2 دقائق قراءة

النزوح في سوريا: حقيبة سفر لا تكاد تستقر بمخيم حتى ترحل إلى آخر

بينما تواصل قوات النظام تقدمها في الشمال والشرق، وبعد سيطرتها […]


26 يناير 2016

بينما تواصل قوات النظام تقدمها في الشمال والشرق، وبعد سيطرتها على معقل الثوار الأخير في شمال اللاذقية، “يخاف” المدنيون في مخيمات النازحين المتواجدة على طول الحدود السورية التركية “من انتقام قوت النظام”، كما تقول أم أحمد، أرملة وأم لثلاثة أولاد، وهي واحدة من عشرات آلاف السوريين في هذه المخيمات، لنورا الحوراني، مراسلة سوريا على طول،مضيفة “كلنا ارهابيين في نظر النظام”.

ما الذي يثير مخاوفكم مع اقتراب النظام من المخيمات ؟

الناس هنا في المخيمات يخشون من انتقام قوات النظام أكثر من خوفهم من القصف. فنحن لا نعرف ماذا ستكون ردة فعل النظام. نحن جميعا إرهابيين في نظر النظام. ربما سيكون مصيرنا السجن أو الموت بحجة أننا ثوار، فإن مستقبلنا غير معروف.

كيف أتيت إلى المخيم؟ وكيف تبدو الحياة فيه؟

نزحنا من ريف ادلب الى الحدود التركية في منطقة أوبين، بسبب القصف الهمجي بالبراميل التي كان يلقيها النظام فوق رؤوسنا.

مرت سنتان ونحن شبه آمنين، الى ان بدأت الحملة الروسية الشرسة التي لم توفر اي شيء، قصفوا المدارس والمراكز الطبية والمشافي الميدانية وحتى المخيمات على الحدود.

وبعد الحملة على سلمى اشتد القصف إلى درجة أنني خشيت على اولادي، فقد سقطت شظايا الصاروخ بالقرب من ابني الصغير عندما كان ذاهباً لشراء الخبز. بعد ذلك اصبحت اخاف ان ارسلهم الى اي مكان. وبعد ذلك قصفوا خيامنا، لذلك قررت العودة إلى ريف ادلب.(وزوج أم أحمد، مدني، قُتل في غارة جوية للنظام في شمال اللاذقية).

كان الوضع في ادلب ايضا مأساويا بسبب القصف، لذلك قررت العودة الى جبل التركمان على الحدود التركية للذهاب الى تركيا.

وبعد سقوط سلمى بدأ القصف يشتد كثيرا على جبل التركمان، وكان علي ايجاد طريقة لمغادرة البلاد، ولكن ليس لدي اوراق ثبوتية، والجانب التركي لا يسمح بدخول من ليس لديه اوراق ثبوتية.

والمعاناة الحقيقية هي اننا تشتتنا ولا نستطيع ان نفعل شيئا حيال ذلك، ونزحنا مرارا وتكرارا في هذا البرد القارس، وفي كل مرة لم نحمل أي شيء الا ملابسنا في هذا البرد والوحل والطرقات الوعرة.

في كل مرة اقول أنني استقريت، وأشتري بعض المستلزمات الأساسية، لكني أضطر إلى تركها وإلى الرحيل مرة أخرى. الوضع جدا مأساوي أصبحنا نتمنى الموت.

هنا ترى الناس في هذا البرد تفترش الارض، والبرد يفتك بنا، والان ازداد الخوف أكثر بعد سقوط ربيعة. ولا نستطيع النوم بسبب اصوات القصف.

أريد أن أجد وسيلة للوصول الى تركيا في أقرب وقت ممكن، ولكن الطريقة الوحيدة هي عن طريق التهريب.

شارك هذا المقال