2 دقائق قراءة

المحرر: سراب جنيف

كانون الثاني/ يناير ١٩، ٢٠١٤ أي شخص وقف سابقاً في […]


19 يناير 2014

كانون الثاني/ يناير ١٩، ٢٠١٤

أي شخص وقف سابقاً في وسط الصحراء وفقد الشعور بالاتجاه يفهم لماذا العين البشرية تركز نظرها على ما يمكنها فهمه في هذا الموقف الصعب.

مع أن السراب في الثقافة الشعبية، يعتبر على أنه ردت فعل عاطفية، على سبيل المثال، المسافر المشوش والعطشان يرى ماء في مكان لا يوجد فيه، والحقيقة أن السراب هو ظاهرة بصرية.

حيث تنكسر اشعة الضوء عبر الهواء عند درجات حرارة مختلفة. في الصحراء، حيث يكون التأثير أكبر، بمعنى أن الحرارة من الرمال الساخنة تتصاعد في الهواء الأكثر برودة. وتكون النتيجة “خداع بصري” حيث أن العين البشرية تستقبل صورة، مثل جسم من الماء. إنحناء الأشعة الضوئية قد يكون حقيقي، لكن ما يراه البشر في السراب هو مجرد إنعكاس لتجاربهم الشخصية.

توماس ادوارد لورانس أشار بصورة متكررة إلى السراب في “أعمدة الحكمة السبعة”. بالنسبة للورانس العملي، السراب هو “عمل مروع” يلقي بظلاله على الرؤية في لحظات حرجة.

في مسيرته في ما يسمى اليوم شمال الأردن، تأخر لورانس في الصحراء بينما كان ينتظر باقي موكبه بعد أن فرقتهم سحابة التراب والغبار.

“جلسنا منتظرين، نحدق في موجات السراب التي تدفقت على سطح الأرض،” كتب لورانس. “بخارها الداكن، تحت السماء الشاحبة، تحول عشرات المرات في الساعة، مما أعطانا إنذارات كاذبة بوصول أصدقائنا.”

هذه العبارة تمثل بشكل خاص ومؤتمر السلام القادم في جنيف، التي وفي وقت كتابة هذا التقرير، لم يكن واضح إذا ما كان أي شخص من المعارضة السورية سيحضر أم لا.

أحد المشاكل مع المؤتمر هو أن كل لاعب رئيسي يرى حوله السراب الخاص به: بالنسبة لـ لولايات المتحدة الأمريكية، هو المزيج الفريد من التفكير السحري (“إذا أغمضنا اعيننا، فإن حل سياسي سيحصل”) وسياسيتها المذكرة بسياسة طلاب المدارس الثانوية (“لايمكن لإيران حضور الحفلة حتى يأتي باللباس المناسب.”) بالنسبة لـ روسيا، فهي فرصة لمواصلة تعزيز دورها المتنامي، دون رادع، كوسيط قوى في الشرق الأوسط. بالنسبة لنظام الأسد، فانه سيحصل على مقعده على الطاولة وسيحاول استخدامه للتمسك بالسلطة. بالنسبة لـ إيران، جنيف ٢ يوفر الشرعية ودعم دبلوماسي في وسط المفاوضات النووية، بالنسبة لزعيم الجبهة الإسلامية زهران علوش، فان ذلك يوفر فرصه لإستهداف وقتل أي شخص يشارك.

اما بالنسبة للسراب فأنه عندما تقترب منه، فان الصورة التي تعتقد أنك تراها إما أن تصبح أكثر وضوحاً ودقة، أو انها تتلاشي في ضباب الصحراء.

فإن مصير مؤتمر جنيف الثاني يعتمد على إذا ما كانت الأطراف المعنية يمكن أن ترى ما بعد السراب الذي يبدو بالنسبة لهم حقيقي جداً.

كريستن غيليسبي.

شارك هذا المقال