3 دقائق قراءة

الغوطة الشرقية: رصاصة طائشة تدخل طبيب النسائية الوحيد بحالة غيبوبة

دخل طبيب النسائية الأخير، والوحيد، في الغوطة الشرقية بحالة غيبوبة، […]


10 مايو 2016

دخل طبيب النسائية الأخير، والوحيد، في الغوطة الشرقية بحالة غيبوبة، بعد إصابته برصاصة استقرت في الجزء الخلفي من رأسه، أثناء وجوده في منزله، في دوما، يوم الاثنين الماضي، ليكون ضحية أخرى للاقتتال الداخلي الدائر منذ أسبوعين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية.

وجاء الاقتتال الداخلي، بين جيش الإسلام وفصائل تابعة لفيلق الرحمن، بعد عدة أشهر من التوترات بين الطرفين، الذي استمر حتى يوم الاثنين، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق من أجل وقف اراقة الدماء.

إلى ذلك، استنكر المكتب الطبي الموحد لمدينة دوما “استهداف المدنيين في منازلهم وآخرها إصابة الدكتور نبيل الدعاس”، والذي هو أحد أعضاء المكتب، بحسب بيان نشر على الفيس بوك بعد يوم من إصابته.

ومنذ ذلك الحين، والدكتور دعاس، وهو أب لثلاثة أطفال، متواجد في العناية المركزة، حيث تم إعلان موته سريرياً.

ويعتبر فقدان الدكتور النسائي الأخير “خسارة لا تعوض” في الغوطة الشرقية، وفق ما قاله زميله اياد عبد الرحمن، عضو الهيئة الطبية العامة في الغوطة الشرقية، لمراسلة سوريا على طول فاطمة الجندي.

وأضاف عبد الرحمن “كان (الدعاس) يقدم خدماته للجميع، وليس له محسوبية على أحد، فهذه الخسارة لاتعوض”.

 

الدكتور نبيل دعاس بعد أصابته بطلقة نارية في رأسه، الأسبوع الماضي.

كيف أصيب الطبيب نبيل الدعاس وماهي حالته الصحية؟

الأصابة حدثت وهو في منزله الكائن في دوما، والغرفة التي أصيب فيها اتجاهها غربي أي من اتجاه حرستا، والطلقة التي أصيب بها في رأسه من نوع  بي كي سي واتجاهها من الأعلى للأسفل ومن الخلف، ولم تخترق إلى الطرف المقابل واستقرت داخل الدماغ، مما يشير إلى أنها من مكان بعيد وهو حاليا في العناية المركزة.

ما مدى حاجة الأهالي لخبرة هذا الطبيب؟ وما البديل عنه خاصة بالنسبة للمرضىى الذين كان يعالجهم؟

خسارة الطبيب في الغوطة الشرقية خسارة عظيمة ولاتعوض، فكيف إذا كان طبيب من اختصاص غير موجود والحاجة ملحة له بشكل كبير. من يزور الطبيب نبيل ويرى عدد المراجعات اليومية وساعات الانتظار الطويلة يدرك مدى الحاجة الشديدة له.

كان الطبيب يقدم خدماته في العديد من النقاط الطبية، وفي عيادته الخاصة. وهو أيضاُ الطبيب المسؤول عن الحالات النسائية ضمن شعبة الهلال الأحمر في مدينة دوما.

وعلى الصعيد الشخصي يوجد من محيط عائلتي ما يزيد على تسع حالات ولادة وأمراض نسائية كانت تراجع الطبيب بشكل اسبوعي، وتلجأ الحالات التي كان يتابعها الطبيب إلى أطباء داخلية أو قابلات لعدم توفر البديل.

ماهي ردة فعل أهالي المنطقة على هذه الخسارة؟

أسف الجميع على الحال الذي وصلنا اليه. والجميع غضب وشعر بالحزن على ما حصل لللدكتور نبيل. البعض طالب بالثأر والقصاص من القتلة. الجميع سارع إلى مشاركة عائلة الطبيب مصابهم وحزنهم وألمهم، وخاصة أن الطبيب يقدم خدماته للجميع وليس له محسوبية على أحد، فهذه الخسارة لاتعوض والحاجة ملحة لوجوده بشكل كبير.

ماهو موقفك الشخصي من الأحداث الجارية في المنطقة، وخاصة بالنسبة لخسارة الكوادر الطبية؟

موقفي من الأحداث الجارية كما هو موقف أبناء الغوطة، الحزن والألم الشديد للاقتتال الداخلي وسقوط شهداء مدنيين أو عسكريين، فذلك لا يصب إلا في مصلحة نظام الأسد المجرم.

أما بالنسبة لخسارة الكوادر الطبية فهي خسارة لاتعوض اطلاقاً، لأنه ومع خروج أي طبيب من اي أختصاص من داخل الغوطة يعاني مرضاه من صعوبة ايجاد البديل، الذي غالباً يكون إما بالخروج من الغوطة لإكمال العلاج أو الاستعانة بخبرات غيرمختصة أو الصبر على الالم والجرح، والذي قد ينتهي بأعاقة دائمة.

ما مدى امكانية محاسبة المتسبين بالقتل؟

الجميع يطالب بالقصاص من القاتل رغم صعوبة تحديده، لأن الطبيب دعاس أصيب بالتمشيط العشوائي، إلا أن جهة التمشيط كانت من حرستا حسب التقرير الشرعي لزاوية دخول الرصاصة، ونأمل محاسبة جميع القتلة سواء  قتلة الطبيب نبيل أو غيره من المدنين.

ماهو الوضع الطبي في الغوطة الشرقية بشكل عام من ناحية الاختصاصات الطبية المتبقية وتوفر الادوية؟

بالنسبة للوضع الطبي فهو بحالة حرجة ومتدهورة جداً منذ زمن، خاصة مع طول فترة الحصار والشح الشديد في ادخال الأدوية إلى الغوطة، حتى ولو عن طريق المنظمات الدولية كالهلال الأحمر والصليب الأحمر. وللأسف يستعين البعض بأدوية منتهية الصلاحية فهي تساعد ولو بشكل نسبي في التخفيف عن المريض.

أما بالنسبة للاختصاصات الطبية فهم قلة، فلدينا طبيب عصبية وطبيب جراح عينية، وعدد من أطباء العظمية، بالأضافة إلى عدد من أطباء الجراحة الفكية.

 

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال