طيران في سماء المعرة، الأهالي أغلقوا المحلات والتزموا بيوتهم وملاجئهم”.

من جهتها، علقت مديرية التعليم في إدلب الدوام في جميع المدارس في المحافظة من يوم الاثنين وحتى نهاية الأسبوع ردا على ما وصفته بـ”القصف الهمجي”.

“نحن لم نعتدِ على أحد”

وجاءت الضربات الجوية يوم الأحد مع تصاعد قصف الثوار الأرضي للمدن الأربعة الموالية للنظام، وذات الغالبية الشيعية: مدينتي نبل والزهراء المتجاورتان، وتقعان على بعد 20 كم شمال حلب، وكفريا والفوعة المحاصرتان، على بعد 5 كم شمال شرق إدلب.

وتقوم فصائل المعارضة بقصف المدن الأربعة انتقاما لهجمات النظام أو تقدمه في مناطق أخرى.

وحاصرت قوات المعارضة نبل والزهراء منذ ثلاث سنوات ونصف قبل اقتحامها من قوات النظام السوري خلال شهر شباط الماضي. وفي إدلب، حاصر الثوار كفريا والفوعة منذ آذار عام 2015، بعد أن سيطر جيش الفتح على المحافظة.

ونشرت فصائل المعارضة،  فيلق الشام وجيش الإسلام، صورا وتسجيلات فيديو، يومي الأحد والاثنين تظهر مقاتليها وهم يستخدمون قاذفات الصواريخ لاستهداف “عصابات الأسد” في نبل والزهراء، “ردا على المجازر التي ارتكبت” من قبل القوات السورية والروسية والإيرانية.

ويظهر شريط فيديو نشر على الانترنت من قبل ثوار إدلب، يوم الأحد، تحميل منصة لإطلاق الصواريخ على “استهداف الميليشيات الإيرانية في منطقتي كفريا والفوعة ردا على المجازر بحق شعبنا المحاصر في حلب”.

عربة للثوار تقصف نبل والزهراء يوم الاثنين. تصوير:فيلق الشام.

وسواء كان ذلك ردا على الخسائر الجسيمة بين المدنيين في إدلب يوم الأحد أو ردا على تقدم النظام المستمر في هجومه ضد الثوار في مدينة حلب، فإن قصف المعارضة للمدن الأربعة في الأيام الاخيرة أدى إلى إصابة العشرات وإلحاق أضرار جسيمة بالمباني.

ووفقا لما ذكرته سانا، يوم الأحد، أسفرت “الهجمات الصاروخية من قبل الجماعات الإرهابية” عن إصابة 10 أشخاص في نبل والزهراء. ويظهر شريط فيديو نشر على الانترنت من قبل وكالة الأنباء سانا، فجوات في المباني وأحجار البناء المتناثرة في الشوارع والنوافذ المحطمة.

وقال جمال فاعور، عضو صفحة ‏”الإعلام المقاوم _الفوعة_كفريا” ، ومتواجد في الفوعةلسوريا على طول، يوم الاثنين، أن 20 شخصا أصيبوا بجروح في حي الفوعة جراء قصف الثوار. وقدر أن “120 صاروخا” ضربت محيط البلدتين يوم الأحد الماضي مما تسبب بـ”أضرار كبيرة في أملاك المدنيين من منازل ومحلات تجارية وخدمية”.

وأضاف فاعور “هذه ليست أول مرة يتم فيها قصف كفريا والفوعة فهي تقصف منذ زمن، وأيضا يتم قنص المدنيين”.

وفي حين أن اتفاق وقف إطلاق النار يتضمن بلدات كفريا والفوعة في إدلب  وبلدات مضايا والزبداني المحاصرة من قبل النظام في ريف دمشق، فإن الاتفاقية، وفقا لفاعور، لم تكن مجدية بإيقاف القصف وحماية المدنيين “شي مسخرة والله”.

ويقوم بعض الثوار بقصف كفريا والفوعة من بنش، وهي بلدة تقع إلى الشرق مباشرة، وتعرضت للقصف من قبل واحدة من الغارات الجوية التي شنها النظام يوم الاثنين.

وجاء قصف الثوار للمدن الأربع الموالية قبل تفجيرات النظام يوم الأحد في محافظة إدلب.

وفي الأسابيع الأخيرة، قصفت البلدات انتقاما لتقدم النظام في المناطق الأخرى، وكان آخرها في مدينة حلب.

وقال فاعور، وهو أحد سكان البلدات الموالية للنظام “نحن لم نعتدِ على أحد وليس لنا ذنب بأي شيئ”.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال