8 دقائق قراءة

النزوح في إدلب مع ذكريات “الشظايا المحفورة على الجدران” وما تبّقى من الكتب

مع كل قصة نزوح يعيشها، يتذكر أحمد تفاصيل منزله، الشبابيك، ألوان الجدران، والذكريات الجميلة التي قضاها فيه، وما أن يألف مكان إقامته الجديد حتى يعيش قصة نزوح أخرى، بسبب القصف الذي يلاحقه من مكان إلى آخر.


16 مايو 2019

مع كل قصة نزوح يعيشها، يتذكر أحمد تفاصيل منزله، الشبابيك، ألوان الجدران، والذكريات الجميلة التي قضاها فيه، وما أن يألف مكان إقامته الجديد حتى يعيش قصة نزوح أخرى، بسبب القصف الذي يلاحقه من مكان إلى آخر.

حطّم أحمد الصباح، 44 عاماً، رقماً قياسياً في النزوح، حتى أصبح النزوح مشهداً اعتيادياً له ولعائلته “نزحت 15 مرة، عدا عن النزوح المؤقت لساعات أو أيام في الكهوف والملاجئ القريبة”، عشرة منها كانت داخل مدينة كفرنبل، وانتهى به المطاف منها إلى مدينة إدلب بعد التصعيد العسكري للقوات الحكومية على ريف إدلب الجنوبي.

وفي الأسابيع الأخيرة، يشهد شمالي غرب سوريا تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة، إلى المناطق الأكثر أمناً، القريبة من الحدود التركية، وكان أحمد وثلاثة وثلاثون شخصاً من عائلته الكبيرة من بين النازحين.

واستهدف الطيران الحربي، اليوم الخميس، مدينة كفرنبل، بغارة جوية، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وكان القصف قد أخرج مركزاً للدفاع المدني في المدينة عن الخدمة، الإثنين الماضي.

ووثقّ فريق “منسقو الاستجابة”، وهو فريق توثيق محلّي، نزوح نحو 260 ألف نازح، في الفترة بين 15 شباط و 13 أيار، بعد الحملة الأخيرة للقوات الحكومية على شمالي غرب سوريا.

ورغم أن مكان إقامة أحمد الصباح الجديد في مدينة إدلب، ليس آمناً بالقدر الكافي، إلا أنه لا يفكر باجتياز الحدود إلى تركيا، وقال في مقابلة أجرتها معه آلاء نصار، مراسلة سوريا على طول “لا نستطيع أن نتابع شمالاً أكثر من ذلك، إلا عندما تجبرنا الظروف”، مشيراً إلى أنه في إدلب يشعر بالاستقرار حتى وإن كان مؤقتاً، لأنها “أقرب لرائحة الديار”، ويقصد مسقط رأسه، بلدة قمحانة بريف حماة الشمالي.

ويُضاف على أعباء النزوح، التي يتحملها كل نازح في شمالي غرب سوريا، همّ مكتبة أحمد، التي ينقل ما بقي منها، من بيت لآخر، في وقت يقول له من حوله “نحن فاضيين بهيك ظروف للقراءة والثقافة؟!”.

من أي مدينة أنت؟ ومتى تركت أول منزل لك؟ ولماذا؟  

أنا من بلدة قمحانة بريف حماة الشمالي، أعتقد هذه المنطقة أصبحت معروفة للجميع بسبب سمعتها السلبية خلال سنوات الثورة، خاصة أن أعداداً كبيرة من أهلها يُعرفون بتأييدهم لنظام بشار الأسد.

في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011 خرجت من المعتقل، وعدت إلى بلدتي، تابعت نشاطي الإعلامي بأسماء وهمية، وكان وقتها – ببداية الثورة – مسمى “إعلامي” غير مطروح على الساحة، ولكن لاحقاً ترسّخ هذا المسمى.

في نهاية عام 2013 وردتني معلومات بأنني وعائلتي في خطر، طبعاً هذا الأمر بسبب موقع إلكتروني كنا نديره في مرحلة ما قبل الثورة، وعائلتي كان لها علاقة بالموضوع كزوجة وأصدقاء، لما وصلت الأمور  إلى هنا تواصلت مع بعض الأصدقاء شمالي إدلب ونصحوني بالخروج، وفعلاً خرجت من قمحانة إلى كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، لأنه لم يعد الوضع آمن للعمل في النشاط الثوري، ومستوى الخطر والتهديد أصبح أكثر بكثير من المتوقع.

هذه كانت أول قصة رحيل، ومن هنا بدأت رحلتي مع النزوح في ريف إدلب، وبعدها نزحت داخل أدلب عشرات المرات.. نزحت 15 مرة، عدا عن النزوح المؤقت لساعات أو أيام في الكهوف والملاجئ القريبة إلى أن يهدأ القصف.

بحسب كلامك، عشت تجارب نزوح مستمرة، لو تحدثنا عن ذلك

أمضيت 4 سنوات في كفرنبل، وبها وحدها تنقلت بين 10 منازل، في كل منزل سكنته عشت تجربة النزوح، وعشت أغلب مشاهد القصف التي تعرضت لها كفرنبل، وفي كثير من الأحيان كنت بأماكن قريبة من النقاط المستهدفة، خصوصاً أن الحي الذي كنت أقطن فيه يعتبر مركز المدينة،  يوجد بجانبي مركز للدفاع المدني ومنظومة إسعاف مما يعني أن المكان مهدد بالقصف في طبيعة الحال، وقد تعرضت المنطقة خلال إقامتي لاستهداف متكرر، وبشكل دائم كانت تسقط علينا الأبواب والشبابيك من ضغط القصف الحربي الروسي والنظامي بالرشاشات والبراميل على المنطقة.

كل هذه القصص عايشناها، فالمنطقة كانت خطرة والمتتبع لخطة الأهداف التي يتبعها الطيران الروسي والسوري في الفترة الأخيرة يجد بشكل واضح أن النظام يعيد استهداف النقاط التي استهدفها سابقاً، وهذا ما حدث.

آخر القذائف نزلت بالقرب منا على بعد 50 متر تقريباً، أعتقد كان المستهدف معملاً قريباً كان في يوم ما مقر لفصيل عسكري، وأمامنا يوجد نقطة طبية، أي أننا في الوسط بين هدفين، ومن الممكن أن تسقط القذائف في المرة القادمة في وسط البناء الذي نسكنه، وهذا كان السبب المباشر للنزوح الأخير، فانتقلنا من كفرنبل إلى مدينة إدلب.

أما تجارب النزوح السابقة فكان بعضها لأسباب مدنية خاصة، مثلاً صاحب المنزل يريد أن يزوّج ابنه أو لسبب آخر يتعلق بطلب صاحب المنزل بزيادة الأجرة أو المغادرة، وأيضاً منها ما يتعلق بلوعات القصف والخوف على الأطفال والنساء.

بعد تجاربك السابقة في الرحيل والنزوح، هل تعتقد أن الأمر أصبح اعتيادياً لك؟ كيف يستقبل السكان الأصليون النازحين؟

بالتأكيد تأقلمت على النزوح قولاً واحداً.. كل أسبوع، كل عشر أيام، أو كل شهر، ما عادت كتير تفرق.

رغم أنه عندي أثاث ومواد تقتضي ظروف الحياة أن تحتفظ فيها، ولكن ليس من السهل نقلها من مكان إلى أخر، ولكن أصبحت أعيش شيئاً من اللامبالاة، أو القناعة بأنه قضاء الله وقدره ونحن صابرون، وسنبقى كذلك حفاظاً على مبادئ الثورة التي خرجنا من أجلها وهذا يقتضي كثيراً من الصعوبات.

النزوح جزء بسيط من هذه الصعوبات، فضريبة النزوح شيء لا يذكر أمام ضرائب أخرى أغلى بكثير قدمها أناس من حولنا، وهي ضريبة الدم والاعتقال والتشرد والفقر، نحن عشنا كل ما سبق، وبالتالي النزوح أخف وطأة مما ذكر، فليس هو الصعوبة الأكبر التي نعيشها، لذلك من الطبيعي أن نتحمل أعباءه.

أنا هنا لا أقول بأن النزوح أمراً سهلاً، مع كل قصة نزوح جديدة أبدأ بالبحث عن الأصدقاء من حولي ليساعدونني في نقل الأثاث، والتنقل، والحركة، ولكن هذا يخفف الكثير من الأعباء الجانبية التي ترافق عملية النزوح.

بصراحة، وكوني حطمت رقماً قياسياً في النزوح، ومع نزوحي الأخير بلغت مرات النزوح 15 مرة، أستطيع القول أن نظرة السكان الأصليين للنازحين تغيرت في السنوات الأخيرة عما كانت عليها بدايات الثورة، لا أريد أن أعمم، ولكن اليوم – من وجهة نظري – أبناء المنطقة الشمالية يرون النازح عبارة عن سائح لا أكثر، ويمكن أن يدفع جشع المؤجر لأن يفكر بالنازح على أنه ثروة يريد أن يأخذ منها ما يريد من المال، وكأنه فرصة لن تتكرر!.

بعد  ثماني سنوات من عمر الثورة أصبح الغني فقيراً.

ما هي تكاليف النزوح بالنسبة لك، سواء من الناحية المادية أو المعنوية؟

تكلفة النزوح المادية كبيرة، وهذا لا خلاف عليه، ولكن تكلفته المعنوية أكبر.

أنا إنسان يحب الاحتفاظ بالأشياء القديمة وبالذكريات، وأي إنسان يعيش في مكان معين تتكون لديه نوع من الألفة لهذا المكان، تجعله يشعر بأنه المكان المناسب الذي يقدر على العيش فيه، حتى وإن أصبح خطراً مع مرور الأيام ، ومع مرور أيام في المنزل تتشكل ألفة بينك وبين الأبواب، الشبابيك، شكل السقف، إطلالة المنزل، ألوان الجدران، وحتى مكان الشظايا المحفورة في الجدران، وبذلك تتحول الرهبة إلى عامل أمان واستقرار، حيث يألف الشخص المكان بشكل كامل حتى مع الدمار الموجود.

وبعد أسبوع من كل نزوح، بإمكانك ترى الحزن في عيون كل أفراد العائلة، ونبذ المكان الجديد حتى وإن كان أرقى بكثير من سابقه، عندما تسكن بيتاً جديداً أو خيمة كأنك اشتريت قميصاً جديداً ولن تعتاد على ارتدائه إلا بعد غسيله عدة مرات!

فالبيت الجديد يحتاج الإنسان لوقت حتى يألفه، ويترسّخ في اللاوعي، وبعدها يألفه ويشعر بالاستقرار ويشعر بأن المكان الجديد أصبح جزءاً منه، ولكن نعيش قصة نزوح أخرى، وندور في نفس الدائرة والمعاناة.

عرفنا أنه لديك اهتمامات ثقافية وتاريخية، لو تحدثنا عن ذلك، وعن مكتبتك

كنت أملك مكتبة خاصة في منزلي الأول في بلدة قمحانة، ولكن عندما خرجت لم أتمكن من نقلها، أخذت فقط 5 بالمائة مما تحتويه من كتب..

الأهم من ذلك أنني كنت أحتفظ بوثائق تاريخية، لأني عملت سابقاً في بعض الأبحاث التاريخية عن آثار المنطقة وتاريخها، وعملت على هذه الوثائق لعدة سنوات، وأيضاً كان لدي أرشيف من الصور القديمة جداً دفنتها قبل خروجي ولا أعرف مصيرها، أما ممتلكاتي التراثية والثقافية التي احتفظت بها، بما فيها الكتب والأثاث، أكاد أجزم بأن النظام استولى عليها.

خلال رحلتي في النزوح، تمكنت من تأسيس مكتبة خاصة جديدة، وهي أيضاً تعرضت لكثير من الأضرار، وفي المناطق المحررة أن تخسر كتاباً ليس أمراً عادياً، لأن الكتب لا تتوفر بسهولة، وإن وُجدت الكتب هنا، فموضوعاتها وعناوينها محددة، كما أن أسعارها غالية جداً، ومن ناحية أخرى – مع الأسف – هنا لا يعطي الناس الكتاب حقه، مرّة في أحد المقرات وجدت شباباً يحرقون الكتب داخل مدفأة، فسارعت وأنقذت ما بقي منها، وحالياً أنقلهم معي أينما ذهبت.

ولا أخفيكِ، من أصعب الأمور في النزوح سواء كان قريباً أو بعيداً، هو نقل الكتاب، رغم صغر حجمه، ولكن في ظل الأوضاع التي نعيشها في الشمال، الناس ستقول لك “نحن فاضيين بهيك ظروف للقراءة والثقافة؟!”.

في الوقت الذي نرى فيه عشرات آلاف السوريين يحاولون بشكل يومي الدخول إلى تركيا، وأنت تقيم في منطقة حدودية لماذا لم تفكر بالانتقال إلى هناك؟

أنا من ريف حماة، وإذا أقمت في ريف إدلب فأنا قريب من دياري، ليس لدي النية بالخروج من إدلب، وسبق أن خرجت لأيام قليلة لى تركيا، ولكن شعرت بأني أختنق، وبعدها رجعت.. لا أنا ولا عائلتي استطعنا البقاء هناك.

قبل عام نصحني أحد الأصدقاء خلال زيارة قصيرة لي إلى عنتاب التركية، بأنه لن يبقى هناك شيء اسمه ناشطين في الداخل السوري، ولن يبقى ظروفاً مواتية ومناسبة لعملهم، وقال: احمِ نفسك وعائلتك وابق هنا في تركيا، فأجبته:  لن يكون هذا خيار لي إلا في أنفاس روحي الأخيرة.

نحن اليوم لم نخرج من كفرنبل إلا عندما دفعتنا الظروف، وأصبح مستوى الخطورة كبير على الأولاد والنساء، وخاصة أني أحمل عبء أكثر من عائلة من بينهم كبار سن.

تقريباً عدد أفراد عائلتي 33 شخصاً بين أطفال ونساء وكبار سن، والخروج بهم جميعاً إلى تركيا صعب جداً، حتى فكرة خروجي إلى ريف حلب الشمالي، عفرين مثلاً، أمر مستبعد، لذلك نحن نشعر باستقرار – حتى وإن كان مؤقتاً – في وجودنا بمحافظة إدلب، نبقى مع بعضنا كعائلة، وأيضاً أقرب لرائحة الديار، أقرب لرائحة المنطقة التي خرجنا منها في رحلتنا الأولى.

لا نستطيع أن نتابع شمالاً أكثر من ذلك، إلا عندما تجبرنا الظروف، ويصبح البقاء هنا غير متاح على الإطلاق، وهنا لا أقصد نفسي كرجل، فأنا تعودت على هذه الظروف، ولكن أقصد البقاء غير متاح للأطفال التي ترتجف وتخاف مما يحدث.

فعليا الأطفال والنساء لم يستطيعوا التأقلم أبدا أو احتمال أمر القصف، فلما تنزل القذائف بعيدة 50 م أو 100 م، حتى نحن كرجال سنعيش أجواءا من التوتر ولن نستطيع العمل، الأصعب من القصف ذاته هو أن تعيش ببيئة كلها أطفال ونساء محاصرون “بكاريدور” لا تتجاوز مساحته المتر ونصف بثلاثة امتار، وانت تسمع الصراخ والعويل والنحيب خوفا وفزعا، في تلك اللحظات تحدثت معي صحفية ألمانية تسألني عن الوضع وانا في هكذا مشهد قلت لها ليس لدي كلمات تصف ما أرى أمامي، لساني عاجز عن التعبير!.

وأود التنويه على نقطة، أن الإنسان إذا ابتعد عن وطنه ومدينته قد تتغير وجهة نظره تجاهها، عندما كنت أزور تركيا قبل عامين من الآن، كنت ألتقي ناشطين أعرفهم منذ بداية الثورة، وعاشوا معنا الأحداث في سوريا بما فيها النزوح، ولكن بعدها خرجوا إلى تركيا تغير تفكيرهم تجاه الداخل السوري.

في الأدب العربي، سمعنا عن أنواع من الأدب، فهل تعتقد ما يحدث في النزوح أوجد ما نطلق عليه “أدب الثورة”؟!

فرضت الثورة السورية وجود ما يسمى “أدب الثورة”، وأيضاً أعتقد أنه هناك “أدب النزوح” ، ولكن إذا أردنا الحديث بواقعية، فإن هذا الهدف لم يرتق خلال 8 سنوات بمقدار التضحيات، اليوم الأديب أو الشاعر أو الكاتب في الداخل همومه أكبر بكثير من أن يفكر في الكتابة.

كنت أكتب سابقاً، ولكنني توقفت عن ذلك، فظروف الحياة وضغط العمل وأعباء الحياة والمعيشة لا تسمح لي بذلك، وفي المقابل قد نجد نماذج من الكتّاب، كبار السن، الذين لا يحملون مسؤوليات، يكتبون ويسردون، مثلما كتب شاعر كفرنبودة عن بيته في بدايات الثورة، ورغم أن شعره لم يكون ذو وزن قوي، ولكنه العاطفة في أبياته أعطت لشعره قيمة كبيرة.

اليوم، المتفرغ لكتابة أدب الهجرة والنزوح وأدب الثورة هو الذي يقطن خارج البلد، أنا أرى كثيراً من الشباب يكتبون وأتابع كتاباتهم، صحيح أنهم قادرون أن يعطوا صورة جميلة، ولكنهم لن ينقلوها بنفس مشاعر وإحساس من عاشها، ولا تستطيع الصورة التي يرسمها بأي شكل من الأشكال أن ترسم المشاعر.. صعب جداً أن تنقل مشاعر الناس.

كنت أكتب قبل بداية الثورة، ولكن بعد فترة النزوح، وضمن جملة التناقضات التي نعيشها من توزع خرائط السيطرة، وعدم فهم الواقع بما الذي سيحدث غدا؟، عدم المقدرة على أي تحليل منطقي لما يجري، الكتابة صعبة، فالأدب بحاجة لأن يسرح الكاتب في خياله بعيداً عن الواقع كي يستطيع أن يكتب بروحانية.

اليوم نحن مع الأسف غير قادرين أن نشتت تفكيرنا وانتباهنا ولا للحظة، حتى لا نغفل عن طيارة قادمة أو عن معيشة أهلنا أو عما يحدث على الجبهات أوعن نشاط ثوري معين، نحن بحاجة لأن نكون بكامل التركيز والانتباه أكثر من أن نكتب ونعبر، في بداياتي الثورية كنت أوثّق كل حدث أما الآن لا أجد وقتاً لفعل شيء.

شارك هذا المقال