4 دقائق قراءة

الغارات الجوية للنظام وروسيا تستعرُ في إدلب بعد قصف الولايات المتحدة لمطار الشعيرات العسكري

شنت الطائرات الحربية للروس والنظام عشرات الغارات الجوية على محافظة […]


10 أبريل 2017

شنت الطائرات الحربية للروس والنظام عشرات الغارات الجوية على محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة خلال الثلاثة أيام الماضية، مما أسفر عن مقتل 35 مدنيا، عقب الهجوم الصاروخي للولايات المتحدة على مطار عسكري للنظام، وفق ما ذكرت مصادر محلية لسوريا على طول.

ومنذ يوم الجمعة، ضربت الغارات الجوية أكثر من عشرة مدن وبلدات في محافظة إدلب، المعقل السوري الأكبر للثوار، مدمرةً الشقق السكنية والأسواق المكتظة.

وبدأ وابل القصف بعد ساعات من قصف الولايات المتحدة لمطار شعيرات الخاضع لسيطرة النظام في حمص بصواريخ كروز في وقت مبكر من فجر يوم الجمعة. وذكرت واشنطن أن الطائرات التي نفذتضربة كيماويةعلى بلدة خان شيخون بريف إدلب، في يوم الثلاثاء الماضي انطلقت من مطار شعيرات.

وسلسلة الغارات الجوية على إدلب  ليست سوى جزء من حملة نظام الأسد وحلفائه التي دمرت البنى التحتية للرعاية الصحيةفي المنطقة وقتلت مئات المدنيين.

ولم تفعل هجمة الولايات المتحدة أي شيء لتخفيف وتيرة القصف في محافظة إدلب، وفق ما قالت مصادر ميدانية لسوريا على طول. وعلى العكس اتهمت “النظام وروسيا بقصف المحافظة بالعنقودي والفوسفوري المحرم وارتفاع وتيرة استخدامه” بعد ساعات من الضربات الأميركية فجر يوم الجمعة.

إلى ذلك، قال مسؤول التواصل الإعلامي في مركز الدفاع المدني بمنطقة أريحا، لسوريا على طول الأحد، أن “النظام السوري ينتقم من المدنيين لما فعلته أمريكا بالمطار”. وأضاف أن “الشهداء جميعهم مدنيين ولا يوجد عسكريين بين الشهداء”.

ووقع القصف الأكثر دموية خلال عطلة نهاية الأسبوع في بلدة أورم الجوز النائية، والتي تبعد 15 كم جنوب غرب مدينة إدلب، حين أطلقت الطائرات الحربية الروسية صاروخين فراغيين على سوق مكتظ.

ووقع التفجير في طريق عام في البلدة تصطف فيه المحلات التجارية ومحلات التصليح وغسيل السيارات والأدوات المنزلية، وقتل نحو 16 شخصاً، في الساعة 6:15 وقت العصر حيث يكون السوق مكتظاً أكثر من أي وقت. وقبل ساعة فقط، أسفر هجوم بالقنابل الفراغية عن مقتل ثلاثة أشخاص يسافرون في سيارة في الطرف الآخر للبلدة.

وترك الاستهداف المزدوج أهالي أورم الجوز في صدمة، فموجة الهجمات الأخيرة ألحقت الضرر الأكبر بالمراكز المدنية الرئيسية في إدلب.

سوريون يحملون جثة أحد الضحايا إثر غارة جوية على معرة النعمان، يوم الأحد. تصوير: محمد البكور.

وقال مصطفى، واحد من أهالي أورم الجوز، لسوريا على طول، الأحد “لا يوجد أية مقرات عسكرية أو حواجز أو حتى نقطة طبية في المكان المستهدف أو حتى بالقرب منه”، مضيفا “الأشخاص الذين قتلوا غالبيتهم من أصحاب تلك المحال التجارية والمنازل المحيطة”.

وتابع مصطفى “بعد الضربات الأمريكية، استمر النظام وروسيا باستهداف المدنيين الموجودين في المنطقة وحدث تصعيد على المنطقة وريف إدلب بشكل كبير وواضح، الضربات الأمريكية جعلت الأمور تتجه بشكل سلبي كبير”.

ولم تعلق وسائل الإعلام السورية أو الروسية بشأن الضربات الجوية، على إدلب في نهاية الأسبوع. في حين اتهمت كلاهما الولايات المتحدة، يوم الأحد “بمساندة الإرهاب”، وأكدتا أن قاعدة الشعيرات الجوية المستهدفة ما تزال تعمل حيث تقلع منها “الطائرات العسكرية التي تدك الإرهاب”.

إلى ذلك، أفاد الدفاع المدني في إدلب، أن الغارات الجوية قتلت اثنين على الأقل من متطوعي المنظمة، في مدينة جسر الشغور، جنوب غربي إدلب، يوم الجمعة، كما أسفرت غارتان عن مقتل ما لا يقل عن “10 مدنيين ضمن أحياء سكنية”، في بلدة حيش، جنوب إدلب، في اليوم ذاته.

وتتهم مصادر مؤيدة للمعارضة، النظامَ، باستخدام قنابل الفوسفور المحرمة دوليا، أثناء قصف بلدة حيش، على بعد 42 كم جنوب إدلب، في نهاية الأسبوع. وتدعي تسجيلات الفيديو التي تم تداولها عبر شبكة الإنترنت، في نفس اليوم، أنها تظهر الفوسفور المحرم.

عنصر في الدفاع المدني يضع لافتات تحذير في أماكن وجود القنابل غير المنفجرة، بالقرب من أورم الجوز، يوم السبت. تصوير: الدفاع المدني في إدلب.

في السياق، قال محمود علي، مراسل موقع أمية برس الموالي للمعارضة، في ريف إدلب الجنوبي، لسوريا على طول، الأحد “لاحظنا أثناء القصف اشتعال القنابل في السماء وهي تسقط نحو الأرض مع دخان أبيض”.

وأضاف “هو نوع من الرد من قبل النظام وحلفائه على استهداف مطار الشعيرات من قبل ترامب، وبرأيي النظام وروسيا يقومان بتحدي العالم باستخدام أسلحة محرمة لا  تقل خطرا عن الكيماوي”.

وأدت الغارات الجوية التي شنها الطيران السوري والروسي وطيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة، هذا العام، إلى مقتل مئات المدنيين في محافظتي إدلب وحماة. ومع استمرار حدوث مثل هذه الهجمات يوميا، يزداد احتمال ارتفاع عدد الخسائر في الأرواح، الناجمة عن أي غارة جوية، بسبب الكثافة السكانية العالية، في المدن والبلدات شمال سوريا، والتي لجأ إليها السوريون النازحون من ويلات الحرب.

يذكر أن ما يقارب العشرة آلاف مدني ومقاتل في المعارضة، وصلوا إلى إدلب، في الأشهر الأخيرة، بعد سلسلة من اتفاقيات الإجلاء وتسوية الأوضاع بين المعارضة والنظام، فى أنحاء مختلفة من البلاد.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال