3 دقائق قراءة

“المواطن العربي يحصل على وجهة نظر واحدة”

تشرين الثاني/ نوفمبر 2، 2013 “تعتبر الحيادية في تغطية الأخبار […]


2 نوفمبر 2013

تشرين الثاني/ نوفمبر 2، 2013

دكتور نبيل الشريف“تعتبر الحيادية في تغطية الأخبار والصراعات تحدي كبير في الصراع السوري،” قال الدكتور نبيل الشريف، مؤسس مركز إمداد، مؤسسة غير ربحية في عمان مهمتها تدريب الصحفيين ورفع مستوى الوعي للمعاير الإحترافية للصحافة. إذ يواجه الصحفيون صعوبات في الوصول الى الأرض من كل الجهات: حيث تراقب الحكومة الصحفيين المسموح لهم بالدخول، والصحفيين الذين يدخلون مع الثوار يواجهون نفس الأخطار على الأرض حالهم حال الثوار.

“يقال أن الحقيقة هي أول ضحايا الحرب.” قال الشريف، الحاصل على شهادة دكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة إنديانا، حيث كانت رسالته في الدكتوراة عن “تأثير الوعي البيئي على الشعر الأميركي في عام 1960”.

شغل  الشريف منصب رئيس تحرير جريدة الدستور سابقاً، أحد أكبر الصحف الحكومية الأردنية. بعد ذلك عمل مع مجموعة من أهم المؤسسات الحكومية، حيث كان المتحدث الرسمي بإسم الحكومة. عين الشريف كعضو بمجلس الأعيان في الأردن عام 2010.

تحدث الشريف مع عبدالرحمن المصري من سوريا على طول عن تغطية الصحافة العربية للصراع السوري ودور إعلام المعارضة في توصيل رسالته الى المنطقة. “لتكون رسالة إعلام المعارضة ناجحة، عليها أن تكون موضوعية، متزنة ومقنعة،” يؤكد الشريف.

س. ما رأيك بالإعلام العربي والوضع في سوريا بصورة عامة؟

ج. مشكلة الإعلام العربي برمته أنه إعلام ناقل، وجود المراسل العربي على أرض سوريا أو على أرض المعركة أمر مفقود وغير موجود. فإذا قارنا بين عدد المراسلين الأجانب الذين يغطون الأزمة السورية وهم كثر وعدد المراسلين العرب الذين لايتواجدون إلا فيما ندر، مثل قناتي الجزيرة والعربية نجد أن المقارنة ليست في صالح الإعلام العربي. أعتقد أن عدد المراسلين العرب يجب أن يكون أكبر حتى يتمكنوا من نقل الصورة بشكل مباشر ومستقل ومحايد.

س. من المطالب الرئيسية في الربيع العربي المحاسبة والشفافية في تعاطي الحكومات مع الشعوب، كيف يمكن للصحفي اليوم ضمن الحدث السوري أن يقوم بتغطية متوازنة في ظل أن النظام يقوم بإعتقال الصحفيين ومراقبة الإنترنت ولا يوجد من طرف النظام إلا البيانات الرسمية؟

ج. هناك صعوبات بالغة وأعتقد أن كل أطراف الصراع تحاول أن تظهر إيجابيتها وتظهر الجانب المشرق بأدائها وتخفي الجوانب الآخرى، وكما يقال أن الحقيقة هي أول ضحايا الحروب، فهذا الأمر الأن نشهده في الأزمة المشتعلة في سوريا، هناك إخفاء للحقائق وتضخيم لحقائق أخرى ومجريات الأحداث. أعتقد أن حجم ما يعرفه العالم عن ما يجري يبقى قليلاً بسبب وجود تعتيم مقصود من قبل جميع الأطراف، فالصورة مشوشة وليست كما تجري حقاً. هذا يحدث في جميع الحروب، ولا أعتقد أن هناك وسيلة لتجنب أو تجاوز هذا الأمر إلا أن يكون الإنسان [الصحفي] موجوداً على الأرض بنفسه ويحاول أن يغطي بقدر الامكان. أعتقد أن كل وسائل الإعلام لم تنقل إلا جزءاً يسيراً مما يجري وذلك لسبب طبيعة الأزمة المشتعلة هناك [سوريا] فالصحفي لا يملك الحرية لينقل كل القضايا المختلفة.

س. من متابعتك للمعارضة السورية، هل تعتقد أن هناك قدرة عند المعارضة السورية بالتواصل مع الشعب السوري والشارع العربي؟

ج. بإعتقادي أن المعارضة لا تمتلك نفس المقومات التي يمتلكها النظام، الإعلام في نهاية الأمر هو إمكانات وقدرات وموارد والواقع يقول أن المعارضة لا تملك  هذه الإمكانات وهذه الموارد بالقدر الكافي. أعتقد أن صوتها لم يصل للمواطن العربي بشكل كافي، مما يعني أن المواطن العربي يتعرض إلى وجهة نظر واحدة بالدرجة الأولى. من جهة أخرى، لتكون الرسالة الإعلامية ناجحة يجب أن يتم الإبتعاد عن التحشييد وأن تكون رسالة موضوعية، متوازنة، ومقنعة. الإعلام الحربي بشكل عام بطبيعته تحشيدي، لا يكفي أن تكون صاحب قضية منصفة بل يجب أن تعرف كيف تعرض قضيتك.

 تابعونا على صفحة الفيس بوك و التويتر.

شارك هذا المقال