4 دقائق قراءة

السُنة الداعمين للثورة مغتاظين من نظرائهم الداعمين للأسد

حزيران 24, 2013 في الوقت الذي ينمو فيه التوتر الطائفي […]


25 يونيو 2013

حزيران 24, 2013

في الوقت الذي ينمو فيه التوتر الطائفي في سوريا, هل السُنة الداعمين للنظام خونة؟, هذا ما قام به كل من مايكل بيزي ونهى شعبان بتوجيه الأنظار على السُنة الداعمين لنظام الأسد, في الجزء الثاني من مسلسل من جزئين.   لمتابعة الجزء الأول هنا.

عمان: معظم قوة سوريا السكانية البالغة 25 مليون نسمة هم من السُنة, وبينما يتزايد لوم الناشطين للفئة العلوية التي يقود البعض منها الشبيحة وميليشيا حزب الله و التي تبقي نظام الأسد في السلطة, ولكن الحقيقة هي أن هناك فئة من السُنة يدعمون النظام.
بغض النظر عن ما إذا كان السبب هو الخوف, أو دعم عقائدي حقيقي, أو مصالح مالية, السُنة الداعمين للنظام لديهم بعض المصالح من هذا الدعم. البعض من هذه المصالح مادية تأتي من النظام الى الطبقات الأدنى, التي تلعب دور الواشي على الطبقة الاقل شأناً.
أبو يوسف, ناشط يعيش بحماه قال “انهم بنسبة قليلة ومخفية, لكنهم خطرون, كالمخبرين والعملاء”
ومن دير الزور, أبو قيس و هو مدير مكتب إعلامي, أخبرنا كيف أن فئة من السُنة غير المعروفين “المفتقرين للأخلاق” أبلغوا عنه بسبب إدارته لغرفة عمليات إعلامية من منزله. في الوقت الذي تم الابلاغ عن أسمه, توقف الراتب التقاعدي لوالده, ووجدت عائلته نفسها في وضع مادي صعب جداً. وأضاف “بشار والنظام عم يستغلهم }يقصد الفئة الداعمة للنظام من السُنة{ ويوجههم علينا.”
أبو قيس ليس لديه أي طريقة لمعرفة من بلغ عنه, ولا يستطيع أيضاً أن يثبت إذا كان من وراء ذلك من الطائفة السُنية, ولكنه يعد بالعقاب. وأضاف أيضاً “إذا عرفته رح يكون موته على يدي”.

السُنة بالجيش
الانقسام السٌني-السٌني والذي يزداد عنفاً يوماً بعد يوم على أرض المعركة, حسب ما قاله ناشطون. ولكن بالرغم من استمرار الانقسامات المتتالية في القوات المسلحة السورية, هناك بعض السٌنة مستمرين في القتال تحت راية جيش النظام.
الانشقاق ليس سهلاً, ومع ذلك كل جندي منشق أو معتقل يجب أن يمثل أمام محكمة مخصصة لهذا الغرض. هذه المحاكم هي ليست منظمة وأيضاً ليست ثابتة على مبدأ عمل معين, ولكن في الغالب تطبق قوانين الشرع الاسلامي.
أبو قيس, من دير الزور شرح لنا عن محكمة الجيش الحر في المحافظة المذكورة سابقا”, “نحن نسأل ]المنشقين[ماذا فعلوا؟ و لماذا إنشقوا؟”.
وفي الحقيقة, احتمالية الإعدام واردة, بالنسبة لهؤلاء الذين ارتكبوا جرائم بالمناصفة مع قوات النظام. أبو قيس اردف قائلاً أن هناك سجناء معينين محتجزين من قبل الجيش الحر سوف يدفعون ثمن مشاركتهم للنظام في وحشيته, في حين يشكل هذا مانع كبير للسُنة الذين يظنون أنهم متورطين في ذلك.
الوجود السُني بقي نشطاً بكافة أفرع الجيش السوري وأيضا في القيادة السياسية. فلدينا علي مملوك الذي يرأس الأمن الوطني السوري, بينما فاروق الشرع ما زال ثابتاً في دوائر الأسد لعدة عقود, على الرغم من الإشاعات المتتالية عن انشقاقه. بالإضافة الى وليد المعلم وزير الخارجية.
السُنة لهم تاريخ طويل بخدمة القوة الجوية تحديداً, يعود الى بداية حكم حافظ الاسد.
حدثنا أسعد الزعبي, طيار سُني من دمشق, تخرج من أكاديمية الطيران في حلب عام 1974 وخدم بالقوة الجوية حتى انشق في آب الماضي, قائلاً “تعتبر القوة الجوية أهم الفروع في المخابرات السورية.”, أسعد الزعبي يعيش حالياً في الأردن, ولكنه مستمر بالنصح للجيش الحر بالنسبة للإستراتيجية العسكرية. وأضاف أيضاً أن السُنة كانوا دائما يشكلون الأكثرية بالنسبة لطيارين القوة الجوية, ولكن في التسعينات, بدأ النظام بالتخلص منهم لضمان سيطرة العلويين. اليوم, يقدر الزعبي الوجود السُني بالقوة الجوية بما يقارب 30%.
وأكمل الزعبي قائلاً “ما زال هناك تواصل بين ضباط منشقين وضباط يعملون مع النظام” حيث قال ” يرون أنهم سوف يكونوا بلا مأوى او دعم مادي لتأمين عوائلهم في حال التحاقهم بالثوار.”

أكمل الزعبي قائلاً, وكما هو الحال بالنسبة للتجار السُنة الموالين للنظام, هناك أيضاً ضباط في القوات المسلحة يؤمنون بأن بشار الأسد سوف ينجو من هذه الثورة, وبناءاً على ذلك فالانشقاق هو تصرف طائش وبلا روية.
“البعض منهم يعتبرون انفسهم خونة للثورة والأهل, وذلك حسب قناعتهم الشخصية فيشعرون بالاستحياء ويبقون على خيانتهم وعملهم مع النظام, وخصوصاً مع الدعم الروسي الكبير لصالح النظام فهم يعتقدون أن الأسد باقٍ وسيبقى النصر حليف النظام”.

الخيانة؟
وتبقى تهمة الخيانة تطارد السُنة الذين بقوا في صفوف النظام. ناصر أبو أنيس, تاجر سُني من دمشق, يعلم تماماً ان هناك ثمن يجب ان يدفع قبل الانشقاق.
وأردف ناصر”ليس كل من مع النظام من السُنة هم خونة لأن بعضهم يخافون من بطش النظام وانتقامه إذا أظهروا وقوفهم مع الثورة”.
ولكن البعض منهم على حسب قوله “يقف مع النظام ويقاتل معه فهؤلاء هم الخونة والعملاء.”

“لا يوجد انصاف حلول,” هذا ما قالته أم رغد التي شرحت ان الثورة مشبعة وتعبة من السُنة غير المقتنعين. “أما ان تكون مع النظام أو ضده”.
هذا المد والجزر يعود الى التقلب الناتج من السُنة الداعمين للنظام. الاعلام التركي نشر تقرير جاء يوم الجمعة 14 حزيران الجاري, أن هناك 73 ضابط سوري انشقوا وطلبوا اللجوء على الحدود التركية. ومع تصريح أمريكا الأخير بأنها وأخيراً سوف تسلح الثوار السوريين, يقول الناشطين ان السُنة الداعمين للنظام سوف يشعرون بضغط أكبر لإعادة التفكير في موقفهم الداعم لبشار الأسد. الذي مع ذلك ممكن أن يكون جاء متأخراً.
“وسنحاسبهم بعد الانتهاء من ثورتنا” هذا ما قاله وائل الخطيب, النقيب السوري المنشق من محافظة حمص. وأكمل “من ساعد النظام بكلمة سيحاسب حساباً عسيراً والسُنة قبل الغير هؤلاء حسابهم كبير جداً”.

 

شارك هذا المقال