4 دقائق قراءة

الطيران الروسي يمطر سراقب والأهالي يتلقون رسائل: ساعدونا على استرجاع جثث الطيارين إذا كنتم لا تريدون الألم

شنت الطائرات الروسية على بلدة سراقب، شرقي إدلب حيث سقطت […]


شنت الطائرات الروسية على بلدة سراقب، شرقي إدلب حيث سقطت طائرة روسية، 165 غارة جوية، خلال سبعة أيام، مما أدى إلى تدمير البنى التحتية وتهجير 90% من سكانها.  

وتقع سراقب إلى الجنوب الشرقي من إدلب، ويبلغ تعدادها السكاني 53 ألف نسمة، وذلك قبل بداية موجة القصف العنيف في الأول من آب. واليوم “لم يبق من ساكنيها سوى 10 آلاف”، وفق ما قال أسامة باريش، مدير مركز الدفاع المدني في مدينة سراقب.

مخطط بياني للدفاع المدني يظهر حملة القصف على مدينة سراقب. حقوق نشر الصورة لـ الدفاع المدني سورياـ محافظة إدلب

وفي عشية الأول من آب، وبعد ساعات من سقوط الطائرة الروسية، ذكرت مصادر إخبارية محلية أن الطيران الحربي ألقى براميل مملوءة بغاز الكلور على سراقب.  وادعى الإعلام الروسي الحكومي أن الطائرة المروحية أُسقِطت، ولكن ما يزال مصير حطامها وجثث من فيها غير محدد.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها في 1 آب، أن طائرة نقل عسكرية من طراز ام.اي-8 أسقطت بمضادات أرضية بعد توصيلها لمساعدات إنسانية إلى مدينة حلب .وكان على متنها ثلاثة من أفراد الطاقم وضابطان من مركز المصالحة الروسية في سورية.

وفي اليوم ذاته، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 33 شخصاً اختناقاً بغازات البراميل السامة.

واعتبر أسامة باريش، مدير مركز الدفاع المدني أن “قصف سراقب ليس إلا انتقاما للطيارين الروس الذين سقطت طائرتهم بعيداً عن سراقب حوالي 18 كم”.

وأضاف أن “النظام طالب الأهالي بالوقوف إلى جانبه والضغط على الفصائل المسلحة لتسلمهم جثث الطيارين وإلا سيحرقون المدينة”.

ولم يعلق الإعلام الحكومي الرسمي على الغارات، إلا أن إحدى المواقع الإعلامية الموالية للرئيس بشار لأسد لفتت إلى العلاقة ما بين تصعيد الغارات وإسقاط الطائرة.

وذكر المصدر نيوز في 8 آب، أن “الطيران الروسي الجوي كثفّ غاراته الجوية مؤخراً على محافظة إدلب رداً على هجوم جيش الفتح على مروحية عسكرية روسية”.

وأشار إلى أن موجة من الغارات الجوية بدأت بالإطباق على المدينة، الجمعة الماضية. و ظلت لثلاثة أيام متوالية والطائرات تقصف سراقب، بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، وفق ما تواردت الأنباء، مدمرةً سوق المدينة، وبنك الدم والمستشفى الوحيد وفرن المدينة ومحطة المياه ومولدات الكهرباء وسيارتي مركز الدفاع المدني الوحيدتين، وفق ما صرح باريش.  

 

المباني المدمرة في سراقب. حقوق نشر الصورة لمكرم بصبوص

وذكر باريش أنه “بعد حوالي 5 ساعات من القصف المتواصل وإبادة معظم أشكال الحياة وخروجها عن الخدمة من أسواق ومنشآت حيوية، وجهنا في الساعة التاسعة من مساء يوم الجمعة نداء للأهالي بإخلاء المدينة”.

وغادر آلاف الأهالي سراقب ليلاً، بعد توجيهات الدفاع المدني. ونزحوا إلى القرى المجاورة، ونصبوا الخيام في المزارع المحيطة، ولجأ بعضهم إلى دفع  600 دولار ليتم تهريبه إلى تركيا، وفق ما قالت أم محمد، إحدى أهالي سراقب والتي نزحت وعائلتها من سراقب، الجمعة، بعد أن انهار منزلها في إحدى الغارات.

ومضت عائلة أم محمد إلى سرمدا، وهي بلدة على بعد 50 كم إلى الشمال، بالقرب من الحدود التركية، “وحتى سرمدا ليست آمنة، ولكن إلى أين أذهب” كما ذكرت، فلم يكن أمامها خياراً آخر في ذلك الوقت. وهي الآن في حيرة من أمرها ولا تعرف ماذا تفعل. وقالت “الآن أعين أطفالي تبقى تراقب السماء خوفاً من الطائرة التي يعلمون أنها ستميتهم”.

 

رسائل الرعب

تلقى يوم الجمعة الماضي، حوالي ألفي شخص لازالوا في سراقب، رسائل تطالب بإعادة أعضاء طاقم الطائرة الروسية التي تم إسقاطها.

وقال محمد مصفرة، مسؤول العلاقات العامة في المجلس المحلي، في سراقب، لسوريا على طول، “استلم العديد من أهالي المدينة على هواتفهم المحمولة، تهديدات برسائل نصية، تطالب الأهالي بتسليم طاقم الطيارة الروسية، التي تحطمت في الأول من آب”.

رسائل نصية تطالب السكان بإعادة جثث الطاقم الروسي. تصوير: محمد مصفرة.

ولم يتضح على الفور عدد الأهالي الذين تلقوا رسائل نصية. أما مصفرة فتلقى كليهما، الأولى تتضمن التالي: “أهالي سراقب، لدى المسلحين جثث لطيارين روس، ساعدونا لاسترجاعهم، إذا كنتم لا تريدون الألم”، والثانية تقول ما يلي: “أهالي سراقب، المسلحون يستخدمونكم كدروع لهم”.

وقال مصفرة، أن النظام أرسل الرسائل عبر شبكات الهاتف النقال سيريتل وMTN، علما أنه لا توجد شبكة لشركتي سيرياتل وMTN  ، ولكن أتاحها النظام فترة إرسال الرسائل، ومن ثم قام بقطعها.

أحد الأطراف المحلية تدعي امتلاك الجثث

” قدمت لنا الفصائل، جثث الطاقم الرسي” حسب ماقالته المؤسسة العامة لشؤون الأسرى، التي تدعو نفسها على صفحتها على الفيسبوك أنها “مؤسسة مدنية إنسانية تقوم على أرشفة ملفات الأسرى بكل شفافية ولدى كل الأطراف، تتعامل مع كل المؤسسات والجهات العاملة على الأرض على حد سواء، تشرف على عمليات التفاوض والتبادل”، وفقا لبيان لها على الفيسبوك، في الثاني من آب، بعد يوم من إسقاط طائرة الهيلكوبتر.

وبعد ذلك بيومين، طالبت المجموعة بالإفراج عن معتقلي النظام وحزب الله ورفع الحصار والتسليم الفوري للمساعدات الإنسانية  لهذه المناطق مقابل تسليم أفراد الطاقم الخمسة.

وفي تضمن بيانها، الصادر في الرابع من آب، صورا ادعت بأنها صور هويات أفراد الطاقم الروسي، كدليل على أنهم يحتجزون الجثث.

“قدمنا كل ما بوسعنا”

إلى ذلك، أعلن المجلس المحلي في سراقب، يوم الأحد، أنه أوقف العمليات، وشكل غرفة استجابة للطوارئ، بالتنسيق مع الدفاع المدني، الطواقم الطبية، الشرطة الحرة، والناشطين المحليين.

وأضاف مصفرة “قمنا بتوزيع الأدوار فيما بيننا لإدارة الأزمة، وتقديم ما بوسعنا للأهالي، إسعافات أولية، الرعاية الطبية، والمساعدات للنازحين”.

وأوضح أن المجلس يقوم بالتنسيق مع منظمات الإنقاذ، في جميع أنحاء محافظة إدلب، لتأمين التمويل للمساعدات الأساسية، كالخيام والفرش للأهالي الذين فروا إلى المزارع وغيرها من المناطق المفتوحة.

 

ترجمة: فاطمة عاشور وسما المحمد

 

شارك هذا المقال