4 دقائق قراءة

النصرة تستقطب سكان الغوطة الشرقية بتخفيض الأسعار

في بداية تشرين الأول، افتتحت جبهة النصرة نفقها الأول لإدخال المواد […]


9 نوفمبر 2015

في بداية تشرين الأول، افتتحت جبهة النصرة نفقها الأول لإدخال المواد المهربة، والذي يربط أحياء دمشق المهادنة مع النظام؛ برزة والقابون بالغوطة الشرقية المحاصرة، والواقعة تحت سيطرة الثوار.

وهذه الخطوة التي قامت بها النصرة ليست بجديدة، فغيرها من الفصائل الثورية افتتحت الأنفاق من المناطق الخاضعة لسيطرتها على أطراف الغوطة، ومن تحت حواجز النظام، أدخلت الطحين والسكر والمواد الأساسية الأخرى منذ أذار الماضي.

وطرحت هذه الفصائل الثورية ونتيجة احتكارها للأنفاق، المواد إلى السوق بأسعار تصل إلى عشرات أضعاف ماهي عليه خارج  الغوطة.

بيد أن النصرة، وبعد افتتاحها النفق في الشهر الماضي، خفضت أسعار المواد المتضخمة من قبل الفصائل الثورية الأخرى  فباعتها بسعر إدخالها تقريبا.

وذكر أبو محمد الغوطاني، أحد أهالي الغوطة الشرقية ويعمل في المجال الطبي والإغاثي، لخلود الشامي، مراسلة في سوريا على طول، أن هدف جبهة النصرة من هذا الأمر أن تحظى بحاضنة شعبية.

كيف سيؤثر هذا التغير على حياة الناس في الغوطة خصوصاً في فصل الشتاء؟

موضوع تخفيض الأسعار أثر بشكل كبير على نفوس أهالي الغوطة، وخاصة أنه في فصل الشتاء لايمكن الاستفادة من أراضي الغوطة كما في فصل الصيف، وذلك لتواجد منتوجات زراعية يمكن الاستفادة منها في فصل الصيف، مثل: الباذنجان، الكوسا، الخيار، البندورة، الملفوف. ولا ننسى أن فصل الشتاء ترتفع فيه تكاليف المعيشة، وخاصة المحروقات ومواد التدفئة مثل الخشب، والمازوت.

كيف يتم تأمين هذه المواد في ظل الحصار الذي يفرضه النظام على مدن الغوطة الشرقية منذ أكثر من ثلاث سنوات؟

سابقاً كانت أغلب الاحتياجات الأساسية المعيشية شبه معدومة في ظل الحصار الذي يفرضه النظام على الغوطة منذ 3 سنوات، وكان هناك معبر وحيد يفتح أحياناً ويغلق، وهو مخيم الوافدين من جهة دوما. وكانت المواد تدخل منه بشكل بسيط وبأسعار مرتفعة ومتقلبة، مثلا كيلو السكر أحياناً يدخل بألف ليرة وأحياناً بثلاثة آلاف بكميات جداً قليلة.

ومنذ قرابة 8 أشهر قام أحد الفصائل ( فجر الأمة، وهو يتبع للإتحاد الإسلامي لأجناد الشام) بحفر أنفاق تصل منطقة الغوطة بمنطقة القابون وبرزة المهادنتين مع النظام، وبدأ بإدخال بضائع (مواد غذائية، أدوية، محروقات، إلكترونيات) وطرحها بالسوق ولكن بأسعار جدا مرتفعة وصلت إلى عشرة أضعاف، مثال: كيلو السكر يتم شراؤه من برزة بـ 200 ليرة ويباع بعد إدخاله بـ 2000 لير.  وقامت بقية الفصائل بحفر أنفاق، حيث قام فيلق الرحمن بفتح نفقه الخاص وسار على درب فجر الأمة بالأرباح الفاحشة، إلى أن قامت جبهة النصرة بفتح نفقها منذ قرابة شهر وقامت بتخفيض الأسعار.

ما هي مناطق الغوطة التي تتواجد فيها المواد بشكل أكبر؟

المناطق المستفيدة: لايوجد مناطق معينة، حيث تستفيد أغلب المناطق من البضاعة والمواد التي تدخل، ويتم تنسيق هذا الأمر بالتعاون مع المجالس المحلية أحياناً، وهناك منافسة بين الفصائل بعد تخفيض الجبهة للأسعار، حيث يتم إرسال مندوبين من الفصائل إلى كافة مدن الغوطة لعرض بضاعتهم وتسويقها.

ما هو رد فعل الأهالي من جبهة النصرة بعد تخفيض الأسعار؟

تأمل اهالي الغوطة خيراً بهذا الإنخفاض الشديد للأسعار، وتضامن الأهالي مع جبهة النصرة عندما قام فيلق الرحمن بمنع جبهة النصرة من بيع البنزين بأسعار رخيصة لأن ذلك أثر على تجارة وبيع الفيلق وأرباحه (مع العلم أن نفق الجبهة هو نفق مشترك مع الفيلق وللفيلق نفق آخر لوحده) وتجاوب الاهالي مع مبادرة الجبهة.

ما هو رد فعل التجار في المنطقة؟

أغلب التجار الموجودين في الغوطة مرتبطين بهذه الفصائل؛ فالتجار انبثقوا عن هذه الفصائل لتسويق هذه البضائع، فالتجار الذين يحسبون على الفصائل التي تبيع بأسعار فاحشة انزعجوا لأن أرباحهم نقصت.

هل كان لجيش الإسلام دور في رفع أسعار السلع في الغوطة كونه الفصيل المسيطر على الغوطة الشرقية؟ ما هو موقفه من التطورات الجارية؟

بالنسبة لجيش الإسلام لم يكن له دور رئيسي بارتفاع الأسعار حيث أن الانفاق التي فتحت هي لفجر الأمة وفيلق الرحمن، وهذه الفصائل هي التي كان لها دور في ارتفاع الأسعار، ومنذ فترة 4 أشهر حدثت مشكلة بين فجر الأمة وجيش الاسلام، حيث حاول جيش الاسلام إرغام فجر الأمة على تخفيض الأسعار وتخفيف الأرباح الفاحشة.

ما هو هدف جبهة النصرة من تخفيض الأسعار؟ وهل تهدف جبهة النصرة كسب جماهيرية الناس ودخولهم في صفوفها؟

بالنسبة لجبهة النصرة هي عندما قامت بإدخال المواد قامت ببيعها بسعر تكلفة إدخالها من برزة مع وجود أرباح بسيطة بعكس مافعل فيلق الرحمن وفجر الأمة ببيع المواد بأسعار فاحشة، وظاهر هدف جبهة النصرة من هذا الأمر هو تخفيف معاناة المحاصرين الذين بدؤوا يلعنون الثورة والثوار تعقيبا على فعل فيلق الرحمن وفجر الأمة. هذا الأمر واقع وليس فقط من الجبهة بل من كل الفصائل التي تسعى لكسب حاضنة شعبية، وهذا الأمر حصل مع جبهة النصرة لكسب الجماهير.

 8- كيف تقوم جبهة النصرة بتأمين المواد؟ وما هي المواد التي تأثرت بالتغيير؟

يتم تأمين هذه المواد من خلال النفق الذي فتح ويربط الغوطة بالقابون والنظام على علم بهذه الأنفاق, ولكنه مجبر عليها كون برزة والقابون مهادنتين ولايستطيع النظام خرق الهدنة لحساسية المنطقة وتواجدها في دمشق, وأهم المواد التي تأثرت بالإنخفاض هي المحروقات والمواد الغذائية الإساسية (رز – زيت – سكر – برغل – طحين -ملح – حمض…) ووعدت الجبهة أهالي الغوطة بتخفيض بقية الاحتياجات عندما تستطيع إدخالها.

شارك هذا المقال