4 دقائق قراءة

النظام يسقط مئات البراميل على داريا والمدينة تشكو “الخذلان” في أحلك ظروفها

ألقى النظام السوري عشرات البراميل المتفجرة على مدينة داريا، يوم […]


19 يونيو 2016

ألقى النظام السوري عشرات البراميل المتفجرة على مدينة داريا، يوم الخميس، اليوم السابع على التوالي من الهجمات الجوية والبرية، على ضاحية دمشق المحاصرة، بحسب ما أفادت به التقارير، فيما دعا أحد المتحدثين باسم المعارضة في المدينة المحاصرة فصائل الثوار إلى “أن يتحركوا لنصرتنا”.

إلى ذلك، قال أيهم أبو محمد، عضو المكتب الإعلامي للواء شهداء الإسلام، لسوريا على طول يوم الخميس، إن النظام السوري وحلفائه ألقوا أكثر من 200 برميل متفجر على داريا خلال الأسبوع الماضي.

وأضاف أبو محمد “اشتدت حملة النظام في الأيام الأخيرة، حيث كانت قوات النظام تقوم بإسقاط ما لا يقل عن 60  برميل يوميا على داريا”.

وفي ظل استمرار قصف الدبابات وقذائف الهاون، تتصدى فصائل ثوار داريا من لواء شهداء الإسلام وأجناد الشام، لتقدم قوات النظام وحلفائه من أجل السيطرة على المدينة.

وقال تمام عبد الرحيم، الناطق باسم لواء شهداء الإسلام، “نحن نكافح النظام بكل ما أوتينا وما مكننا الله”.

وتابع “أوجه رسالة لكل قادة الفصائل، إن لم تتحركوا بهكذا أوقات فمتى ستتحركون؟”.

وكانت داريا أحد الضواحي الهادئة التي تقع جنوب غرب العاصمة دمشق، وكان يسكنها 170 ألف نسمة قبل الحرب. واليوم بقى 8300 شخص في المدينة، التي تعتبر من أكثر المدن السورية التي تعرضت للقصف.

سقوط برميل متفجر على مدينة داريا، يوم الاثنين. حقوق نشر الصورة للمجلس المحلي داريا.

ومنعت قوات النظام، في 12 أيار، دخول قافلة مساعدات دولية، والتي كانت ستشكل أول مساعدات تصل إلى مدينة داريا منذ أن طوق النظام المدينة عام 2012. وعندما تجمع أهالي المدينة لاستقبال اللقاحات واللوازم المدرسية المزعومة، قصفت قوات النظام المنطقة، مما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين.

ولم يتضح على الفور سبب قصف النظام لداريا، حيث أن المدينة، ظاهريا، مشمولة باتفاقية وقف الأعمال القتالية، التي تمت بوساطة أمريكية روسية، في شهر شباط، في حين سقط حوالي  12 برميلا على المدينة، يوم الخميس، بالإضافة إلى صاروخي أرض أرض.

ومنذ وصول المساعدات الغذائية في الأول من حزيران، وبدء الاقتتال من جديد، دارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام على جبهتين، في غرب وجنوب داريا.

وقال عبد الرحيم، المتحدث باسم الثوار “إن ظروف المعيشة في داريا أكثر من سيئة في الوقت الراهن”، مضيفا أن العائلات “تضطر مرة أخرى للنزول إلى الملاجئ والأقبية لتجنب براميل النظام”.

الفجر في داريا. تصوير: المجلس المحلي في داريا

وذكرت صحيفة الوطن، الموالية للنظام، يوم الخميس، أن قوات النظام أحرزت تقدما كبير في داريا، حيث “سيطرت على 42 وحدة مدنية”، بالإضافة إلى قتل القائد الميداني البارز في لواء شهداء الإسلام أسامة أبو زيد.

وفي الوقت نفسه، يقول عبد الرحيم، لسوريا على طول، أن الخسائر كانت إلى حد كبير غير متساوية، بين الجانبين.

وأضاف “خلال هذه الحملة الأخيرة، خسر النظام وقواته الحليفة 12 مركبة عسكرية، بما فيها الدبابات، وعربات الشيلكا وأكثر من 10 رجال”.

“ضغوطات قوية من أجل الاستسلام”

في الأول من حزيران، دخلت قافلة المساعدات الأولى إلى داريا، وكانت تحوي مساعدات طبية فقط.

ووصلت أول شاحنة من المساعدات الغذائية إلى المدينة، في التاسع من حزيران، وكانت تحوي مساعدات تكفي “فقط لتوفير الغذاء لمدة شهر واحد، ولثلث سكان المدينة” حسب ماورد على الصفحة الرسمية للمجلس المحلي على الفيسبوك، في 15 حزيران.

ويوم الثلاثاء الماضي، بعد أربعة أيام من وصول شحنة المواد الغذائية، تمكن المجلس المحلي في  داريا من توزيع المساعدات بنجاح.

 وكتب المجلس المحلي في داريا على الفيسبوك “وكان السبب الوحيد للتأخير، هو القصف المتواصل الذي تعرضت له المدينة، حيث أن نظام الأسد استهدف المدينة بالبراميل والقذائف التي سقطت بشكل عشوائي، طوال الليل والنهار”.

وحرص المجلس المحلي على توزيع المساعدات دون إحداث تجمع للأهالي، بسبب كثافة البراميل والقذائف التي تتعرض لها داريا، وخوفاً من استهداف النظام للأهالي، فأي تجمع للأهالي “مصدر خطر كبير على حياتهم وسلامتهم”، وفق ما قال أبو محمد.

وتصنف داريا بأنها ضمن “مستوى الحصار 1” وفقاً لمرصد مراقبة الحصار المستقل. ويمثل المستوى الأول “أعلى مستوى في الحصار (…) حيث بالكاد تستطيع الأمم المتحدة التفاوض بشأن المساعدات الغذائية، هذا إن كان بمقدورها أصلاً”، والسكان معرضون بشدة لخطر سوء التغذية والجفاف والحرمان من العناية الطبية، وفقا لموقع مراقبة الحصار.

وخلال ثلاث سنوات من الدم استعصت داريا فيها على النظام وحالت أمام تقدمه، أسقط النظام أكثر من 6800 برميل متفجر على المدينة، والتي تمتلك موقعاً استراتيجيا بقربها من مطار مزة العسكري، دون أن يتمكن من استعادة السيطرة عليها.

وقال أيهم أبو محمد “يقوم النظام بحرق الأراضي الزراعية لإطباق الحصار على المدينة، وهناك خطة من قبل النظام السوري لإجبار المدنيين على التنازل والإستسلام والضغط على القوى العاملة داخل المدينة لتسليمها”، مشيراً إلى الفيديو الذي نشره المجلس المحلي لمدينة داريا في الأول من حزيران، والذي يظهر احتراق محاصيل القمح إثر استهدافها، وكتب في مقدمته في حين ينتظر أهالي داريا المحاصرين بفارغ الصبر المساعدات الطبية التي طال انتظارها، تحرق قوات الأسد المحاصيل الزراعية بالصواريخ والقذائف المتفجرة. ولم يتسن لسوريا على طول التأكد من صحة إدعاء المجلس.

وفي قلب داريا يفتقد الأهالي منذ ثلاث سنوات للكهرباء وللمياه الصالحة للشرب.

“وضع القطاع الطبي في داريا كارثي، ومات عدد من المدنيين لعدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الطبية”، حسبما ذكر مركز مراقبة الحصار (سيج وتش) في تقريره الفصلي الثاني لعام 2016، والذي نشر في الأسبوع الماضي.

وناشد الناطق باسم لواء شهداء الإسلام الثوار أن يهبوا لإغاثة داريا كونها تمثل “روح الثورة” بما أنها من أوائل من ثار بوجه نظام الأسد، “لم يتحرك أحد لنصرة داريا، هذا عار للثورة أن تترك داريا وحيدة تحت ضربات النظام، سيذكر التاريخ حجم الخذلان الذي عانته داريا في أحلك ظروفها”.

 

شارك هذا المقال