4 دقائق قراءة

“الملاكمة التايلاندية” تساعد على تخفيف ضغوط الحصار في داريا

قدمت فنون الدفاع عن النفس التايلندية لشباب داريا، الواقعة  جنوب […]


21 أبريل 2016

قدمت فنون الدفاع عن النفس التايلندية لشباب داريا، الواقعة  جنوب غرب مدينة دمشق والتي يسيطر عليها الثوار، طريقة لتوجيه الطاقة السلبية وتفريغ الضغوطات من خلال الانضباط والتدريب.

إلى ذلك، يقول أحمد خشيني، من سكان داريا والبالغ من العمر 29 عاماً، “موضوع إنشاء ناد رياضي فكرة قديمة بالنسبة لي، فأنا في الأساس لاعب كيك بوكسنغ ومواي تاي (الملاكمة التايلندية)، كما أن لدي عدة بطولات على مستوى المحافظة والجمهورية، وبطولات دولية قبل الحرب”.

وأنشأ الخشيني صالة ناد رياضي للألعاب القتالية، في وقت سابق من هذا الشهر، لتعليم السكان على لعبة المواي تاي (الملاكمة التايلندية)، مستغلاً فترة الهدوء وتوقف القصف الذي عم جراء اتفاقية “وقف الأعمال العدائية” التي دخلت حيز التنفيذ في شهر شباط الماضي.

واليوم يستخدم مايقارب الـ65 شخصا مخزناً كبيراً حوله الخشيني، وأشخاص آخرون، إلى صالة ألعاب رياضية مؤقتة لتعليم فنون الدفاع عن النفس.

وبحسب ما قال الخشيني لمراسلة سوريا على طول آلاء نصار، فإن “لعبة المواي تاي تساعد الشباب على تفريغ الضغوطات والشحنات السالبة في ظل الأوضاع الراهنة، كما أنها تعطي لياقة عالية للاعب، وتزيد ثقته بشخصه ليدافع عن نفسه إذا اضطر لذلك”.

وعلى أية حال، فإن الحصار يؤثر حتى على التدريب الرياضي، حيث قال الخشيني “أحاول تمرين الشباب ضمن برنامج لا يحتاج إلى مجهود كبير كوننا نعيش تحت الحصار، فمثل هذه الرياضات معروفة بأنها تحتاج لمجهود عال وغذاء دائم متوازن”.

وأضاف “تحتاج الرياضة إلى بذل الكثير من الجهد واتباع نظام غذائي متوازن، ونحن نعاني من قلة الغذاء”.

من أين خطرت لك فكرة إنشاء ناد رياضي داخل مدينة داريا؟ ولماذا في هذا الوقت تحديداً؟ وهل للهدنة علاقة بذلك؟

موضوع إنشاء ناد رياضي فكرة قديمة بالنسبة لي، فأنا في الأساس لاعب كيك بوكسنغ ومواي تاي، كما أن لدي مشاركات بعدة لقاءات ودية وبعض البطولات على مستوى المحافظة والجمهورية وبطولات دولية، ولكن ظروف الحرب هي من أجلت تنفيذ رغبتي بذلك.

لكن بعد أن أصبح الوضع هادئا نوعا ما داخل المدينة، قررت بمساعدة بعض شباب المدينة أن نبدأ بتجهيز النادي، ومن الجدير بالذكر أننا حتى أثناء المعارك كنا نستغل فترات الهدوء لتمرين الشباب، كما أنني في الوقت الحالي وبعد إنشائي للنادي أصبحت قادرا على أن أرفع مستوى الشباب أكثر في هذه الرياضة خلال التهدئة.

 

سكان مدينة داريا المحاصرة يتعلمون رياضة المواي تاي في نادي رياضي افتتح في وقت سابق من هذا الشهر. تصوير أحمد الخشيني

 

هل لك أن تحدثنا عن تجربتك الشخصية في ممارسة هذه الرياضة؟ منذ متى وأنت تمارسها، ومن أين نشأت هذه الرياضة، وما أهميتها في حياتك وحياة الشباب الذين يمارسونها؟

المواي تاي لعبة تايلندية المنشأ، معناها الملاكمة التايلاندية، وهي فن قتالي يعتمد على الضرب بالأيدي والأرجل مع التركيز على حركات الضرب بالكوع والركبة، كما تعتبر من أعنف الألعاب القتالية, تجمع بين القوة والليونة والفنون الاستعراضية الجميلة.

أول بداية لي في عمر الـ14 عاماً، كانت بممارسة رياضة الكيك بوكسنغ (لعبة حديثة أمريكية المنشأ، تعتمد حركات البوكس وحركات القدمين، تتميز هذه الرياضة بأنها مقيدة بقوانين سلامة للاعبها، على عكس المواي تاي باعتمادها على حركات عنيفة باستخدام حركات الكوع والركبة بشكل أساسي)، تمرنت عليها لمدة 3 سنوات، ومن ثم انتقلت إلى رياضة المواي تاي.

الرياضة بالنسبة لي شيئ أساسي في حياتي بغض النظر عن نوعها ومخاطرها، وعلى المستوى الشخصي ما زلت أحلم أن أتابع بها بإنجازات أكبر ونتائج أنجح، أما بالنسبة لأهمية ممارستها لدى الشباب فهي تساعدهم على تفريغ الضغوطات والشحنات السالبة في ظل الأوضاع الراهنة، كما أنها تعطي لياقة عالية للاعب، وزيادة ثقته بشخصه ليدافع عن نفسه إذا اضطر لذلك، مع العلم هناك توصيات دائمة بعدم استخدام حركات المواي تاي في الشارع نظرا لخطورتها.

أين كنت تدرب الشباب قبل إنشاء النادي؟ وما هو مكان النادي الحالي؟ ومن أين جلبتم المعدات له؟

كنت أدرب الشباب بمكان بدائي بسبب صعوبة توفر الإمكانيات والظروف لإنشاء ناد، النادي عبارة عن مستودع بمساحة كبيرة وتجهيزات بسيطة، وقد وجدنا صعوبة بالغة في تجهيز النادي كون الإمكانيات محدودة، وكنا جلبنا المعدات الأولية المتبقية في صالات الألعاب الصغيرة التي لا تخضع لسيطرة النظام، وعددها 3 صالات كانت خاصة بألعاب الجودو والكارتيه والكيك بوكسنغ، جلبنا معداتها إلى المستودع المذكور.

وأنا أحاول في الوقت الحالي تمرين الشباب ضمن برنامج لا يحتاج إلى مجهود كبير كوننا نعيش تحت الحصار، فمثل هذه الرياضات معروفة بأنها تحتاج لمجهود عالي وغذاء دائم متوازن.

كم عدد الشبان المشاركين في النادي؟ وهل يتمرنون على المواي تاي أم أنهم يمارسون رياضات أخرى؟

كان هناك إقبال كبير بشكل مستمر والعدد بازدياد من قبل شباب المدينة على النادي، ونحن نحاول توسيع المركز أكثر وتأهيل لاعبين لمساعدتي في تدريب المشاركين، تتراوح أعمار المشاركين بين 10 سنوات  و33 سنة، عددهم متفاوت وفي ازدياد، مبدئياً هناك 25 طفلا ناشئا مشاركا، ودورتين للاعبين الكبار؛ كل دورة تضم من 15 إلى 20 مشاركا، وهناك مشاركين متوقفين عن التمرين بانتظار فكرة توسيع الصالة لتتسع للجميع.

هناك نسبة من المشاركين في النادي يمارسون ألعاب مختلفة، ولم يكن ينقصهم إلا من يشجعهم لتنمية مواهبهم وكان النادي هو الخطوة الأولى ليمرنوا أنفسهم أكثر، كما أن هناك شباب انضموا لممارسة لعبة المواي تاي من خلال مشاهدتهم للتمرينات فأعجبتهم الفكرة وبدأوا بالتمرين.

وفي الوقت الحالي أنا أقدم التدريب الخاص بلعبة المواي تاي فقط كوني لاعب متمرس، لأسس فريقا متكاملا وأرفع مستوى الشباب المشاركين في هذه اللعبة، ويمكن أن نعمل في الأيام القادمة على فكرة التدريب على فنون قتالية أخرى.

ما الصعوبات التي تواجهكم بعد إنشاء النادي؟ وماهي ردود فعل الأهالي على ذلك؟

قلة الإمكانيات المتوفرة وقلة الغذاء المتوفر الذي يحتاجه الجسم بعد بذل أي جهد رياضي نتيجة الحصار. وبالنسبة للأهالي فنسبة كبيرة منهم تقبلوا الفكرة، حيث أن هناك نسبة كبيرة منهم سجلوا أطفالهم في النادي.

 

ترجمة: بتول حجار

شارك هذا المقال