3 دقائق قراءة

النظام يسيطر على كتيبة الإشارة في الغوطة الشرقية وأهالي دوما يتخوفون من مصير مماثل لداريا

تمكن جيش النظام وحلفاؤه من السيطرة على قاعدة عسكرية استراتيجية، […]


29 سبتمبر 2016

تمكن جيش النظام وحلفاؤه من السيطرة على قاعدة عسكرية استراتيجية، في الغوطة الشرقية، في ريف دمشق، يوم الاثنين، في أحدث تقدم له ضمن حملة يشنها ببطء نحو مدينة دوما، معقل المقاومة العسكرية للمعارضة، بالقرب من العاصمة.

وبالاستيلاء على قاعدة كتيبة الإشارة العسكرية، فتح النظام والقوات الحليفة له، جبهة شرقية لقصف دوما، التي تبعد أقل من ثلاثة كيلومترات إلى الغرب من الخطوط الأمامية الجديدة للنظام.

وأكدت وسائل الإعلام السورية الرسمية، السيطرة على “المقرات الإرهابية” في الغوطة الشرقية، يوم الاثنين، واعترف جيش الإسلام بانسحابه من كتيبة الإشارة، في بيان له صدر في اليوم ذاته.

وتعرضت مدينة دوما، التي تعد موطنا لما يقارب نصف مليون نسمة قبل الحرب، منذ شهر أيار، لقصف مدفعي شبه يومي من الشمال، إضافة إلى تدهور الوضع الإنساني، ونقص الإمدادات الطبية الأساسية.

مقاتلو جيش الاسلام يواجهون قوات النظام في الغوطة الشرقية، يوم الاثنين. تصوير: جيش الإسلام.

وأثار التقدم الذي أحرزه النظام، يوم الاثنين المخاوف بين سكان دوما، بأنه سوف يبدأ بقصف المدينة من الشرق أيضا.

وقال محمد، مدني من دوما، لسوريا على طول، الأربعاء، “هناك حالة خوف لدى المدنيين بعد سيطرة النظام على كتيبة الإشارة، ويتخوف الأهالي من زيادة وتيرة قصف المنطقة حيث أصبحت تحت مرمى نيران مدفعية النظام”.

وشنت قوات النظام، منذ 29 حزيران، 117 محاولة على مدى أكثر من 58 يوما، للسيطرة على القاعدة العسكرية، حسب ما أفاد جيش الإسلام في بيان يوم الاثنين. وأطلقت “عصابات الأسد”، أكثر من 5 آلاف قذيفة هاون  و390 ضربة جوية، قبل التمكن من السيطرة أخيرا على القاعدة.  

وبينما يواصل النظام تقدمه ببطء في الغوطة الشرقية المحاصرة، الممتدة على نحو 100 كيلومتر مربع، وتعد معقلا للثوار بالقرب من العاصمة دمشق، فإن الاستيلاء على كتيبة الإشارة، لا يوفر للنظام منطقة استراتيجية ومرتفعة فحسب إنما أيضا نقطة انطلاق لحملته على دوما.

وقال فراس العبد الله، ناشط إعلامي من مدينة دوما، لسوريا على طول، يوم الأربعاء، أن  الاستيلاء على القاعدة “ليس بالأمر الهين”، مضيفا “سعى النظام وقاتل بشراسة للحصول على كتيبة الإشارة، نظراً لموقعها الاستيراتيجي، وتكمن أهمية الموقع أنه يمكن قوات النظام من التمترس بالكتيبة، لكشف منطقة واسعة في محيط دوما والريحان والشيفونية”.

في السياق، قالت ثلاثة مصادر مدنية وعسكرية، لسوريا على طول، أنه من المرجح أن يقوم النظام بتوحيد المناطق التي سيطر عليها قبل التقدم نحو دوما؛ ففي الغرب تقع مدن الريحان والشيفونية، وإلى الشمال الشرقي، تل كردي وتل صوان وهي الآن على بعد كيلومتر واحد فقط من الحصار الكامل.

كتيبة الإشارة تقع على بعد 3 كم شرق دوما. تصوير: المصدر.

وتؤكد مصادر عسكرية في المعارضة، أن السكان المحليين أخلوا تل الكردي وتل صوان قبل شهرين، متجهين نحو مدن وبلدات الغوطة الشرقية بما فيها دوما.

وقال العبد الله “هناك تخوف لدى سكان الغوطة الشرقية كلما سيطر النظام على قرى ومناطق جديدة، سواء للتمترس بها أو أراض زراعية يسعى لاقتسامها من الغوطة، وحول دوما تحديداً وذلك لزيادة الحصار على السكان”.

وسجل نظام الأسد نصرا سياسيا كبيرا، في أواخر الشهر الماضي، عندما استسلمت داريا، بعد سنوات من الحصار، ويخشى سكان دوما من ملاقاة المصير ذاته.

وبينما يستمر الحصار حول المدينة بالتضييق عليها، يتخوف “بعض الأهالي من تكرار سيناريو داريا في مدينة دوما والقرى المحيطة بها بالغوطة الشرقية”، وفقا لما ذكره العبد الله، لسوريا على طول.

ونجح النظام والقوات الحليفة له، في السيطرة على أجزاء من الغوطة الشرقية، من خلال استغلال الانقسامات العنيفة والعميقة، بين الفصائل الثورية المسيطرة في المنطقة.

حيث اقتسم النظام معظم المناطق الزراعية، جنوب الغوطة الشرقية، في أيار، بسرعة خاطفة، بعد أسابيع من الاقتتال بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن، مما سهل تقدم النظام السريع، ومنع وصول تعزيزات الثوار إلى الجبهات مع النظام.

وبدأ جيش الإسلام والفصائل الإسلامية المتنافسة، فيلق الرحمن وجيش الفسطاط، المكونة من جبهة النصرة (المعروفة حاليا بجبهة فتح الشام) وفجر الأمة، تتقاتل علنا ​​من أجل الهيمنة في عدة بلدات في أنحاء الغوطة الشرقية المحاصرة، في 28 نيسان. وجاء الاقتتال الداخلي إثر شهور من المناوشات، ومحاولات الاغتيال، والاعتقالات.

إلى ذلك، قال حمزة بيرقدار، الناطق باسم هيئة أركان جيش الإسلام، لسوريا على طول لسوريا على طول، يوم الأربعاء، إن العمل المشترك بين جيش الإسلام والفصائل الأخرى توقف منذ الاقتتال الذي حصل في نيسان عام 2016.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال