5 دقائق قراءة

النظام يتقدم ضمن مناطق تنظيم الدولة شمال شرق حلب ويقف بوجه الطموحات التركية

سيطر الجيش السوري على مجموعة من القرى، شمال شرق ريف […]


سيطر الجيش السوري على مجموعة من القرى، شمال شرق ريف حلب، يوم الإثنين، ضمن هجوم شنه ضد تنظيم الدولة، مشابه لهجوم فصائل الجيش الحر الذي تدعمه تركيا في المنطقة ذاتها.

ويأتي التقدم الحالي للنظام من جهة الجنوب والجنوب الشرقي لمدينة الباب، المعقل السابق لتنظيم الدولة، على بعد 30 كم جنوب الحدود التركية، والتي سيطر عليها الثوار بدعم من تركيا الخميس الماضي، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من القتال.

ومنذ منتصف كانون الثاني، خاضت قوات النمر التابعة للجيش السوري اشتباكات باتجاه الشمال، من مناطق سيطرة النظام بالقرب من مدينة حلب إلى مشارف بلدة تادف، الواقعة على بعد 3 كم جنوب الباب، إلى أن توقف تقدمه الأسبوع الماضي.

ثم بدأت قوات النظام بالتقدم شرقا، فمنذ أواخر الأسبوع الماضي، أحرزت تقدما في مناطق سيطرة التنظيم، شمال شرق حلب.

إلى ذلك، وصلت قوات النظام إلى أطراف المناطق الخاضعة لسيطرة  قوات سوريا الديمقراطية، بقيادة الأكراد، في المنطقة، يوم الاثنين.

ومن خلال التقدم عبر أراضي تنظيم الدولة جنوب شرق الباب، وربط أراضيه بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، سيمنع النظام الثوار من التوجه جنوبا.

في السياق، واصل النظام تقدمه يوم الثلاثاء، حيث سيطر على خمس قرى في المنطقة ذاتها. ووردت أنباء عن اشتباك قوات النظام مع الثوار الذين تدعمهم تركيا، في عدة مناطق، شمال شرق ريف حلب، يوم الثلاثاء.

وقال عبد السلام نجار أبو حذيفة، القائد العام لفوج المصطفى، التابع للجيش الحر، والذي يقاتل في نفس المنطقة، لسوريا على طول، الثلاثاء إن “النظام يسعى لقطع الطريق أمام درع الفرات ومنعه من التقدم للجنوب”. كما وصف قائد آخر في المعارضة تقدم النظام بعبارات مماثلة.

بالتالي، إن أي تقدم لقوات الجيش السوري الحر، التي تقاتل ضمن معركة درع الفرات، باتجاه الجنوب، في المستقبل (وهي معركة أطلقتها تركيا، آب الماضي، لطرد تنظيم الدولة والقوات الكردية من المناطق الواقعة جنوب الحدود التركية مع سوريا) من المحتمل أن يكون نحو مدينتي الرقة والطبقة الخاضعتين لسيطرة التنظيم.

وعبرت تركيا في وقت سابق عن رغبتها في المشاركة في المعارك المستقبلية للسيطرة على الرقة، وهو ما يزيد الأمور تعقيدا، كون القوات التي تحارب تنظيم الدولة بالقرب من المدينة، تنتمي لقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها تركيا عدوا لها.

وتسيطر وحدات الحماية الكردية على قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من قبل الولايات المتحدة. وتشكل وحدات الحماية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهو حزب سياسي كردي تربطه علاقات مع حزب العمال الكردستاني، الموجود في تركيا، والذي شن هجمات داخلية في البلاد على مدى عقود.

ونتيجة لذلك، فإن قوات سوريا الديمقراطية، والتي تضم عربا وآشوريين وغيرهم، لا تزال على خلاف مع تركيا والثوار الذين تدعمهم في سوريا، ولأن القوات نادرا ما تشتبك مع النظام، حيث تواجه اتهامات من قبل قوات المعارضة بأنها تعمل مع النظام السوري.  

في سياق متصل، نشرت وكالة الأنباء الرسمية التركية “الأناضول”، مخططا بيانيا للمعلومات يوم الثلاثاء تدعي فيه أن تقدم النظام كان بدعم من تنتظيم الدولة. وجاء في المخطط البياني أن “النظام يبدأ بحماية داعش عبر منطقة عازلة”، كما تضمن أيضا ادعاءات حول تعاون “حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي” مع الأسد في منبج.

ولم يحدث التقدم الأخير تغييرات كبيرة من شأنها تعزيز الاعتقاد بأن قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد تتواطأ مع النظام السوري. وأشار نجار إلى قوات سوريا الديمقراطية على أنها وحدات الحماية الكردية، وقال أن القوات الكردية والنظام “واحد”.

ويسيطر مجلس منبج العسكري، التابع لقوات سوريا الديمقراطية، على الأراضي القريبة من مناطق سيطرة النظام، والتي تضم مدينة منبج. ويضم المجلس الذي تأسس في نيسان الماضي، خلال معركة للسيطرة على المدينة التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم، أكرادا وعربا وتركمان ومجموعات أخرى.

وقال رافي، قيادي عسكري ضمن قوات سوريا الديمقراطية في منبج، شمال شرق مدينة حلب، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، أن “التقدم الأخير لقوات النظام قطع الطريق على درع الفرات”.

وأضاف رافي “طبعاً تركيا مع درع الفرات مستميتين على التقدم تجاه الرقة ونحن لن نفتح لهم هذا المجال”.

من جانبه، لم يعلق النظام السوري بشكل مباشر على أهداف الهجوم عبر وسائل الإعلام الموالية له، بينما أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، سيطرتها على تادف، يوم الأحد، والتي قالت أنها “تعزز السيطرة على طرق المواصلات وتشكل نقطة انطلاق هامة” للعمليات ضد تنظيم الدولة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

وكون معركة الرقة، بعيدة الأجل، في الوقت الحالي، فإن احتمال وجود طريق للتجارة بين المناطق الشمالية الشرقية التي يسيطر عليها الأكراد، والمناطق التي يسيطر عليها النظام، هو أمر مهم بالنسبة للطرفين.

ومن خلال ربط مناطق سيطرته بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، شمال شرق حلب، يمكن أن يتيح تقدم النظام نقل النفط وغيره من السلع بشكل مباشر بين كليهما، حيث أن ذلك يعود بالنفع على كل من مناطق سيطرة الطرفين.

في السياق، قال سردار محمود، إعلامي حربي في قوات سوريا الديمقراطية، لسوريا على طول، الثلاثاء أن “النظام أيضاً عدونا، ولكن إذا تم فتح الطريق سيخدم هذا الأمر الناس ويسهل حركتهم”.

مقاتلو درع الفرات في مناطق سيطروا عليها مؤخراً من تنظيم الدولة. حقوق نشر الصورة لـ فرقة السلطان مراد.

وتشن قوات سورية الديمقراطية حالياً معركتها الخاصة شمال شرق حلب. وتحارب هذه القوات المتعددة الإثنيات تنظيم الدولة للسيطرة على خفسة، قرية بالقرب من نهر الفرات وموقع لمحطة ضخ المياة الرئيسية التي تمد مدينة حلب بالمياه.

واستولت قوات سورية الديمقراطية، وفق ما تواردت الأنباء على قريتين إلى أقصى الشمال من تنظيم الدولة في معركتين منفصلتين، الثلاثاء.

وتسعى القوات إلى “التوسع في المناطق التي نسيطر عليها وتحرير جميع القرى التابعة إدارياً لمدينة منبج”، وفق ما قال الإعلامي محمود. وأضاف أن الهدف الآخر هو الضغط على قوات تنظيم الدولة في الطبقة.

منبج في المرمى

قال كل من ثوار سورية ومسانديهم الأتراك إن منبج التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، والتي تبعد 40 كم شمال شرق الباب هي الهدف الثاني لمعركة درع الفرات.

وصرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، في اسطنبول أن منبج هي الهدف من العمليات، مشيراً إلى أن تركيا لا تعتزم البقاء في سورية بعد انتهاء عملية درع الفرات.

وفي يوم الإثنين، ذكرت وسائل الإعلام الحكومية التركية أن 22 ناقلة جند مدرعة وعدداً من الجنود اتجهوا إلى البلد من أجل عمليات درع الفرات، نقلاً عن مصادر عسكرية غير مسماة.   

واشتبكت وحدات الثوار التي تساندها تركيا وفق ما تواردت الأنباء مع قوات سوريا الديمقراطية على الجبهات التي تتشاركها على طول عدة كيلومترات من منبج في يوم الثلاثاء.

والذي سيحدث في معركة منبج يعتمد إلى حد ما على موقف الولايات المتحدة التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية.

و”ستستمر قوات الأميركية الخاصة بتقديم المشورة والدعم لقوات سوريا الديمقراطية بمهمتها شمال سوريا”، وفق ما قال العقيد جوزيف سكروكا، مدير الشؤون العامة للتحالف الذي تقوده أميركا، لـ أرانيوز موقع إخباري معارض، الأسبوع الماضي.

وكان هناك تقارير غير مؤكدة في يوم الثلاثاء تشير إلى انتشار القوات الأميركية على الجبهات بين مناطق درع الفرات والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية، 7 كم شمال منبج. وتم تداول صور لعربات مدرعة تحمل العلم الأميركي عبر الانترنت.

وأكد محمود سردار إعلامي حربي في قوات سورية الديمقراطية ذلك الادعاء، لسوريا على طول، الثلاثاء، قائلاً أن القوات الأميركية تمركزت بالقرب من نهر ساجور، شمال منبج “لحمايتها من تقدم قوات درع الفرات المدعوم من الاحتلال التركي”. ولم يتسن لسوريا على طول التأكد من روايته.

شارك هذا المقال