3 دقائق قراءة

النظام يواصل قصف مضايا وأبواب المدارس تغلق حتى إشعار آخر

تظهر حواجز التفتيش البعيدة أمام أبو محمد أثناء توجهه إلى […]


22 يناير 2017

تظهر حواجز التفتيش البعيدة أمام أبو محمد أثناء توجهه إلى مدرسته.

أبو محمد يعمل مديرا لإحدى المدارس الابتدائية في مضايا المحاصرة، في ريف دمشق، من قبل قوات النظام ومقاتلي حزب الله، منذ حزيران 2015.

وفي يوم الاثنين، أعلن الإداريون أن مدارس مضايا الأربعة ستغلق حتى إشعار آخر، بسبب القصف وقذائف المدفعية القادمة من محيط البلدة.

ونتيجة لذلك، يجلس الآن ما يقارب 4600 طفل في سن الدراسة في منازلهم، وفقا لما قاله أبو محمد لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير.

وقال مدير المدرسة أن “الإدارة تخاف على حياة الطلاب (…) وأهالي الطلاب يخشون من أن يصاب أبناءهم وهم في طريقهم إلى المدرسة”.

مدرسة في مضايا تغلق أبوابها. تصوير: شبكة شام.

وفي 25 كانون الأول، ضربت صواريخ النظام مدرسة ابتدائية في مضايا، التي تبعد 50 كم  شمال غرب دمشق، مما تسبب في ضرر جزئي للمبنى، وفقا لما أوردته الشبكة السورية لحقوق الإنسان في ذلك الوقت.

وذكر الدفاع المدني لريف دمشق أن قوات النظام وقوات حزب الله ضربت مضايا بأكثر من 10 قذائف هاون، يوم الأربعاء.

هل بإمكانك أن تحدثنا عن الأسباب الكامنة وراء قرار إغلاق المدارس مؤخرا في مضايا؟ وما علاقة سلامة الطلاب بذلك؟

تم إيقاف المدارس أربع مرات في مضايا منذ بداية العام الدراسي، وأكثر من مرة تم استهداف المدارس في البلدة وخاصة الإعدادية والثانوية، بالرشاشات الثقيلة وأدى ذلك لأضرار مادية.

وفي العام الماضي تم استهداف المدرسة بقذائف الهاون وأدى ذلك لإصابة 4 طلاب تم إسعافهم لدمشق.

(إن عمليات الإخلاء الطبي من مضايا والزبداني المجاورة لها نادرة، لأنه يجب أن يقابلها إخلاء طبي مماثل من بلدتي كفريا والفوعة التابعتين للنظام والمحاصرتين في إدلب، كما هو منصوص عليه في “اتفاق البلدات الأربعة“. واستمر قصف البلدات الأربعة من قبل الثوار والنظام على مدى الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من أن الاتفاق لا يزال ساريا).

وننوه أن الطريق المؤدي إلى المدارس مكشوف لأكثر من نقطة عسكرية محيطة بالبلدة.

وأهالي الطلاب يخشون من أن يصاب أبناءهم وهم في طريقهم إلى المدرسة، مع معرفتهم بانعدام الرعاية الطبية في حال أصيب أي طفل.

قذائف الهاون ضربت مضايا، يوم الأربعاء. تصوير: الدفاع المدني في ريف دمشق.

كونك مدير مدرسة في بلدة محاصرة منذ عام 2015. ما هو أكثر ما يثير القلق لديكم بالنسبة لأطفال المدارس في مضايا؟

أكثر التخوفات هو انتشار الجهل بين الطلاب وانتشار الأمية في ظل التطور الكبير الحاصل في العالم.

وهناك أكثر من عائق أمام الطلاب، إضافة لإيقاف الدوام، كغياب المواد الأساسية، وعدم وجود كتب منهاج. حيث أن 70 % من الطلاب ليس معهم كتب، وهناك  تخوف كبير إذا بقيت المدارس مغلقة، سيضيع عام دراسي كامل على الطلاب.

وقبل 3 أسابيع ارتفعت نسبة الغياب عن المدرسة بسبب البرد، لأن المدرسة لا يوجد فيها مواد للتدفئة، حيث كان البرد شديدا. وهناك تغيب بسبب الأمراض.

(في أيلول، توقف ما يقارب نصف الطلاب في مضايا عن الذهاب إلى المدارس بسبب المخاوف من تفشي مرض التهاب السحايا في المدينة).

كما أن حال أطفال مضايا خاصة يختلف عن حال باقي أطفال سوريا، فالحصار والبرد والأمراض والقصف اجتمعوا  ضد الطالب في مضايا.

كيف يمكن أن يؤثر قرار إغلاق المدارس على 4600 طالب تم تأجيل تعليمهم حتى إشعار آخر؟

إما التعليم أو البقاء حيا، هذا هو الخيار أمام الطلاب وأهاليهم.

ومصيرهم للأسف هو أن يتوقفوا عن الدراسة، حفاظاً على سلامتهم مع خسرانهم لسنة دراسية كاملة.

الوضع سيئ مبدئيا مع وجود طلاب يحتاجون للتعليم، خاصة أصحاب الشهادات الإعدادية والثانوية وأغلبهم يعانون الأمرين بسبب غياب القرطاسية والكتب (من أجل الدراسة من منازلهم).

ما هي البدائل المتاحة أمام الطلاب؟ وما هي التدابير التي يمكن اتخاذها لاستئناف الدوام المدرسي في ظل هذه الظروف؟

لا يوجد في هذه الفترة أية إجراءات بديلة سوى إيقاف الدوام بشكل مؤقت، ريثما تهدأ الأحوال خاصة مع استمرار استهداف البلدة بالقذائف وذلك بسبب تخوف الإدارة على حياة الطلاب.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال