4 دقائق قراءة

القوات الموالية للحكومة تستهدف عاصمة الغوطة الشرقية بالغارات الجوية والقصف المدفعي

هزت عشرات الغارات الجوية مدينة دوما لليوم الثاني على التوالي، […]


20 مارس 2018

هزت عشرات الغارات الجوية مدينة دوما لليوم الثاني على التوالي، يوم الإثنين، في هجوم يعتبر الأعنف من نوعه على عاصمة الغوطة الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، منذ أن قسمت القوات الحكومية ضواحي دمشق إلى ثلاثة أقسام الأسبوع الماضي.

وذكرت تقارير الدفاع المدني أن أكثر من 50 غارة جوية بالإضافة إلى عشرات القذائف المدفعية والصواريخ  استهدفت مدينة دوما خلال الـ 48 ساعة الماضية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 مدنياً من بينهم نساء وأطفال.

وتأتي الهجمات على مدينة دوما، أكبر تجمع سكاني في الغوطة الشرقية، وسط هجوم بري حكومي على الجيب المحاصر الواقع تحت سيطرة المعارضة.

وأعلن حمزة بيرقدار، المتحدث باسم جيش الإسلام عبر تويتر، عن اندلاع معارك عنيفة في بلدة الريحان الواقعة على بعد 2 كيلومتراً شرق مدينة دوما يوم الإثنين.

وتعتبر فترة ال48 ساعة الماضية من أعنف الفترات التي شهدتها المدينة منذ أن قامت القوات الحكومية بتقسيم ضواحي الغوطة الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة إلى ثلاثة أقسام منعزلة الأسبوع الماضي، وتضم مدينة دوما حالياً أكثر من 130 ألف شخصاً نزح العديد منهم من بلدات الغوطة الشرقية المجاورة في الأسابيع الأخيرة.

وبعد تقسيم الغوطة الأسبوع الماضي، شهدت دوما بضعة أيام من الهدوء النسبي، حيث تم إجلاء عشرات المرضى إلى مستشفيات دمشق، يوم الثلاثاء الماضي، كما قامت قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 25 شاحنة بإيصال المواد الغذائية لما يقارب 26 ألف شخصاً يوم الخميس.

ولكن سرعان ما تلاشى هذا الهدوء، يوم الأحد، وغطت الغارات الجوية والقصف المدفعي والصواريخ سماء المدينة بما في ذلك الصواريخ المحملة بغاز الكلور، مما أسفر عن مقتل أكثر من 12 شخصاً وتدمير مستودع مساعدات تابع للمجلس المحلي.

وقال ياسر عبد العزيز، رئيس المجلس المحلي في دوما، لسوريا على طول، يوم الإثنين، أن 4 غارات جوية استهدفت ليلة الأحد المرفق الذي يضم المساعدات التي تم تقديمها الأسبوع الماضي.

وأضاف “المساعدات تلاشت، والمبنى تدمر بشكل كامل “.

وفي النصف الجنوبي من الغوطة الشرقية، واصلت القوات الحكومية التقدم خلال عطلة نهاية الأسبوع واستولت على مدينتي سقبا وكفربطنا، كما أعلن الجيش العربي السوري، يوم الإثنين، عن “عملية عسكرية دقيقة” على بلدة حزة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية سانا.

وفي أعقاب التطورات الأخيرة تسيطر الحكومة السورية وحلفاؤها الآن على 80 في المائة من الغوطة الشرقية، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الأحد، وتأتي هذه التطورات كجزء من هجوم حكومي استمر شهراً على الجيب أسفر عن مقتل أكثر من 1400 مدنياً، وفقا للمرصد.

وبدأ النزوح الجماعي من البلدات الجنوبية في الغوطة الشرقية، يوم الخميس الماضي، حسبما أفادت سوريا على طول، حيث بدأ السكان  يتدفقون عبر الممر الإنساني الواقع بالقرب من مدينة حمورية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.

واستمرت حملة النزوح بشكل يومي منذ ذلك الحين، وأفادت وكالة الأنباء السورية سانا، يوم الاثنين ، أن 3500 مدنياً خرجوا عبر الممر الآمن بالقرب من حمورية.

إحتراق السيارات في مدينة دوما اثر الغارات الجوية الحكومية في 17 آذار. صورة من مركز دمشق الإعلامي.

وصرح الميجر جنرال يوري يفتوشينكو، رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أن أكثر من 48 ألف شخصاً غادروا الغوطة الشرقية منذ اعلان روسيا حليفة الحكومة السورية  “هدنة مؤقتة” يومياً في الضواحي الواقعة تحت سيطرة المعارضة أواخر الشهر الماضي.،وفقا لوكالة تاس التي تديرها موسكو.

وبينما يخرج غالبية النازحين من الغوطة الشرقية من بلدة حمورية، إلا أن القليل من السكان يغادرون من مدينة دوما عبر معبر الفياضين بما فيهم العشرات من الجرحى، وكانت روسيا أعلنت معبر الفياضين “ممراً إنسانياً” لعبور المدنيين الذين يغادرون الجيب الشهر الماضي، وفقاً لتقرير نشرته سوريا على طول في ذلك الوقت.

وكانت عمليات اجلاء الجرحى بدأت في مدينة دوما بعد أن توصل جيش الإسلام وروسيا والهلال الأحمر العربي السوري إلى اتفاق بشأن إجلاء الحالات الطبية الأسبوع الماضي على أن تكون الأمم المتحدة الجهة الضامنة للاتفاق.

ولاتزال عمليات الإجلاء الطبي في دوما مستمرة، كما أكد ياسر دلوان، مدير المكتب السياسي لجيش الإسلام لسوريا على طول يوم الإثنين، مضيفاً “لكن التصعيد لتفكيك المجتمع المحلي داخلياً، في محاولة للنظام استنساخ ما حصل في بعض المناطق ودفع الناس للخروج إليه”.

وأضاف “الناس ترفض معادلة إما الموت بالقصف أو الموت داخل معتقلات الأسد”.

وختم ” ونحن في جيش الإسلام لا نفاوض على خروج آمن، نحن نخرج الحالات المرضية فقط بشكل آمن “.

شارك في التقرير غنى الغبرة وداوود محمد الحريري.

 

ترجمة: بتول حجار

شارك هذا المقال