3 دقائق قراءة

النظام يقصف دار الأيتام الوحيدة في حلب.. وحالة الأطفال “صعبة للغاية”

اعتاد أسمر الحلبي على القنابل؛ فمدير دار الأيتام الوحيدة في […]


8 نوفمبر 2016

اعتاد أسمر الحلبي على القنابل؛ فمدير دار الأيتام الوحيدة في شرق حلب المحاصرة، المميزون، يقول لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير “بعد خمس سنوات من القصف، تعودنا عليها”.

ولكن يوم الأحد كان الوضع مختلفا.

كان الحلبي متواجد في دار الأيتام، يوم الأحد، عندما ضربت قذيفة من قوات النظام المبنى. ويقول “سمعت صراخ وبكاء الأطفال. هرعت إلى الطابق الموجودين فيه وكانوا مرعوبين من القصف ويصرخون”.

وبعد الهجوم، يقول الحلبي أنه وجد الأيتام البالغ عددهم 150 طفلا، تتراوح أعمارهم بين ثلاث إلى خمسة عشر عاما، في حالة صدمة. ويوضح أن “أحدهم كان يجلس في زاوية الغرفة وأخر من شدة خوفه تبول لا إراديا، وأخر كان يرتجف من الخوف”.

وتم نقل طفلين، إلى مستشفى قريب، حيث أصيبا بشظايا الانفجار، فيما أتلف القصف الإمدادات الغذائية لدار الأيتام. “نحن قلقون من عدم قدرتنا على إصلاح كل شيء” حسب مايقوله الحلبي

الذي يقوم بعزل الأطفال، بإقامة ملاجئ تحت الأرض لضمان سلامتهم من القصف.

لحظات بعد قصف الأحد. حقوق نشر الصورة لـ Asmar Alhalaby.

ويأتي قصف يوم الأحد، رغم وعود روسيا باستمرار “الهدنة الإنسانية” في أحياء شرقي حلب التي يطوقها النظام، معرقلة بذلك هجوم الثوار في فك الحصار.

وللحصار والغارات الجوية والمعارك في أكبر المدن السورية أثر كارثي على الأطفال فيها. وسجلت منظمة أطباء بلا حدود  مقتل  114 وإصابة 321 منذ أيلول 2015، حين شنت قوات النظام والقوات الروسية هجوماً للسيطرة على أحياء شرقي حلب الخاضعة لسيطرة الثوار.

أين كان الأطفال أثناء القصف؟

حين استهدفت الدار لأول مرة بتارخ 31-10-2016 تم نقل الأطفال إلى ناد تحت الأرض، موجود في نفس مبنى دار الأيتام، ولكن لسوء الحظ يوم أمس أثناء القصف كان الأطفال موجودين بالدار وشهدوا القصف للأسف.

هل لك أن تصف ما الذي حدث؟

عندما نزلت القذائف على الدار والأطفال فيها، كنت في ذلك الحين في مكتبي الموجود بالطابق الثاني لمبنى الدار. سمعت صراخ وبكاء الأطفال وهرعت إلى الطابق الذين هم فيه وكانوا مرعوبين من القصف ويصرخون.

كان أحدهم يجلس في زاوية الغرفة، وأخر تبول لا إرادياً، وأخر يرتجف من الخوف.

ما هي نسبة الدمار في الدار وهل هناك إمكانية لإعادة ترميمها؟

حجم الدمار في المكاتب كان في مكان تخزين الطعام، التي خصصناها كوننا نعاني من حصار وقلة بالمواد الغذائية الأساسية، وتم إتلاف جميع المواد بسبب القصف، ونسبة الأضرار المادية 50%، وتم إصابة سيارة خدمة الأطفال بشكل مباشر ولا إمكانية لإصلاحها.

 وأنا الأن مع موظف لوجستي لتقييم حجم الأضرار الممكن ترميمها، ولن يكون هناك ترميم كامل للدار لخوفنا أنا نتعرض للقصف مرة أخرى.

ما هو عدد المصابين من الأطفال وماهي إصابتهم؟

عدد المصابين طفلين، أصيبا بشظايا نتيجة القصف، حالتهما ليست جيدة الآن، تم إسعافهما فوراً إلى أقرب مشفى، وحتى إذا تعافيا من إصابتهما، ستكون حالتهما النفسية في الأيام القادمة صعبة للغاية بسبب خوفهما من الإصابة مرة ثانية.

ما مدى تأثير الحصار والحرب على الاطفال بشكل عام؟

الأطفال مروا قبل الحرب بثقل شعور فقدانهم أحد والديهم، ولكن بعد الحرب زاد العبء عليهم فهم يعانون من فقدان والديهم والحصار والقصف في آن واحد، وهم بحاجة إلى الغذاء والأمان، وهذا صعب أن يجدوه في سوريا، وباتت الطائرة تشكل لهم الخوف والرعب عند سماعهم صوتها.

كم عدد المربيات في الدار؟ وكيف تصرفن مع الأطفال أثناء القصف؟

نحن لدينا 15 مربية، أوقات دوامهن تكون على شكل دوري خلال 24 ساعة.

لدينا خطة عمل يومية، بما إن حلب تقصف بشكل يومي وضعنا خطة إذا حدث قصف سواء جوي أو بالبراميل، سواء كان قريباً أو استهدف الدار، فإن أول خطوة هي إنزال الأطفال إلى الأقبية، والخطوة الأهم هو أن تبدو المربية غير مبالية بالقصف ولا تظهر للأطفال خوفها وأن تبتسم في وجوه الأطفال، وأن تكمل معهم يومها بشكل طبيعي، وأن تقوم بنشاطها اليومي معهم كالطبخ واللعب، وأن تنسيهم مايجري خارج باب الدار.

برايك كمشرف على الدار الوحيدة للأيتام، هل تعتبر الدار أمنة للأطفال؟

الاطفال فقدوا كل شي فقدوا الحنان، بفقدان ذويهم سواء بموتهم بالقصف أو اعتقالهم أو فقدانهم بشكل نهائي، وكان نصيبهم أن تكون حياتهم داخل هذه الدار أفضل من أن يبقوا في الشارع.

المسؤولية في الدرجة الأولى، تقع على عاتقي فأنا أعمل 12 ساعة في الدار، وأكون بكل الوقت متخوف من قصف الدار، وأهم شيء لدي هو الأطفال بالدرجة الأولى.

 وأنا الأن أقوم بعزل الأطفال، بإقامة ملاجئ تحت الأرض لضمان سلامتهم من القصف.

شارك هذا المقال