3 دقائق قراءة

النظام يحشد جنوده ويتقدم في منطقة المرج رغم الهدنة

سيطر النظام السوري على منطقة زراعية جديدة في أطراف الغوطة […]


1 مارس 2016

سيطر النظام السوري على منطقة زراعية جديدة في أطراف الغوطة الشرقية وذلك رغم الهدنة السارية، وفق ما قال قائد ثوري محلي وصحفيين لسوريا على طول، في يوم الثلاثاء.

ويبدو أن اتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة بوساطة دولية، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم السبت، قدمت للجيش العربي السوري فرصة  للسيطرة على أراض جديدة في الوقت الذي وضع الثوار به أسلحتهم، وفق ما قال قائد منضوي تحت مظلة الجيش السوري الحر.

و”تجميد الجبهات في بعض المناطق أتاح للنظام أن يحشد أكثر فأكثر على المناطق التي يريد أن يتقدم فيها، فالهدنة أتاحت له أن يبرد ما يريد تبريده من الجبهات، وأن يغدر ويفاجئ الثوار بأعداد هائلة استقدمها من تلك الجبهات الباردة”، وفق ما صرح به وائل علوان، الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن لسوريا على طول.

وفي يوم الإثنين، تقدمت قوات النظام في منطقة المرج، المؤلفة من 28 قرية وتبعد نحو 14كم شرقي مركز العاصمة دمشق. وسيطرت على المعهد الزراعي، والذي كان الثوار قد حولوه إلى قاعدة عسكرية، بالإضافة إلى منطقة الفضائية، وهي قرية فيها مركز لبث قنوات المحطات الفضائية في المرج، بحسب علوان.

ويعتبر المرج السلة الغذائية للغوطة الشرقية، وهو امتداد من الأراضي الزراعية الخصبة. وكان الثوار يسيطرون على منطقة المرج حتى أواخر عام 2015، إلى حين شن النظام حملة على المنطقة، وسيطر على قرية مرج السلطان والمطار العسكري فيها، وفق ما ذكرت الجزيرة في 12 كانون الأول.

واستمر النظام في تقدمه في المرج مع حلول السنة الجديدة، وفقا لوكالة أنباء سانا الحكومية، والتي ذكرت في 16 شباط، أن الجيش العربي السوري سيطر على “عدد من المزارع والنقاط في الغوطة الشرقية”.

وكان الثوار يأملون أن يجدوا في اتفاقية وقف إطلاق النار استراحة قصيرة على جبهة المرج، إلا أن سيطرة النظام على المناطق الزراعية الخصبة سيضغط على أهالي الغوطة، المحاصرين منذ نحو أربعة سنين،  بقسوة أكبر، وفق ما أشار مقاتل ميداني.

وقال أبو حمزة، مقاتل مع فصيل محلي معارض، لسوريا على طول، أن “تقدم النظام من جهة المرج قد يحمل معه تجويع أهالي الغوطة الشرقية”.

إلى ذلك، تتوارد الأنباء عن أن تقدم النظام في المرج، الإثنين، ليس الخرق الأول للنظام لاتفاقية وقف إطلاق النار في ضواحي الغوطة الشرقية؛ فبعد ساعات على دخول الهدنة حيز التنفيذ في يوم السبت، قصف النظام بلدة بالا، في جنوب الغوطة الشرقية بثلاثة صواريخ، وسط محاولات فاشلة لاقتحام القرية وفق ما ذكر موقع كلنا شركاء المعارض، في اليوم ذاته.

ولكن هجوم الإثنين على منطقة المرج، لفت إليه الأنظار، لأنه جاء بحملة برية مكثفة، وبعدد كبير من الجنود.

ووفقا لما قال عامر الشامي، مصور صحفي لوكالة الأنباء الفرنسية، من المرج لسوريا على طول، الثلاثاء، فإن “النظام لم يخرق الهدنة فحسب، بل تقدم بمعركة نظامية حشد لها قوات كبيرة”.

وكانت روسيا والولايات المتحدة الأميركية صاغت اتفاقية “وقف العمليات العدائية” في 11 شباط ، وأعلنت شروطها النهائية في 22 شباط ، ودخلت قيد التنفيذ في  الساعة الثانية عشرة صباحا في يوم السبت.

وألزمت الإتفاقية الأطراف الموقعة بـ”الامتناع عن السيطرة  أو محاولة السيطرة على أراضٍ من الأطراف الأخرى الموقعة للهدنة”، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمدنيين في مناطق يسيطرون عليها دونما تقييد.  

ولا تشمل البنود العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة، وجبهة النصرة أو المنظمات الإرهابية الأخرى التي تم تصنيفها من قبل مجلس الأمن.

واستثناء جبهة النصرة، والتي كثيرا ما تقرنها روسيا بفصائل ثورية أخرى، من اتفاقية وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تصريح الجيش السوري، في 24 شباط أن داريا المجاورة لا تندرج ضمن الإتفاقية، ترك أهالي الغوطة في حيرة فيما إذا كانوا تحت مظلة الإتفاقية أو لا.

وبحسب ما قال محمد الثائر، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في الغوطة الشرقية، لسوريا على طول، “لا أدري إذا كانت جبهات الغوطة الشرقية مستثناة من الهدنة أم لا، فالنظام منذ ساعات الهدنة الأولى لم يتوقف عن القصف، تناقصت حدة القصف، ثم اشتدت بعد 48 ساعة، ليسيطر على مناطق بالمرج”.

ولم يحدد محمد الثائر فيما إذا كان هناك وجود للنصرة في مناطق تقدم النظام من جهة المرج. ولكن الفصيلين الأبرز في المنطقة هما فيلق الرحمن وجيش الإسلام وقد وقعا على اتفاقية الهدنة.

وأشار علوان إلى أن “الثوار ملتزمون بالهدنة وفوضوا الدكتور رياض حجاب (رئيس لجنة المفاوضات العليا، والذي يمثل المجموعات الثورية في مؤتمر جنيفا) ولكننا نطالب كل من رعى الهدنة، أو سعى فيها، العمل على إيقاف انتهاكات النظام، وإجباره على الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها مستغلاً الهدنة”.

 

شارك هذا المقال