4 دقائق قراءة

 انتهاك  كبير بحق الأماكن الأثرية: غارة تدمر ثالث أقدم مسجد في سوريا

تعرض ثالث أكبر مسجد في سوريا إلى غارة جوية مباشرة، […]


5 يونيو 2016

تعرض ثالث أكبر مسجد في سوريا إلى غارة جوية مباشرة، يوم الخميس، في إدلب الخاضعة لسيطرة الثوار ما أدى إلى دمار كبير في بنيانه، وهو “انتهاك كبير بحق الأماكن التاريخية والأثرية ودور العبادة”، وفق ما وصفه محامي يعمل على توثيق الأضرار التي تلحق بالأثار في المحافظة.

و”تعرض المسجد الكبير في معرة مصرين، يوم الخميس، عند الساعة الثانية عشر ليلا لقصف مباشر بصاروخ فراغي أدى إلى دمار كبير في بنيانه، وهدم في باحته واحتراق كل مافيه من أثاث ومحتويات”، وفق ما قال لسوريا على طول مصطفى أبو الزهراء، ناشط إعلامي من مدينة معرة مصرين، الخاضعة لسيطرة الثوار والتي تبعد 10 كم شمال مدينة إدلب.

وأعلن الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب عن قصف الخميس، ونشر صور لعناصر فريقه وهم يتوجهون إلى المسجد الكبير لتفقد المكان وإزالة الركام من الطرقات.

وبين أبو الزهراء أن المسجد الكبير في المدينة له قيمة تاريخية كبيرة حيث يعد ثالث أقدم مسجد في سوريا بعد المسجد الأموي في دمشق والمسجد الكبير في حلب، ويعود تاريخه للعصر الروماني.

ويزعم أبو الزهراء أن الصاروخ الذي قصف المسجد، يوم الخميس، مصدره الطيران الحربي الروسي، بقوله “منذ أن دخلت روسيا لمساندة الأسد والطيران الروسي هو من يقصفنا”.

ولم يتسن لسوريا على طول التأكد من مصدر هذه الغارة الجوية المنفردة، ولم يعلق الإعلام الروسي ولا حتى الإعلام الحكومي السوري على القصف.

المسجد الكبير في معرة مصرين، الخميس. حقوق نشر الصورة لـ مصطفى أبو الزهراء

ولفت أبو الزهراء لسوريا على طول إلى أنه “منذ الفترة الأولى للثورة، هذا المسجد تعرض للقصف بالطيران الحربي عدة مرات لكن لم يصاب المسجد إنما على أطرافه، والآن تم استهدافه من الداخل”.

ومنذ ما يقارب 1400سنة، حين فتح صحابة الرسول (ﷺ) شمال سوريا في النصف الأول من القرن السابع الميلادي، حرروا معرة مصرين، الموجودة فيما يعرف اليوم بمحافظة إدلب، من البيزنطيين.

وحين دخل القادة الجدد المدينة وجدوا فيها كنيسة فبنوا المسجد الكبير على أنقاض الكنيسة الرومانية. وصمد المسجد الكبير لأكثر من ألف عام.

الآن، ووفقاً لما قال أبو الزهراء “لم يعد المسجد صالحا للصلاة لما فيه من دمار وتخريب فضلا عن تخوف الناس مؤخراً من الصلاة فيه كونه أصبح مكانا مستهدفا من الطيران الحربي”.

أهالي معرة مصرين يتفقدون الأضرار التي حلت بالمسجد الكبير. حقوق نشر الصورة للمجلس المحلي في مدينة معرة مصرين

وتظهر الصور التي وصلت لسوريا على طول، والصور التي نشرتها السلطات المدنية في معرة مصرين، الخميس، حجم الضرر الكبير بباحة المسجد الكبير.

ودمرت العديد من القناطر الحجرية، وبقي مكانها فتحة كبيرة، وتبدلت ألوان الحجر بالأسود، ونحتت الشظايا معالمها على الجدران، وهوى السقف المعدني الحديث الذي كان يظلل فناء الباحة أرضاً وتكوم وانحنى كما الورق.

وقال المحامي نزار البرغل، وابن إدلب، لسوريا على طول، الخميس، إن “المسجد من أقدم  وأعظم المساجد على مستوى محافظة إدلب وسوريا”. ولفت إلى أن “قصف المسجد الكبير في إدلب يعتبر انتهاكاً كبيراً بحق الأماكن التاريخية والأثرية ودور العبادة في إدلب في آن واحد. والبرغل هو عضو مؤسس في منظمة محامون من أجل العدالة، وهي منظمة توثق الأضرار التي تحل بالأثار في إدلب.

وبين البرغل “نعمل بكل طاقاتنا على توثيق كل انتهاك بحق الإنسانية والآثار ودور العبادة في إدلب وغيرها، فكلها تندرج تحت نطاق عملنا في التوثيق”.

المسجد الكبير في معرة مصرين في الأيام الخوالي. حقوق نشر الصورة لـ أخبار الآن 

وذكر أبو الزهراء أن المسجد الكبير في المدينة له قيمة تاريخية كبيرة كواحد من أقدم المساجد وقد صلى فيه صلاح الدين الأيوبي، مشيراً إلى الملك الناصر في القرن الثاني عشر مؤسس الدولة الأيوبية.

وقال البرغل لسوريا على طول، الشهر الماضي، أنه من بين 760 موقعا أثريا في إدلب، “تم توثيق انتهاك 490 منها حيث تضررت بطريقة أو بأخرى”.

وتشهد المدينة في الوقت الحالي نزوحا مستمرا لسكانها ونازحيها المقيمين فيها من المناطق الأخرى. كما أن الغارات الجوية أخرجت المشفى الرئيسي عن الخدمة.

وأكد ابو الزهراء أن “المدينة تشهد هدوءا نسبيا وحالة من الهلع والتخوف بين الأهالي خصوصا أنه ومنذ الصباح الباكر ينفذ الطيران الحربي غارات عنقودية”.

إلى ذلك، ذكر الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب، في ظهيرة الخميس، أن غارة جوية بصاروخين عنقوديين ضربت أطراف معرة مصرين أدت الى اصابة خمسة أشخاص.

ويسيطر على المدينة حركة أحرار الشام وجيش الإسلام وسابقا جبهة النصرة والتي “أخلت مقراتها منذ ثلاثة أيام إلى المناطق الزراعية حفاظاً على أرواح المدنيين”. ولم يتسن لسوريا على طول التأكد مباشرة من صحة ما يقوله أبو الزهراء.

 

ترجمة : فاطمة عاشور

شارك هذا المقال