4 دقائق قراءة

انتشار الأمراض وظروف قاسية لنازحي ريف دمشق في مخيم تركي بعفرين

أدى تفشي الإسهال الشديد في مخيم لنازحي ريف دمشق، تديره […]


7 يونيو 2018

أدى تفشي الإسهال الشديد في مخيم لنازحي ريف دمشق، تديره تركيا، في عفرين إلى شل حركة العشرات من الأشخاص خلال الأيام الأربعة الماضية، بحسب ما يقوله العاملون في المجال الطبي، حيث أن معظم الحالات من الأطفال.

وقال الكادر الطبي في مخيم دير بلوط لسوريا على طول أن نقص المياه الصالحة للشرب ودرجات الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 104 درجة فهرنهايت تسببت في موجة من الأمراض، هذا الأسبوع.

ومع استمرار معاناة سكان المخيم، يقول الكادر إن الإمدادات الطبية آخذة في التضاؤل​​، موضحين أن السلطات التركية التي تدير المعسكر تتسبب في تفاقم المشكلة من خلال إعاقة وصول المنظمات الإغاثية إليه غير الحكومية إليه.

ويضم المخيم، الذي تم إنشاؤه في منتصف نيسان، نازحين من جنوب دمشق والقلمون الشرقي، معظمهم وصلوا بعد ٤ أيار ضمن اتفاقيات الإجلاء بين فصائل المعارضة والحكومة السورية.

وقال محمد ناصر إسماعيل، ممرض نزح من جنوب دمشق إلى دير بلوط في نيسان، ومتطوع في الهلال الأحمر التركي، لسوريا على طول، الأربعاء أن أطباء المخيم عالجوا أكثر من ١٥٠ حالة جديدة من الإسهال خلال الأيام الأربعة الماضية.

وأضاف أن العاملين في المجال الطبي يواجهون نقصاً حاداً في الأدوية الأساسية مثل الباراسيتامول، الذي يستخدم لعلاج أعراض الإسهال الحاد والجفاف، وجراء ذلك يقومون بتقسيم مخزونهم الشحيح إلى جرعات صغيرة في محاولة لعلاج أكبر عدد ممكن من المرضى.

سكان مخيم دير بلوط في عفرين، أيار. تصوير: قناة الجسر الفضائية.

وقال إسماعيل أن عشر حالات جفاف بين الأطفال كانت خطيرة وتستدعي دخول المشفى، ونظراً لأن أقرب نقطة طبية تقع على بعد خمسة كيلومترات من المخيم في منطقة جندريس، فقد تم نقلهم إليها بالدراجة النارية.

وتابع الممرض “عالجناهم كحالات طارئة ثم نقلوا إلى المشفى”.

وقال سكان دير بلوط إن الأوضاع الصحية السيئة منتشرة داخل المخيم، ووصل أبو عدي الرفاعي إلى مخيم دير بلوط في شهر أيار، بعد نزوحه من منزله في يلدا بجنوب دمشق، حيث يقول إن نقص المياه الصالحة للشرب هو أصعب مظاهر العيش في المخيمات، ويشتكي الرفاعي من الإمدادات الشحيحة، ودورها في انتشار موجة المرض الأخيرة.

وقال الرفاعي “يتم إحضار خزان مياه واحد يومياً، لكنه لا يبقى حتى ساعة واحدة، وسط ارتفاع شديد لدرجات الحرارة”، مما يدفع بالسكان إلى الخروج من الخيمة للبساتين ليقضوا نهارهم تحت الأشجار، مضيفا أن “المسؤول الوحيد عن المخيم هو الحكومة التركية، حيث حاولت المنظمات الإغاثية التدخل، لكن الأتراك لم يسمحوا لهم بالدخول”.

وأيد أحد المصادر، الذي يعمل لصالح منظمة إغاثية تركية في غازي عنتاب، ما قاله الرفاعي وغيره في المخيم، موضحاً أن الحكومة التركية رفضت طلبات منظمته للدخول وتقديم الإغاثة داخل مخيم دير بلوط، وطلب عدم ذكر اسمه خوفاً من المخاطر على عمل المنظمة مع اللاجئين في تركيا.

وقال العامل في المجال الإغاثي “حاولت التواصل مع أشخاص داخل المخيم لأخذ شهاداتهم عن حالة المخيم… لكن العمل [في المخيم] يقتصر على المؤسسات الرسمية فقط”.

في السياق، قال آزاد عثمان، عضو لجنة العلاقات العامة في المجلس الانتقالي في عفرين، والذي يدير الشؤون المدنية في المنطقة التي تسيطر عليها تركيا، إن إدارة المخيم مستقلة تماماً عن الحكومة المحلية.

وأضاف “ليس لنا أي علاقة بالخدمات داخل المخيم، والمسؤولية تقع بشكل رئيسي على الجانب التركي”.

وبعد عدة محاولات، عبر الهاتف والبريد الإلكتروني، لم تتمكن سوريا على طول من الحصول على تعليق من المسؤولين الأتراك أو من الهلال الأحمر التركي الذي يعمل داخل مخيم دير بلوط.

وسيطرت القوات المدعومة من جانب تركيا على بلدة دير بلوط في عفرين، في منتصف نيسان كجزء من عملية غصن الزيتون. وتم إنشاء مخيم دير بلوط، كمخيمات النازحين التي تقع في الأراضي التي تسيطر عليها تركيا حول عفرين والتي كانت تحت سيطرة الأكراد سابقاً، ولا يزال يدار مباشرة من قبل الحكومة التركية.

ويعدّ مخيم دير بلوط أحدث المخيمات التي أنشئت في أواسط نيسان لإيواء آلاف المدنيين النازحين، في الدرجة الأولى، من جنوب دمشق، وبحسب ما ورد فإن الفصائل المدعومة من تركيا عرقلت دخول هؤلاء المدنيين عندما حاولوا في البداية دخول منطقة عفرين في أوائل أيار، قبل أن يسمحوا بمرورهم في نهاية المطاف إلى مخيم دير بلوط.

وقال فادي شباط، ناشط إعلامي يعيش داخل المخيم، إن المخيم يضم حالياً أكثر من ٧ آلاف شخص، وأن المساعدات كانت بطيئة في الوصول إلى أولئك الذين يعيشون في دير بلوط، وتقول مصادر أخرى إن العدد أقرب إلى ٣ آلاف، ولم يتسن لسوريا على طول التحقق بشكل مستقل من عدد النازحين في المخيم.

وأضاف الناشط أن العديد من السكان وصلوا إلى دير بلوط الذي يعاني من الفقر والظروف الصحية السيئة بعد سنوات من الحصار والقصف في مناطق أخرى من البلاد، وأوضح أن ذلك جعل النازحين عرضة للأوضاع البائسة هناك، وغير قادرين على شراء ما يحتاجون في ظل المساعدات الإغاثية الشحيحة.

وختم شباط “نحن نعيش في فقر مدقع… الوضع الإنساني صعب للغاية والمياه شحيحة”

 

ساهمت ميديا الكردي في إعداد هذا التقرير.

 

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال