4 دقائق قراءة

الرقة: مقتل عشرين مدنياً في هجوم لم تتبناه أي جهة وسط معركة تدعمها أميركا للسيطرة على المدينة

قال أهالي الريف الشمالي الغربي للرقة أن الغارات الجوية والقصف […]


قال أهالي الريف الشمالي الغربي للرقة أن الغارات الجوية والقصف المدفعي للتحالف الدولي بقيادة أميركا أسفر عن قتل 23 مدنيا، ليلة الثلاثاء، بينما نفت الناطقة الرسمية باسم القوات البرية الكردية المتحالفة مع أميركا التي تقود المعركة المسؤولية عن القوات الكردية بالقول هذه “أخبار داعشية”.

وفي حين أن التفاصيل ما تزال غامضة إلى الآن، يشير تقرير سوريا على طول إلى أن جهة ما قصفت منازل المدنيين في قرية الهيشة في ريف الرقة، و”أن عدد الشهداء تخطى الـ25″، وفق ما ذكر أبو معاذ، نقلاً عن مصادر محلية وهو صحفي  مدني، يعيش بالقرب من الهيشة، لسوريا على طول، الأربعاء. وتحفَظ الناشط على ذكر موقعه بدقة خوفاً من الانتقام.

“هذا ما نصنفه بالحدث المتنازع فيه”، وفق ما قال كريس وودز، مدير إيرورز (الحروب الجوية)، منظمة مقرها في لندن، وترصد الحملات التي تُشن ضد تنظيم الدولة، لسوريا على طول، الأربعاء. “فنحن لا نعرف بوضوح فيما إذا كان طيران التحالف أو القصف المدفعي”.

وذكرت صفحة الرقة تذبح بصمت، وهي لمجموعة من النشطاء الإعلاميين في الرقة أن “الغارات الجوية لطيران التحالف الدولي أدت الى استشهاد 23 شخصا”، صباح الأربعاء. وغطت لجان التنسيق المحلية في سوريا الحدث أيضاً، وادعت أنه في ليلة الثلاثاء كان هناك” تسعة شهداء في الرقة جراء استهداف قوات سوريا الديمقراطية على قرية الهيشة”.

وقوات سوريا الديمقراطية والتي تم تأسيسها منذ سنة مضت، هي تحالف عسكري من أعراق مختلفة ويتألف بشكل أساسي من وحدات حماية الشعب الكردي، ونظيرها المؤنث وحدات حماية المرأة (YPG/YPJ). وتضم المجموعة أيضاً العرب السنة والأشوريين والتركمان. وتتركز هذه القوات في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد جنوب الحدود السورية الشمالية مع تركيا.

ونفت قوات سوريا الديمقراطية لسوريا على طول، استهدافها للمدنيين في الرقة، وقالت جيهان شيخ أحمد، الناطقة الرسمية باسم قوات سوريا الديمقراطية، لسوريا على طول الأربعاء، “لايوجد شيء من هذا القبيل، وأي ادعاءات كهذه هي أخبار داعشية”.

وأنكر إعلامي كردي منخرط حالياً مع قوات سوريا الديمقراطية في شمال محافظة الرقة، القصف في ليلة الثلاثاء، “أنا قريب جداً من الموقع والأخبار الواردة غير صحيحة. لدينا معلومات تؤكد أن داعش يستخدم المدنين كدروع بشرية بحسب المدنيين الذين يهربون من هناك”، وفق ما قال الإعلامي سردار حجي محمود، لسوريا على طول، الأربعاء.

 أهالي الهيشة وهم يفرون من قريتهم بعد الغارة الجوية، وفق ماقال ناشطون. حقوق نشر الصورة لـ الرقة بوست 

واتهمت أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لقوات سوريا الديمقراطية تنظيم الدولة، باستخدام أهالي الهيشة كـ”دروع بشرية”، مع تقدم قوات التحالف جنوباً باتجاه الرقة.

ولم يعلق التحالف الدولي الذي تقوده أميركا على القصف المزعوم على الهيشة ولكنه أصدر بياناً، في يوم الأربعاء، قال فية إن “سبع غارات اشتبكت مع ست وحدات تكتيكية لتنظيم الدولة ودمرت ثلاث نقاط تماس”، الثلاثاء، بالقرب من عين عيسى، بلدة في شمال الهيشة.

والهيشة، قرية ريفية يسكنها 10 آلاف نسمة، وتقع ضمن مناطق تنظيم الدولة على خط المواجهة مع الحملة التي تدعمها أميركا للسيطرة على مدينة الرقة، والتي يسميها التنظيم عاصمته. وتقع القرية على بعد 45 كم شمال عاصمة المحافظة.

 وشن تحالف قوات سوريا الديمقراطية بدعم  جوي أميركي ومستشارون عسكريون حملة أطلق عليها اسم “غضب الفرات”، هذا الأسبوع “لعزل الرقة وإسقاطها”، وفق ما قالت جيهان الشيخ، الناطقة الرسمية باسم SDF ، لسوريا على طول، يوم الإثنين “قواتنا تتقدم من اتجاهين؛ الأول: من سلوك وتقدمت 10 كم، والجهة الثانية: من بلدة عين عيسى وتقدمت في هذه الجبهة أيضاً 10 كم”، وتقع البلدتان في شمال غرب وشمال شرق مدينة الرقة.

وخشية المزيد من القصف مع اقتراب قوات سوريا الديمقراطية، وفق ما تواردت الأنباء، “نزح معظم أهالي الهيشة، الأربعاء”، وفق ما قال صحفي مدني داخل محافظة الرقة، لسوريا على طول، الأربعاء.

وأضاف “أكثر ما يؤرق أهالي القرية، تخوفهم من مجازر أخرى ضد النساء والأطفال هناك”.

وقال صحفي ميداني آخر يعمل مع موقع الرقة بوست، وطلب عدم ذكر اسمه، أن معظم الأهالي اتجهوا بالسيارات إلى القرى المجاورة في المناطق الصحراوية النائية من ريف الرقة. متهماً التحالف الدولي بتفيذ الغارات على المدنيين العزل.

وتعيد تقارير الضحايا المدنيين في الهيشة إلى الذاكرة، تقارير عن حملة سابقة للسيطرة على مدينة منبج، شمال حلب من تنظيم الدولة في شهر أيار الماضي.

وانتزعت قوات سوريا الديمقراطية، بمساندة طيران التحالف، السيطرة على منبج من تنظيم الدولة بعد حملة مضنية استمرت لثلاثة شهور، قتل خلالها أكثر من 190مدنياً بغارات التحالف، وفق ما ذكرت منظمة رصد الـ إيرورز المستقلة.

ونزح نحو 20 ألفا من أهالي مدينة منبج والريف المحيط بها من منازلهم، في حين حققت قوات سوريا الديمقراطية تقدماً ضد تنظيم الدولة وسط الغارات الجوية العنيفة، وفق ما ذكرت سوريا على طول، أنذاك.

ومن جهته، قال كريس وودز، مدير منظمة الـ الإيرورز لسوريا على طول، الأربعاء “حقيقة أن التحالف والولايات المتحدة، تحديداً، تصعد من انخراطها في معركة الرقة، تجعل مسألة توثيق الضحايا المدنيين والنزوح أكثر تعقيداً”.

وختم “لم يكن هناك يوماً ما هو أكثر أهمية من إعلان الجهات المحاربة أين ومتى يقصفون في سوريا”.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال