4 دقائق قراءة

المساعدات في مخازن المنظمات الإغاثية والنازحون في العراء.. وبينهما البيرقراطية  

يعتمد الأهالي في المناطق المحررة في معيشتهم بشكل كبيرعلى المساعدات […]


22 سبتمبر 2016

يعتمد الأهالي في المناطق المحررة في معيشتهم بشكل كبيرعلى المساعدات التي تصلهم من المنظمات الإغاثية، وذلك بسبب تآكل الركائز الأساسيّة للاقتصاد والمؤسسات نتيجة الحرب المستعرة منذ خمس سنوات.

ومع كثرة المنظمات الإغاثية العاملة في المناطق المحررة، والبرامج المختلفة والمشاريع المتنوعة التي تعتمدها كل منظمة، ظهر نوع من العقبات والمشاكل التي تنعكس سلباً على الأهالي المحتاجين؛ فالبيروقراطية المعتمدة من قبل المنظمات وقلة التنسيق مع الوضع الداخلي على الأرض يساهم بشكل كبير في زيادة معاناة الأهالي.

ويؤكد عبد اللطيف شيخ سليم، مديرالإغاثة العامة بمحافظة إدلب على أن “الأهالي يعتمدون على الإغاثة بنسبة تصل إلى ما يقارب 60% ومع ذلك هناك قلة بالدعم الإغاثي ففي مدينة إدلب وحدها هناك ما يقارب 80 منظمة مرخصة للعمل بالمدينة ولا يعمل منها إلا ثلاثة أو أربعة”.

وتعتبرمحافظة إدلب أبرز معاقل  المعارضة، والمثال الأبرز على آلية عمل تلك المنظمات، حيث أن مدينة إدلب تعتمد على مجالس المحافظة المدنية ونظام إداري  يتبع لفتح الشام وهيئة خدمات تتبع لأحرار الشام، بينما تنتشر المجالس المحلية في الريف.

كيف تقوم إدارة المحافظة بالتنسيق مع المنظمات الاغاثية؟

تقوم المنظمات بالتواصل معنا وتطرح علينا مشروعها، فكل منظمة إغاثية يكون لديها برنامج معين تلتزم به وبحسب هذا البرنامج نقوم بتزويدها بالمعلومات والأسماء ونوجههم إلى قطاع يتناسب مع العدد والبرنامج الذي قدموه، وعلى سبيل المثال تطلب المنظمة 200 اسم من أبناء الشهداء أو النازحين ونحن نقوم برفع الأسماء لهم.

صورة لتوزيع المساعدات الاغاثية من منظمة غول للمجلس المحلي في مشمشان بريف ادلب. حقوق نشرة الصورة لـ ‏المجلس المحلي في بلدة مشمشان

ماهي أكثر الصعوبات التي تواجهونها في مجال الدعم الإغاثي والتعامل مع المنظمات؟

من أبرز الصعوبات هو عدم وجود مخزون في مستودعاتنا للحالات الطارئة، وذلك بسبب قلة الدعم فهناك ما يقارب 80 منظمة مرخصة للعمل في مدينة إدلب وحدها، لا يعمل منها سوى ثلاثة أو أربعة، بالإضافة الى أن أغلب المنظمات لديها مستودعاتها الخاصة لتخزين المواد وهذا الأمر يسبب مشكلة للنازحين في الحالات المفاجئة والطارئة،رغم أننا نملك مستودعات جيدة وكادر كامل مما يجعل العمل سريع ومريح، فعملية الإغاثة في هذه الحالة ستتطلب وقتا حيث أن المنظمات تطلب رفع الأسماء والتأكد من كل حالة ومن ثم ترسل مجموعة من العاملين لديها للتوثيق وبعدها يتم نقل المواد الإغاثية من مستودعات المنظمة ليقوموا بتوزيعها.

كيف تتعاملون في حالات القصف والنزوح في الليل خصوصاً أنه تم رصد حالات كثيرة من الاهالي افترشت البساتين؟

في الواقع عدم توفر مخزون للطوارئ في مستودعاتنا جعل وضع الناس في هذه الحالات مأساويا، ونحن لا نستطيع فعل شيء إلا تقديم ما هو متوفر لدينا، ففي مثل هذه الحالات نبذل جهودا مضاعفة بالتواصل مع المنظمات وإطلاق نداءات عاجلة للإسراع قدر الإمكان، وبما أن العملية ستستغرق أياما فإن الناس بالفعل تنام في العراء قبل أن تتمكن من الحصول على خيمة بأقل التقدير، والناس دائماً تقول لي نحن لانريد طعاماً أو شرابا، أقل ما يمكن الحصول على خيمة نداري فيها أطفالنا.

عند نزوح أهالي الوعر وصلتنا شاحنات محملة بالخيم والبطانيات قمنا بتوزيعها للمحتاجين ووضعنا الفائض بالمستودعات، بعدها استقبلت المدينة حركة نزوح جديدة من حلب وريفها فقمنا بتوزيع ما تبقى ومنذ ذلك الحين لم يصلنا شيء ومستودعاتنا فارغة، الأمر الذي دفع الناس للمبيت تحت الزيتون، وفي حركة النزوح الاخيرة من مدينة ادلب تواصلت مع المنظمات لتزويدنا ب 100 خيمة وأبلغتهم بالأسماء فطلبوا التحقق وأخبرتهم ان يأتوا ويشاهدوا الحالات بأنفسهم ويقوموا بالتوزيع بأنفسهم، إلا أن الإجراءات التي تطلبها المنظمات دفعت بعض. العائلات للنوم لعدة ايام بالبساتين لحين وصول خيم .
هل تفرض عليكم المنظمات شروطا معينة قد لا تأتي بمصلحة المستفيدين؟
طبعاً تقوم المنظمات بفرض أشياء كثيرة قد لا تأتي بمصلحة الأهالي مثلاً تقدم إحدى المنظمات سللا غذائية حسب عدد أفراد الأسرة، ويستفيد من ذلك 14000 أسرة، فالأسرة التي تعداد أفرادها 5 تحصل على سلتين والتي تعداد أفرادها 8 تحصل على 3 سلل، فقمنا باقتراح توزيع سلة واحدة للأسرة لكي تستفيد جميع أسر إدلب فاعترضت المنظمة، قدمنا اقتراحا آخر لنكفي كل المدينة وهو التوزيع بحسب عدد أفراد الأسرة ولكن نقوم كل شهر بالتوزيع للأسر الجديدة التي لم تحصل في الشهر السابق فاعترضوا أيضاً.

وهناك منظمة أخرى كان لديها برنامج توزيع سلة غذائية  بالإضافة الى كيس طحين 10كيلولكل عائلة، فاقترحنا ان نقوم بتوزيع السلل الغذائية فقط وتوزيع أكياس الطحين على أفران المدينة لخفض سعر ربطة الخبز لجميع المواطنين وذلك لأن العائلة قد لا تستطيع الاستفادة من الطحين بسبب عدم قدرتها على صنع خبز لمعوقات كثيرة، لكنهم رفضوا واعترضوا وذهبوا ليقوموا بالتوزيع خارج المدينة .

هناك منظمات كثيرة توجه اليها انهامات بالفساد كيف يتم التعامل مع الموضوع؟ وماهو دور الفصائل وعلاقتها بالمنظمات؟

نعم الامر لا يخلو من بعض المشاكل وقضايا فساد. وبالنسبة لمدينة إدلب موضوع الفساد أقل من الريف  بسبب وجود لإدارة مدينة ورقابة أمنية من الفصائل بشكل أكبر مما هو عليه في الريف، وقد حدثت في احدى المرات شكوك حيال بعض الاشخاص تتعلق بالفساد ولكن تم توقيفهم والتحقيق معهم وسجنو لثلاثة أشهر، كما غرموا بمبالغ مادية توازي تكلفة المسروقات، ودورنا نحن كإدارة مدينة ومجلس المحافظة هو الاشراف ومتابعة المنظمات حتى لا تحدث مثل هذه الخروقات فكل منظمة يجب أن تقوم بالترخيص لدى مجلس المحافظة بشكل قانوني وبعدها تقوم بعملها باشرافنا ومع ذلك هناك بعض المنظمات التي تقوم بخروقات كتوزيع حصص أكثر لبعض المحسوبين أو المقربين لها.

 

شارك هذا المقال