3 دقائق قراءة

الميليشيا الموالية للنظام تقوض الهدنة ومحافظ حمص يأمر بالالتزام

تسعى الميليشيا المحلية الموالية للنظام، وفق ما تتوارد الأنباء، إلى […]


2 يونيو 2016

تسعى الميليشيا المحلية الموالية للنظام، وفق ما تتوارد الأنباء، إلى تقويض الهدنة التي دخلت قيد التنفيذ في بداية هذا الشهر ما بين النظام السوري وممثلي المعارضة في ريف حمص الشمالي.

ووفقاً لبنود الهدنة، أوقف النظام القصف الجوي في الجيب الجنوبي للثوار في ريف حمص الشمالي، وهي منطقة يطوقها الجيش العربي السوري وحلفاؤه منذ أربع سنوات.

ولم تشمل الإتفاقية ما تبقى من ريف حمص الشمالي، إلا أنها سمحت أيضاً بفتح الطرق وحرية حركة الناس والبضائع بين مدينة حمص وكافة الأراضي الخاضعة لسيطرة الثوار إلى الشمال.

وبالمقابل، وافق الثوار على وقف استهداف الطريق الذي يربط محافظة حمص بمحافظة طرطوس الساحلية إلى الغرب. ولطالما كانت المعارضة المسلحة تستهدف لسنوات الآليات التي تتنقل عبر ذلك الطريق ما أجبر النظام على استخدام “طرق طويلة، ومنها جبلية للوصول إلى الساحل من المناطق الوسطى”، وفق ما قال فراس الحمصي، ناشط  في ريف حمص الشمالي، لسوريا على طول الخميس.  

وأمر محافظ حمص، طلال البرازي الجنود السوريين خلال الأيام القليلة الماضية بتنفيذ جزء من اتفاقية الهدنة ينص على فتح الطريق ما بين مدينة حمص وريف خمص الشمالي.

ولكن السكان والميليشيا المحلية في إحدى البلدات التي تقع تقريباً على بعد 20 كم شمال شرق حمص، وفي مقدمتهم لواء الرضا، المدعوم إيرانياً والذي تم تشكيله في بداية عام 2015 بالإضافة إلى قوى الدفاع الوطني نذروا على أنفسهم أن يبقوا الطريق مغلقة.

عناصر من الميليشيا المؤيدة للنظام في وقفة احتجاجية يوم السبت في قرية المشرفة. حقوق نشر الصورة لـ شبكة أخبار حمص الأسد

ونظم الأهالي والمقاتلين في قرية المشرفة وقفة احتجاجية في يوم السبت الماضي، يتعهدون فيها بعدم فتح الطريق التي تفضي إلى ريف حمص الشمالي الخاضع لسيطرة الثوار والمحاصر، وفق ما ذكرت شبكة أخبار حمص الأسد، الموالية للنظام.

وذكر أحد أهالي قرية المشرفة لسوريا على طول أن “الإرهابيين” في ريف حمص مسؤلون عن سفك الدماء قي مدينة حمص وغيرها، ولا هم ولا حتى عوائلهم يستحقون متنفساً من حصار الأربع سنوات.

وقال وسيم العلي من ساكني المشرفة لسوريا على طول، الثلاثاء “لو فتح لهم معبر سيخرج من المنطقة (المحاصرة) أهالي الإرهابيين”.

وقال العلي أن الثوار في ريف حمص “قاموا بتفجيرات في أحياء مدينة حمص. كيف يسمحون لأهالي الإرهابيين (بالخروج)؟”.

وكانت سلسلة من التفجيرات قد هزت حمص خلال السنتين الماضيتين، وتركت جروحاً عميقة بصبغة طائفية، ففي حدث مشهور في تشرين الأول عام 2014، أسفر تفجير مزدوج استهدف مدرسة ابتدائية في منطقة عكرمة، عن مقتل أكثر من أربعين طفلاً.

ففي صور الوقفة الإحتجاجية في يوم الأحد، والتي نشرتها صفحة شبكة أخبار حمص الأسد، يلفت اثنان من الميليشيا المحلية الموالية للنظام أن الانتقام هو ما يدفعهم لعدم فتح الطريق.

ويحمل أحد المقاتلين لافتة كتب عليها “قتلة أهلنا في الزارة لن يمروا من هنا”. وكانت جبهة النصرة وأحرار الشام سيطرت على بلدة الزارة في 12 أيار، واتهمت وسائل الإعلام المؤيدة للنظام الثوار بارتكاب مجزرة في الزارة راح ضحيتها عشرات المدنيين.

بدورها، لم تعلق الميليشيا المحلية رسمياً على موقفها حيال اتفاقية هدنة منتصف أيار. ولكن المعارضة الواضحة التي أبداها مقاتلي المشرفة للاتفاقية ربما تنبثق من اعتبارات مادية أيضاً، وفق ما يقول صحفي من ريف حمص الشمالي.

وحسب ما قال يعرب الدلي، صحفي مدني من ريف حمص الشمالي لسوريا على طول، الأربعاء، فإنه “من المعروف جداً من (التجارب على) الحواجز السابقة أن الميليشيا تأخذ كميات كبيرة من السيارات التي تدخل بالغذاء”.

واحتدمت من قبل نار الصراع بين النظام السوري والميليشيا الحليفة في حمص، والتي تم سحب مجمل عناصرها من السكان المحليين. ففي نيسان 2015 اقتحم الجيش السوري حي الزاهرة في مدينة حمص، واقتتل مع قوى الدفاع الوطني هناك وذلك بعد اتهام الأهالي للأخير بأنه يتصرف كما المافيا، وفق ما ذكرت سوريا على طول، أنذاك.

وبعد الوقفة الإحتجاجية في يوم السبت في المشرفة، يبدو أن مقاتلي المعارضة والمسؤولين منقسمون حول مستقبل هذه الهدنة الهشة والتي كان يقصد منها أن تخفف عن الأهالي المحاصرين.

ولكن أحد المقاتلين في ريف حمص، ويدعى وليد الحمصي، قال لسوريا على طول، الثلاثاء، إن مصير الاتفاقية “الفشل المحتوم، بناء (على) حيز التصرف الكبير الذي تتمتع به الميليشيات المحلية”، معتبرا أن “هذا الإتفاق لن يصل إلى نتيجة ولن يصمد كثيراً، بسبب عدم إمتلاك النظام أي سلطة على تلك الميليشيات”.

 

ترجمة : فاطمة عاشور

شارك هذا المقال