5 دقائق قراءة

السوريون يشيعون ضحايا الزورق الغارق، جدال في أوروبا حول سياسات اللاجئين.

تشرين الثاني/ نوفمبر 19، 2013 إعداد عبدالرحمن المصري وكرستن غلبسي […]


19 نوفمبر 2013

تشرين الثاني/ نوفمبر 19، 2013

إعداد عبدالرحمن المصري وكرستن غلبسي

عمان: مصير الزورق الغارق الذي كان محملاً بسوريين وفلسطينيين يأملون بطلب حق اللجوء في أوروبا سلط الضوء على ضعف الإتحاد الأوروبي كافة في التعامل مع الزيادة الهائلة في الهجرة غير الشريعة بالقوارب، والتي معظمها ينشأ من أوروبا.

في تشرين الأول/ أكتوبر 11، غادرت سفينة من ميناء زوارة الليبي شمال غرب البلاد. تكذب شهود العيان التقارير الأولية حيث كانت تقدر أن 250 شخص كانوا على متن القارب طوله 20 متر. لكن لا يقل عدد من يستقلها عن 400 ويصل الى 450 سوري وفلسطيني على متن القارب، مع مايقارب 100 طفل بينهم.

“بعد ساعة غادرنا زوارة، لكن المليشيات الليبية بدأت بملاحقتنا،” قال الناجي رأفت حمزة لسوريا على طول. “لقد أطلقوا علينا لمدة ستة ساعات، محاوليين تدمير المركب.”

يبقى من غير الواضح إذا ما كان أفراد المليشيات الليبية يتصرفون بصفة رسمية لإجبار القارب على العودة للوراء أم كانت حرب على المنطقة أو نزاع بين عصابات تجار التهريب سبب الحادث.

وفي وقت لاحق، إتجه المركب نحو موجة كبيرة. “وكان القارب متضرر أصلاً من الأعيرة النارية، وبدأ القارب بالميلان،” قال حمزة. إمتلئ القارب بالماء وبدأ بالغرق. “لقد بقينا عائمين في الماء.”

وصلت السلطات الإيطالية الساحلية بعد ساعة، و “القوا بالجميع ما في الماء مرة أخرى ماعدا الأطفال،” قال. بعد ثلاثين دقيقة، وصل قارب الإنقاذ المالطي والتقط الناجين.

إنقلب الزورق 65 ميل جنوب لامبيدوسا وهي جزيرة صغيرة يبلغ عدد سكانها 3,500 وخاضة لإشراف صقلية. وقد أعلن الحاكم، روزاريدو كروكيتا، حالة الطوارئ لتوفير أموال للتعامل مع تدفق اللاجئين الكبير من سوريا والصومال وأريتريا وبلدان أفريقية أخرى.

خريطة مالطا

في حادث تشرين الأول/ أكتوبر 11، أنقذت السلطات المالطية والإيطالية أكثر من 200 ناجي، مع تقديم 146 منهم إلى مالطا من قبل القوات المسلحة. تم إنتشال ما يقارب 50 جثة، ومع حساب قرابة 200 ناجي، مازال هناك عشرات من الجثث قابعة في البحر.

إثنين من أطفال حمزة ضاعوا في البحر، ومصيرهم غير معلوم. زوجة حمزة وإبنه البالغ من العمر 15 معه في مالطا.

وقال عامل بناء سابق، حمزة أنه وعائلته هربوا من قريتهم في خان الشيخ في ضواحي دمشق في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 بعدما إشتد القتال. ووصلوا إلى مصر، ثم ليبيا، حيث إشتغل حمزة ببيع الخبز في الشوارع قبل أن قرر الذهاب إلى أوروبا.

قدم حمزة على للجوء في السفارات الأوروبية في طرابلس على مدى تسعة أشهر، ولكن تم رفضة من قبلهم كلهم. قال أن أطفاله تعرضوا للضرب في المدرسة لكونهم سوريين. بالإضافة إلى الوضع الأمني في ليبيا، قرر حمزة الذهاب إلى أوروبا بطريقة غير شرعية في ما يسميه “مهمة إنتحارية.” قالها وهو يشعر أنه لم يكن عند خيار. “كل البلاد ميليشيات ومسلحين، حتى في السيارات ترى بنادق.”

حاولت الأسرة محاولة مبدئية لمغادرة بطريقة غير شرعية بالبحر، لكن “المليشيات التي تحرس السواحل الليبية أطلقت علينا حيث أجبرتنا على الإلتفاف والعودة إلى تركيا.” عاد حمزة للعمل ببيع الخبز ووفر 4,600$ من أجله، وزوجته، وأطفاله الثلاث ليرحل مرة أخرى في تشرين الأول/ أكتوبر 11.

حساب حمزة لرحلة القارب تماشي الرحلات المعطاه للإعلام الدولي وهئية الأمم المتحدة السامية لإغاثة اللاجئين.

وقال “إننا نشعر بالإنزعاج لأن سبب المأساة قد يكون الطلقات التي أطلقت على القارب قبل تركه لليبيا، مصيباً أربع ركاب، وأتلف البدن،” وقال المتحدث بأسم المفوضية، ميليسا فليمينغ في تشرين الأول/ أكتوبر.

ونفت البحرية الليبية تقارير تفيد بأن قوات خفر السواحل أطلقوا النار على المركب. “نحن ننفي هذا تماماً،” قال المتحدث أيوب قاسم للحرية الليبية أيام بعد إنقلاب الزورق. “لم يكن أي من قواربنا في تلك المنطقة في ذلك الوقت.”

في وقت سابق من هذا الشهر، زار المتحدث باسم الجيش الحر المرتكز بباريس فهد المصري مالطا ليتحقق في حادثة تشرين الأول/ أكتوبر 11 بعد الإجتماع مع المسؤوليين المالطيين لمحاولة جمع شمل العائلات الذين فصلوا خلال عملية الإنقاذ حيث أخذت إيطاليا الأطفال، وأخذت مالطا البالغين وبعض الأطفال. وقال المصري أنه تم أخذ عينا من الحمض النووي من الناجين، مع التنسيق بين إيطاليا ومالطا لجمع شمل العوائل والأطفال المفقودين قال المصري.

وقال المتحدث أن الجيش الحر قرر التحقيق في الحادث بسبب عم إتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المعارضة في المنفى، الائتلاف السوري، وأضاف “إننا ندين نشدة اللامبالاة من الائتلاف وعدم إهتمام في تقديم أي نوع من المساعدات لهؤلاء اللاجئين،” وقال المصري. “الناس ذوات الضمير الضئيل في الائتلاف” لعدم عملهم أي شي تجاه لاجئ تقطعت به السبل أضاف.

 

توفر السلطات المالطية وجبة واحد للناجين السوريين من حادث الزورق. حقوق نشر الفيديو ل فهد المصري

“الائتلاف هو مجلس، وليس دولة،” قال كمال اللبواني، وهو معارض منذ مدة طويلة معروف من نظام الأسد وهو الآن عضو في المجلس السياسي الائتلاف الوطني السوري. بالرغم من ذلك، قال لبواني لسوريا على طول عن طريق البريد الإلكتروني أنه نادم على نقص عمل الائتلاف بعد حادث القارب المأساوي. “أنا آسف على أنني جزء من هذا الائتلاف وكنت غير قادر على إقناعهم بتلبية مسؤوليتهم.”

هذه السنة أكثر من 30,000 مهاجر وصل الى إيطاليا من ليبيا، وعلى أقل تقدير هناك 7,500 سوري منهم. ليبيا الآن النقطة الرئيسية للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط على أمل الوصول إلى إيطاليا، وفي نهاية المطاف، السويد، والمانيا، حيث الحصول على اللجوء سهل.

وفي أوائل تشرين الثاني/أكتوبر، غرق أكثر من 360 مهاجر معظمهم من أريتريا، عندما إنقلب قاربهم أيضا قبالة سواحل لامبيدوزا. ثم عين الإتحاد الأوروبي فرقة عمل لدراسة مشلكة تزايد هجرة القوارب.

في وقت لاحق من ذلك الشهر نفسه، عقد رؤساء دول الإتحاد في قمة عقدت في بروكسل للمراجعة، من بين أمور أخرى، سياسات الهجرة الطويلة الأمد للدول الأعضاء، لكن تم تأجيل أي تغييرات فورية حتى يونيو القادم. في ديسمبر، سيتم إطلاع قادة الإتحاد الأوروبي بشأن مشكلة هجرة القوارب بالإضافة الى الجهود لتعزيز “Frontex”، وكالة مشروع الحدود الدورية المشترك، والتي تكافح من أجل حراسة مياهها بشكل كافي. وتعول أربع سفن وطائرتي هليكوبتر، وعدد قليل من الطائرات تحت تصرفها.

ودعا المسؤوليين الليبين أيضاً لتقديم المساعدة والتدريب لفرض الأمن على طول الشريط الساحلي الذي يبلغ طوله 1,700 كم و4,000 كم على الحدود البرية الدولية.

ورداً على ذلك أرسل الإتحاد الاوروبي أكثر من 100 مستشار أمني لليبيا في شهر يونيو الماضي لدمج إدارة الحدود، لكن “تم إنجاز القليل حتى الآن،” تقرير صوت أمريكا للشهر الماضي، “لأن المستشاريين الأمنيين نادراً ما يتركون فنادقهم لدواعي أمنية.”

وفي نفس الوقت، قد هبط الآلاف من السوريين الى ليبيا، والتي تفتقر إلى نظام اللجوء، على أمل مواصلة الرحلة إلى أوروبا بالقارب. وقدرت المفوضية السامية للاجئين في الأمم المتحدة أن أكثر من 47,000 سوري وصل براً، وبالطائرة، وبالبحر قدموا على لجوء لأوروبا منذ أبريل 2011، ولكن العدد الفعلي من السوريين في أوروبا يمكن أن يكون أكثر بكثير.

يفتقر الإتحاد الأوروبي إلى سياسة متماسكة للدول الأعضاء فيما يتعلق بالتزامها تجاه المهاجرين بالقوارب، وتواجه إتهامات من هيومن رايتس ووتش ومنظمات حقوق أخرى أن بعض دول الإتحاد الأوروبي، بما في ذلك إيطاليا واليونان، لا تقدمان المساعدة للسفن التي في محنة، ولكن فقط تستجيب لنداءات المساعدة المباشرة، وهذا الشيء ليس من الممكن دائماً لمركب مكتظ وغير مجهز.

وقال وزير الخارجية الإيطالي أبغيلو ألفانو أن المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من البحر لايتم أخذهم تلقائياً لإيطاليا، يمنح اللجوء الفوري للنساء الحوامل والأطفال الذين يصلون عن طريق القوارب.

يتأمل رفعت حمزة بالوصول الى إيطاليا، حيث سمع أن العيادات والكنائس فتحت أبوابها للأطفال الذين تم إنقاذهم من حادثة غرق القارب الذي كانت فيه عائلته في أكتوبر 11.

“أريد الهرب من هنا، أريد البحث عن أطفالي، ليس عندي صبر،” قال حمزة.

“أحس أني أموت شيئاً فشيئاً كل يوم.”

تابعونا على صفحة الفيس بوك و التويتر

 

 

 

شارك هذا المقال