5 دقائق قراءة

القوات التركية والجيش السوري الحر يعلنان السيطرة على مدينة جرابلس

قال ثوار سوريون أنهم طردوا تنظيم الدولة من معقله في […]


قال ثوار سوريون أنهم طردوا تنظيم الدولة من معقله في جرابلس، شمال شرق حلب، يوم الأربعاء، في إطار حملة تقودها تركيا ضد ما تسميه أنقرة “خطر الإرهاب”، والذي يشمل الفصائل السورية الكردية.

وعند فجر يوم الأربعاء، بدأت الضربات الجوية التركية وضربات التحالف بقيادة أمريكية باستهداف جرابلس، بينما أحرز الثوار، بدعم من القوات التركية الخاصة، تقدما على أرض الواقع، في القرى المحيطة بجرابلس.

وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، دخلت الدبابات التركية شمال سوريا وتحركت نحو جرابلس، على بعد أقل من 1 كم إلى الجنوب من الحدود التركية.

وأعلنتالجماعات الثورية السورية التي خاضت المعركة مع القوات التركية “تحرير مدينة جرابلس بالكامل من العصابات الإرهابية”، مساء يوم الأربعاء، حيث نشر الثوار صورا من داخل المدينة، على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت متأخر بعد ظهر يوم الاربعاء.

ولم تتمكن سوريا على طول من التأكد بشكل مستقل من صحة هذه الصور، ومدى سيطرة الثوار على المدينة والقرى المحيطة بها.

وإلى الشرق من جرابلس، تقع أراض خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد. وتسيطر القوات الكردية على الأراضي الممتدة شرقا على طول الحدود التركية إلى العراق.

وإلى الغرب من جرابلس، تقع أرض، خاضعة لتنظيم الدولة، وتمتد 54 كيلومترا إلى بلدة الراعي على الحدود التركية، والتي تشكل حاليا موقع المعارك بين الفصائل الثورية وتنظيم الدولة.

الثوار، مدعومين بقوات تركية، يسيطرون على جرابلس يوم الأربعاء. تصوير: فيلق الشام.

ويقول مسؤولون أتراك أن معركة جرابلس، والتي يطلق عليها اسم معركة (درع الفرات)، تأتي ردا على الهجمات الإرهابية الأخيرة في تركيا، والقصف على الحدود، يوم الثلاثاء. من جهته قال وزير الداخلية التركي إيفكان آلا، لوكالة الأناضول، التي تديرها الدولة، يوم الأربعاء أن الحملة ستستمر حتى “يتم القضاء على الإرهاب الذي يهدد حدودنا”.

وتشير تصريحات المسؤولين الأتراك والثوار السوريون، يوم الأربعاء، إلى أن “خطر الإرهاب” جنوب الحدود، يشمل الفصائل الكردية السورية، وبشكل أساسي، وحدات الحماية الشعبية (YPG)، وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) .

وجاء في تصريحات نقلتها هيئة الأذاعة التركية TRT، عن وزير الخارجية التركي،  مولود جاويش أوغلو، يوم الأربعاء، أن “العملية ستكون ضد حزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابي ووحدات الحماية، تماما كما هو الحال ضد تنظيم الدولة الإرهابية”، مشيرا إلى أنه “ليس هناك أي فرق بين المنظمات الإرهابية”.

وتجدر الإشارة إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي على خلاف مع تركيا بسبب علاقاته بحزب العمال الكردستاني (PKK)، وهي جماعة إرهابية على خلاف مع الدولة التركية في الداخل، منذ عقود.

وتشكل قوات الـYPG والـPYD الجزء الأكبر من قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة، والأكثر قدرة على مواجهة تنظيم الدولة في سوريا.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية، مدعومة بالضربات الجوية الأمريكية، استعادت مؤخرا مركزا إقليميا لتنظيم الدولة، في منبج، التي تبعد 30 كم جنوب جرابلس.

وفي تحول يعكس التحالفات التي تزداد تعقيدا وتناقضا بين القوى الفاعلة في سوريا، فإن  المشاركة الأمريكية بالهجمات التركية على جرابلس، يتناقض مع سياسة الولايات المتحدة الداعمة للفصائل الكردية، التي تشكل الجزء الأكبر من قوات سوريا الديمقراطية.

داخل جرابلس. تصوير: فيلق الشام.

وفي يوم الاربعاء، بدا جليا أن دعم واشنطن، على الأقل غرب الفرات، بدأ يغير مساره.

إلى ذلك، قال جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، في مؤتمر صحفي في أنقرة، يوم الأربعاء، أن القوات الكردية “يجب أن تتراجع عبر نهر الفرات” أو أنها “ستفقد الدعم الأمريكي”.

في حين ردد مسؤولون أتراك الخطاب ذاته.

حيث حذر أوغلو يوم الأربعاء، الـYPG قائلا أن عليهم “الانسحاب إلى شرق نهر الفرات”، وهو التهديد الذي يبدو أنه يشمل منبج، مضيفا أنه “إذا لم يحدث ذلك، فإن تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة”.

ونددت الإدارة الذاتية، التي تحكم الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، شمال سوريا، بالتدخل التركي في جرابلس، يوم الاربعاء، قائلة أنه “يهدف إلى القضاء على المشروع الديمقراطي لدينا”.

وأضافت “إننا ندعو المؤسسات الدولية إلى التدخل الفوري لوقف هذا الانتهاك (…) ضد شعبنا”.

“لتحريرها من الدولة الإسلامية الإرهابية”

ويشكل الثوار السوريين سواء غير المنتسبين أو ممن يقاتلون قوات سوريا الديمقراطية، حليفا طبيعيا للحملة التركية. وحاول الثوار السيطرة على المدينة قبل قوات سوريا الديمقراطية.

في السياق، شارك أعضاء ما لا يقل عن أربعة ألوية للجيش السوري الحر (السلطان مراد، الجبهة الشامية، الفصيل 13، واستقم كما أمرت) واثنين من الفصائل الإسلامية (نور الدين زنكي وفيلق الشام) في معركة السيطرة على جرابلس، يوم الأربعاء.

ودخل الثوار المقيمين في أعزاز، شمال حلب، تركيا في الأيام الأخيرة قبل إعادة الانتشار، في سوريا، صباح يوم الأربعاء، عبر معبر قرقماز، شمال جرابلس “لتحريرها من تنظيم الدولة الإرهابية”، حسب ماقاله ياسر إبراهيم يوسف، المتحدث باسم حركة نور الدين زنكي، لسوريا على طول، يوم الأربعاء.

وواجه الثوار مقاومة بعد القصف الجوي والأرضي، يوم الأربعاء. وقال اليوسف، قبل إحراز النصر بأن المعركة قد تستمر “أياما، وربما ساعات، إن شاء الله” ويبدو أن الثوار دخلوا جرابلس في غضون ساعات.

وأضاف أن “الهدف هو هزيمة المنظمات الإرهابية وتحقيق وحدة الشعب والأرض”.

لمنع تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي.

وكان الثوار المتواجدين حاليا في جرابلس، يقاتلون تنظيم الدولة، في بلدة أخرى تبعد 54 كم شرقا، جنوب الحدود التركية، في وقت سابق من هذا الشهر.

وجاء الانتقال إلى جرابلس والقتال مع تركيا، “لمنع تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي في الريف الشمالي الشرقي”، وفقا لما قاله المتحدث باسم حركة نور الدين زنكي، و”للحد من الانتهاكات والتهجير القسري لشعبنا في ريف حلب”.

واتهم الثوار القوات الكردية بانتهاج سياسة التغيير الديموغرافي في الأراضي التي تسيطر عليها، وهو ما تنفيه الأخيرة بشكل قطعي.

في المقابل، أدان النظام السوري تدخل تركيا في شمال حلب، يوم الأربعاء، واصفا إياه بأنه انتهاك للسيادة الوطنية.

ونقلت سانا، تصريحا لمسؤول عن وزارة الخارجية السورية، لم يتم الكشف عن هويته، يقول فيه أن “ما يحدث في جرابلس الآن ليس مكافحة للإرهاب كما تزعم تركيا، إنما هي محاولة لزرع إرهاب آخر”، في إشارة إلى الجماعات الثورية السورية التي تقاتل الآن هناك.

إلى ذلك، قال أحمد البكري، مواطن من جرابلس، موجود في غازي عنتاب حاليا، لسوريا على طول، يوم الأربعاء، أن “الناس خائفون” في جرابلس، حيث لاتزال عائلة البكري داخل المدينة، وكان على تواصل معهم في اليوم ذاته.

وأضاف “إنهم يخشون أن يبدأ النظام بقصف المدينة، بعد رحيل التنظيم، في حال سيطر عليها الجيش السوري الحر”.

 

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال