5 دقائق قراءة

النظام يسيطر على منطقتين قرب “الكاستيلو” ويضيق الخناق على أهالي شرق حلب

خسر الثوار منطقتين استراتيجيتين، على طول الطريق الأخيرة المؤدية إلى […]


خسر الثوار منطقتين استراتيجيتين، على طول الطريق الأخيرة المؤدية إلى مناطق سيطرة الثوار، في شرق حلب. وبذلك أطبق النظام حصاره على أكثر المناطق اكتظاظا، وفقا لما قاله سكان محليون، يوم الخميس، حيث باتوا يخشون “الأسوأ”.

وعززت قوات النظام سيطرتها على طريق الكاستيلو، من خلال إخراج مقاتلي المعارضة من منطقة بني زيد، والتي تقع بجانب الطريق، والتي كانت حتى الأربعاء جزءا من المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، شرق حلب.

وفي يوم الأربعاء، ساهم هجوم متزامن للـYPG على منطقة أخرى، يسيطر عليها الثوار، ومجاورة لبني زيد، بقدرة النظام على اختراق صفوف المعارضة.

وقال أبو تيم الحلبي، صحفي مواطن في حلب، لسوريا على طول، يوم الخميس، “لم تسقط بني زيد بين عشية وضحاها، حاول النظام السيطرة على هذه المنطقة، مالا يقل عن عشرين مرة، ولكن دون جدوى، بينما ساهم الدعم الجوي الروسي، وتقدم الـYPG بالوصول إلى هذه النتيجة”.

وفي حين شنت قوات الـYPG وقوات النظام السوري، هجوما، في اليوم نفسه، على اثنتين من المناطق المجاورة، التي يسيطر عليها الثوار، فإنه لم يتضح على الفور إلى أي مدى، كان هناك تنسيق بين الطرفين في الحملة.

إلى ذلك، تمكنت قوات النظام، يوم الثلاثاء، من السيطرة فعليا على قسم من الطريق، مما سهل حركة المواد الغذائية والأدوية والإمدادات الأخرى، إلى ما يقرب 300 ألف مواطن، شرق مدينة حلب.

وفي الثامن من تموز سيطرت قوات النظام، مدعومة بالميليشيات الإيرانية والغطاء الجوي الروسي، على عدة مواقع تطل على طريق الكاستيلو، حيث استهدفت الطريق “بمعدل 150 غارة يوميا، بما في ذلك الضربات الجوية والبراميل المتفجرة  والقذائف المدفعية، وأصبح من الصعب الوصول إلى الطريق”، وفقا لما قالته متطوعة في الدفاع المدني، في شرق حلب، لسوريا على طول، في وقت سابق، هذا الشهر.

الثوار يطلقون قذائف الهاون بالقرب من طريق الكاستيلو، في وقت سابق من هذا الشهر. تصوير: عمار الحلبي.

في السياق، قال عمار الحلبي،  مراسل مرافق لألوية الثوار، وشهد معركة طريق الكاستيلو، لسوريا على طول، يوم الأربعاء، “سيطرة قوات النظام على الكاستيلو هي مأساة لأهالي مدينة حلب. لم يعد هناك أي مكان لنقل الجرحى خارج حلب أو لإحضار أي شيء للمدينة”.

وأضاف “هذه المأساة انعكست على أهل حلب، وأهلنا وأقاربنا بشكل كامل، على جميع النواحي، المعيشية والطبية والاغاثية”.

وقال ميلاد شهابي، صحفي مواطن، في شرق حلب، لسوريا على طول، يوم الخميس، أن أهالي بني زيد فروا منذ فترة طويلة، بعد محاولات الأكراد المتكررة للسيطرة على المدينة.

وأضاف “لم يكن هناك أي أحد داخل بني زيد باستثناء عدد قليل من الثوار”.

وبينما انسحب مقاتلو المعارضة من بني زيد قبل هجوم النظام، لتجنب وقوع خسائر فادحة، فإن تنازلهم عن الأراضي، يضعف احتمالية إعادة فتح طريق الكاستيلو، من قبل الثوار.

وقال الحلبي “بات الان طريق الكاستلو مدمر بشكل كامل نتيجة الغارات الجوية المكثفة والقصف المدفعي العنيف، حيث لايوجد متر واحد إلا وبه قذيفة أو صاروخ، وغير صالح لمرور السيارات أو الناس”.

“جهودهم في الدعاية التي يقومون بها مثيرة للضحك”

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنه في حالة الحصار الشامل على مدينة حلب، التي يسيطر عليها الثوار، فإن الأمم المتحدة وشركائها في المنطقة “لديها إمدادات غذائية كافية لـ145 ألف مدني لمدة شهر واحد”، من إجمالي سكان المدينة.

ويوم الخميس، قام النظام السوري بحملة إسقاط منشورات في شرق حلب، مدعيا وجود ممرات آمنة للخروج من 62 منطقة محاصرة، وهي خطوة وصفها السكان المحليون بأنها محاولة لـ”خداع المجتمع الدولي”.

وأسقطت طائرات هليكوبتر، منشورات على شرق حلب، بعد يوم نفذت فيه 7 غارات جوية على الأقل، وذلك للإعلان عن أربعة “ممرات آمنة” لمن يود المغادرة من أهالي المدينة، ثلاثة منها تؤدي إلى الجزء الخاضع لسيطرة النظام في مركز المدينة، وواحد باتجاه الريف الجنوبي الذي يسيطر عليه النظام.

وقالت عدة مصادر على الأرض، لسوريا على طول، أنه لا يوجد ممر من هذه الممرات الأربعة المطروحة، مفتوحة في الواقع.

كيس سكر بحجم الإصبع، وكيس شاي واحد، وعلبة مربى صغيرة، جزء من  المساعدات التي أسقطت شرق حلب. تصوير: NorthernStork.

وقال ميلاد شهابي، صحفي مقيم في شرق حلب، لسوريا على طول،  يوم الخميس، “إنها حيلة دعائية، وبصراحة، فإن جهودهم في الدعاية مثيرة للضحك”، مضيفا “تلك المعابر الحدودية لا وجود لها”.

و”بغض النظر عن عشرات الغارات الجوية والتفجيرات المستمرة التي نواجهها، لن نترك مدينتنا”، وفقا لماقاله مراد الحلبي، أحد سكان حي صلاح الدين، في حلب، لموقع الصوت السوري، وهو موقع تابع لسوريا على طول.

من جهته، قدم بشار الجعفري، مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، رسالة إلى مجلس الأمن يوم الثلاثاء، يشير  فيها إلى أن النظام “مهتم بسلامة وأمن أهالي حلب”.

وأضاف أن “الحكومة السورية تؤكد للمدنيين في تلك المناطق، حرصها على تزويدهم باحتياجات معيشتهم”.

وأسقطت المروحيات السورية والروسية، مع المناشير، الف طرد مساعدات، على أحياء مدينة حلب الشرقية.

وقال مراد الحلبي “سقط طرد المساعدات على سطح منزلي، كان صغيرا جدا، يحوي كيسا بلاستيكيا يزن 200 غرام مع علبة صغيرة من المربى، فرشاة أسنان، حفاضة واحدة، معلبة واحدة، كيس واحد من الشاي، وكيس صغير من السكر”.

ووصف عدد من سكان حلب، في مقابلات عدة مع سوريا على طول والصوت السوري،  إيصال المواد الغذائية، والوعود بوجود ممرات آمنة بأنها “مثيرة للضحك”.

وحسب ما قاله مراد الحلبي، المقيم في شرق حلب، فإن “نظام الأسد وروسيا يسخرون من الناس، ويبحثون عن مواد دعائية، على أمل أن يتغاضى المجتمع الدولي عن التدمير والقتل الذي يقومون به”.

وقال، وسيم الخطيب، مواطن آخر في حي صلاح الدين، للصوت السوري، أن بعض السكان أحرقوا حزم المساعدات خوفا من أن يتسمموا.

“هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين استخدموا قنابل الفسفور والأسلحة الكيميائية، في سوريا، وتجاهلوا وجود الأطفال والمدنيين العزل ضمن مناطق المواجهة”.

وقال محمد المحمد، ناشط في مجال حقوق الإنسان، شرق حلب، للصوت السوري، أن الجهود الروسية وجهود النظام في التقليل من شأن الحصار على شرق حلب تمثل “محاولة لصرف نظر المجتمع الدولي عما يجري، وخداعه (…) وهذا ينذر بأن الأسوأ لم يأت بعد”.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال