3 دقائق قراءة

النيران تلتهم أحد أقدم الأسواق التراثية في قلب دمشق

يعد سوق العصرونية، والذي يقع بجانب سوق الحميدية، في دمشق، […]


26 أبريل 2016

يعد سوق العصرونية، والذي يقع بجانب سوق الحميدية، في دمشق، وخلف الجامع الأموي، واحدا من أفرع سوق الحميدية، الأصغر حجما، والذي يقصده السياح والسوريون. حيث يذهب السوريون لشراء المدافئ الجديدة (الصوبية)، وأنابيب المدافئ، أو غيرها من المستلزمات المنزلية الأكبر حجما.

وتعرض السوق يوم السبت الماضي إلى حريق ضخم التهم العديد من المحلات التجارية القديمة، فما بدا على أنه تماس كهربائي، ازداد بشكل كبير، حيث اندلعت النيران لمدة ساعتين، ودمرت عشرات المحال التجارية، التي تعود في قدمها لـ100 عام، إلى حين تمكن رجال الإطفاء، مجهزين بـ75 سيارة إطفاء، من إخماد الحريق.

وكان أحد هذه المحلات التي التهمتها النيران، هو متجر أدوات منزلية، لصاحبه محمد الميداني، والذي ورثه عن والده.

وخلف الحريق في متجر الميداني أضرار وخسارة تقدر بـ20 ألف دولار، وليس لديه تأمين، حيث أكد الميداني، لمراسلي سوريا على طول، محمد عبد الستار إبراهيم، وماهر الحمدان، أنه من المرجح أن يعيد بنائه، قائلا “أفكر في إعادة ترميمه، كونه باب رزقي الوحيد، ومهنتي التي ورثتها عن أبي”.

هل بإمكانك أن تخبرنا كيف حصل الحريق، وما الذي حدث أثناء ذلك؟ وهل كان هناك جهات تحاول إخماده؟

استمر الحريق لأكثر من ساعتين حيث التهم الحريق عشرات المحال التجارية القديمة، والتي تتجاوز اعمارها الـ 100 عام، وهنالك محالات يزيد عمرها عن ذلك، وأكثر، حيث كان هنالك دمار بشكل جزئي في السوق الأثري، وحاول الدفاع المدني اطفاءه بعد وصوله. لكنه وصل في وقت متأخر، أي بعد إن فات الآوان، وكما علمت من باقي التجار، فإن عناصر الدفاع المدني قالوا أن تماسا كهربائيا تسبب في الحريق، وكون البضائع في المحال شديدة الأحتراق، امتدد الحريق والتهم السوق.

 

استخدم رجال الاطفاء أكثر من 75 سيارة إطفاء لإخماد الحريق. تصوير: يوميات قذيفة هاون في دمشق.

 

ماهي الأضرار التي حصلت في محلك؟ وهل تنوي إعادة ترميمه أم عرضه للبيع؟ وماهو نوع تجارتك؟

محلي هو متوسط، ويتواجد به أجهزة منزلية وكهربائية، ويضم العديد من العمال. لقد احترق المحل مع البضاعة كاملةً، وتتجاوز الخسائر أربعة ملايين ليرة سورية، وحالياً افكر في إعادة ترميمه كونه باب رزقي الوحيد، ومهنتي التي ورثتها عن أبي علماً أن محلي يتجاوز عمره الـ 100 عام.

بالتأكيد لن أقوم ببيعه، وحتى إذا تركته دون ترميم، لن أبيعه كونه من والدي، وأقوم حالياً بالتواصل مع الشركات التي كنتُ أتواصل معهم، حتى يزودوني ببضائع جديدة للمحل.

هل ستقوم الجهات الحكومية بتعويض خسائركم؟ وهل هناك شركات تأمين قد تساهم في جزء من التعويض؟

بالنسبة إلى التعويضات فلم يخبرنا أحد بذلك، ولا أعتقد أن الجهات الحكومية ستقوم بتعويض خسائرنا، نتيجة تقصيرها في إطفاء الحريق، ووصولهم متأخرين، حيث كان من الممكن أن تكون الخسائر أقل، وأنا لستُ مسجلاً لدى أي شركة تأمين، وكون حالتي المادية على ما يرام استطيع إعادة الترميم، أما بالنسبة لكثير من أصدقائي فهم للأسف لا يستطيعون إعادة ترميم محالهم، بسبب أوضاعهم المادية، حيث أن محالاتهم لم تكن تجلب ذاك المردود الجيد، غير إنها كانت تعينهم، أو كما يقال في العامية: كان المحل ساترهن.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال