3 دقائق قراءة

السلطات الروسية تعلن سيطرة الحكومة الكاملة على الغوطة الشرقية وسط استمرار عمليات الإجلاء

أعلن الممثلون الروس، يوم الخميس، سيطرة الحكومة السورية الكاملة على […]


12 أبريل 2018

أعلن الممثلون الروس، يوم الخميس، سيطرة الحكومة السورية الكاملة على دوما وضواحي الغوطة الشرقية التي كانت تقع تحت سيطرة المعارضة سابقاً وسط استمرار عمليات الإجلاء من المدينة.

وأعلن يوري يفتوشينكو، رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، لوكالة الأنباء “تاس” التابعة لموسكو يوم الخميس أن “اليوم حدث هام في تاريخ سوريا”، مضيفاً أنه تم رفع العلم السوري فوق دوما، عاصمة ضواحي الغوطة الشرقية في دمشق.

ودخلت الشرطة العسكرية الروسية إلى دوما يوم الخميس “للحفاظ على القانون والنظام خلال فترة انتقالية” قبل دخول قوات الحكومة السورية إلى المدينة حسب ما أوردته تاس.

ولم تعلن وسائل الإعلام الرسمية السورية سيطرتها على ضواحي الغوطة الشرقية.

وذكرت الأنباء أن جيش الإسلام، الفصيل الذي كان يسيطر على دوما، غادر المدينة مساء يوم الأربعاء وتوجه إلى شمال حلب، الواقع تحت سيطرة المعارضة، قبل دخول القوات الروسية إليها.

ومن جهته، لم يصدر جيش الإسلام أي تصريحات رسمية حول مغادرة الفصيل من مدينة دوما.

الجنود السوريون والروس في مخيم الوافدين على مشارف مدينة دوما يوم الخميس. يوسف كرواشان.

وكان جيش الإسلام وقع على اتفاقية إجلاء مع الحكومة السورية يوم الأحد الماضي، وذلك بعد 48 ساعة من القصف الحكومي المكثف والهجوم الكيماوي الذي أسفر عن مقتل وجرح العشرات، وكان الفصيل قبل هجمات نهاية الأسبوع الماضي قد أكد أنه لن يقبل أي صفقة إخلاء.

وغادر منذ يوم الأحد إلى اليوم أكثر من 10 آلاف من المقاتلين والمدنيين مدينة دوما عبر معبر الوافدين القريب على متن حافلات متجهين إلى شمال سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة، وفقاً للتقديرات التي قدمتها وزارة الدفاع الروسية ومركز المصالحة لوكالة تاس.

وعلى الرغم من دخول القوات الروسية إلى مدينة دوما يوم الخميس، إلا أن عمليات الإجلاء لاتزال مستمرة، بحسب ما أكده ثلاثة مدنيين على الأرض لسوريا على طول.

وقال محمود الدمشقي، مدني من سكان دوما، لسوريا على طول من داخل حافلة تستعد لمغادرة المدينة، يوم الخميس أن “الكثير من السكان يريدون المغادرة لكنهم لم يتمكنوا بعد” مضيفاً “ما يزال بعض السكان ينتظرون المغادرة منذ يومين”.

وذكر هيثم بكار، وهو صحفي في مدينة دوما، لسوريا على طول يوم الخميس، أنه لا يزال ينتظر مكاناً على متن أحد الحافلات من أجل المغادرة إلى “مستقبل مجهول” في شمال البلاد.

وأضاف بكار أنه “لأمر متعب ومدمر نفسياً أن تغادر المدينة التي قضيت فيها حياتك بأكملها”.

ولم يتضح يوم الخميس ما إذا كانت عمليات الإجلاء ستستمر في المدينة، التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة سابقاً، في الأيام القادمة.

وقال أحد مقاتلي جيش الإسلام، الذين غادروا دوما إلى ريف حلب الشمالي، لسوريا على طول يوم الخميس أن “العديد من المقاتلين” لم يغادروا مدينة دوما بعد، كما طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي لأنه غير مصرح له بالتحدث مع وسائل الإعلام.

وأفادت وكالة الأخبار التابعة للحكومة السورية “دمشق الآن” يوم الخميس أن “قوافل المسلحين الأخيرة تبدأ بمغادرة الغوطة الشرقية الآن”.

السكان في شوارع مدينة دوما يوم الأربعاء. الصورة من صفحة تنسيقية مدينة دوما.

وكان سكان الغوطة الشرقية من بين أوائل المستجيبين للإحتجاجات السلمية في عام 2011 ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، مع تحول الاحتجاجات إلى صراع مسلح، أصبحت الغوطة الشرقية معقلاً للمعارضة التي تتطلع للوصول إلى دمشق.

ولكن الجيش العربي السوري بدعم من الميليشيات المتحالفة معه استطاع التصدي لمحاولات المعارضة في السيطرة على العاصمة، ومع حلول منتصف عام 2013 حاصر الضواحي الشرقية.

وفي منتصف شهر شباط شنت القوات الحكومية هجوماً واسع النطاق أدى إلى اختراق خطوط المعارضة الدفاعية، وبعد أسابيع من القصف العنيف والتقدم الحكومي السريع، وقعت المعارضة في مدينة حرستا و قطاع الغوطة الأوسط اتفاقيات إجلاء منفصلة مع الحكومة السورية الشهر الماضي.

ومع توقيع اتفاقية الاستسلام والإخلاء من دوما، آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية، لم يعد هناك سوى جيبين من الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة في العاصمة السورية والمناطق الريفية المحيطة بها.

حيث لاتزال فصائل المعارضة السورية تسيطر على عدد قليل من البلدات المحاصرة في جنوب دمشق بالإضافة إلى الجيب المحاصر من الأراضي الجبلية الواقعة شمال شرق العاصمة.

وتتفاوض حالياً وفود المعارضة في كلا الجيبين مع الممثلين الروس حول مصير جيوبهم الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

 

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال