3 دقائق قراءة

انفجار يهز جسر الشغور في إدلب، وسط تشديد الحملة ضد خلايا التنظيم النائمة

هزّ انفجار أحد أحياء جسر الشغور السكنية، في محافظة إدلب، صبيحة الأربعاء، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة مدنيين وتصاعد أعمدة الدخان الأسود في سماء المدينة.


25 أبريل 2019

هزّ انفجار أحد أحياء جسر الشغور السكنية، في محافظة إدلب، صبيحة الأربعاء، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة مدنيين وتصاعد أعمدة الدخان الأسود في سماء المدينة.

وقال عناصر الإنقاذ المحليون، أن الانفجار أدى إلى مقتل ١٥ شخصاً وإصابة ٣٠ آخرين بجروح، بينهم عدة أطفال، يوم الأربعاء.

وقال أحمد يازجي، وهو عنصر في الدفاع المدني السوري الذي يعرف باسم “الخوذ البيضاء”، فرع إدلب، أن “مصدر الانفجار مازال مجهولاً، لكن المعلومات الأولية تشير إلى أنها كانت سيارة مفخخة”.

وذكر اليازجي أنه من المرجح ارتفاع عدد الضحايا، حيث لا يزال رجال الإنقاذ يبحثون عن الجثث والناجين تحت الأنقاض، بعد ظهر الأربعاء.

وقال لسوريا على طول، إن جميع الضحايا الذين تم العثور عليهم حتى الآن كانوا مدنيين.

وتسبب تفجير يوم الأربعاء بأضرار جسيمة للمباني السكنية وسط المدينة، غربي إدلب.

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، استهدف التفجير مكتباً دعوياً تابعاً لهيئة تحرير الشام، التي تسيطر على غالبية شمال غرب سوريا، الخاضع لسيطرة المعارضة.

وتخضع مدينة جسر الشغور، الواقعة أقصى الغرب من ريف إدلب الغربي، لسيطرة الفصائل المتشددة بما في ذلك الهيئة، والحزب الإسلامي التركستاني المرتبط بتنظيم القاعدة منذ عدة سنوات.

في حين لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، بعد ظهر الأربعاء، إلا أن الانفجار جاء وسط حملة أمنية واسعة النطاق قامت بها الهيئة في أعقاب موجة من الهجمات على الشمال الغربي من سوريا، والتي تحمل بصمات خلايا تنظيم الدولة النائمة بحسب العديد من الخبراء.

وقبل ساعات، أطلقت الهيئة سلسلة من العمليات الأمنية في ريف إدلب الجنوبي.

وقال المسؤولون التابعون للهيئة أن العمليات كانت تستهدف “خلايا نائمة تابعة لتنظيم الدولة”.

وفي يوم الثلاثاء، نفذت مجموعات تابعة للهيئة مداهمات على عدة مواقع حول قرية مصيبين، ودارت اشتباكات بالأسلحة النارية استمرت لساعات هناك.

ووفقا لمسؤول تابع للهيئة، تم إلقاء القبض على عشرة عناصر يشتبه بتبعيتهم للتنظيم في أعقاب إطلاق النار.

وتعكس العمليات جنوب إدلب حملة أكبر ضد التنظيم بدأت في الأشهر الأخيرة في شمال غرب البلاد، حيث تواجه الهيئة ومسؤولون من حكومة الإنقاذ السورية، التابعة لها، ما يسمونه تهديداً واسعاً للمنطقة من قبل خلايا التنظيم النائمة.

وبعد سلسلة من المداهمات التي استهدفت مواقع مرتبطة بخلايا نائمة يشتبه أنها تابعة لـلتنظيم، أعدم مقاتلو هيئة تحرير الشام 10 أشخاص بشكل علني، ادعوا أنهم ينتمون إلى تنظيم الدولة، في 2 آذار. فيما استمرت الاعتقالات ضد قادة التنظيم المشتبه بهم طيلة الشهر نفسه.

وقال المحللون لسوريا على طول، إن آلاف الخلايا النائمة مازالت راكدة في الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة منذ أوائل عام 2014، في حين خسر تنظيم الدولة جميع الأراضي التي كان قد سيطر عليها ذات يوم شرق البلاد.

واتهمت الحكومة السورية باستخدام عدة صفقات إجلاء العام الماضي، لتوجيه مقاتلي التنظيم المستسلمين نحو الشمال الغربي، والأراضي التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.

وعلى ما يبدو فإن خلايا التنظيم النائمة تشن حملة دموية مزعزعة للاستقرار ضد خصومها القدامى في إدلب بشكل متزايد، بما في ذلك الاغتيالات المركزة ضد مسؤولي حكومة الإنقاذ، وتفجير السيارات، فضلاً عن الهجمات التي شنتها على البنية التحتية الأساسية.

وفي كانون الثاني، دخلت امرأة منقبة بسلاحها إلى مقر حكومة الإنقاذ في مدينة إدلب، وفجرت نفسها في هجوم انتحاري.

وكثيراً ما سقط مدنيون وسط هذا الخلاف، حيث قُتل العشرات في سلسلة من الهجمات في أنحاء إدلب،الأشهر الأخيرة.

وأسفر تفجير مزدوج هز المدينة، في شباط، عن مقتل 15 مدنياً على الأقل، بينهم عدد من الأطفال.

وسارع قائد من هيئة تحرير الشام، تحدث إلى سوريا على طول في وقت سابق من هذا الأسبوع شريطة عدم الكشف عن هويته، بإلقاء اللوم على خلايا التنظيم النائمة في موجة العنف المتزايدة التي تهدد الاستقرار في آخر جيوب المعارضة في سوريا.

وقال لسوريا على طول، في 22 نيسان، أن “خلايا التنظيم النائمة هي المسؤولة عن معظم الفوضى والاغتيالات التي تجتاح المنطقة. حاليًا نعدّ حملة للقضاء على هذه الخلايا، والسيطرة على الأمن في أنحاء المنطقة”.

ومع استمرار تصاعد الدخان من بين الركام في مدينة جسر الشغور، في الساعات التي تلت هجوم الأربعاء مباشرة، شنت طائرات الحكومة السورية غارات جوية خارج المدينة، استهدفت مواقع في محيط جبال الساحل.

كما لقي عشرات المدنيين حتفهم في الأشهر الأخيرة، وسط ارتفاع مفاجئ في موجة القصف الموالي للحكومة في الشمال الغربي.

ويقطن حالياً حوالي ثلاثة ملايين مدني في إدلب، وسط ما يشبه صراعاً إسلامياً متشدداً على السلطة وقصفاً حكومياً متزايداً. ثلث هؤلاء المدنيين هم من المجتمعات التي نزحت شمالًا بعد سلسلة من الهجمات الموالية للحكومة، العام الماضي، والذي شهد عودة الكثير من المناطق إلى سيطرة الحكومة السورية، بما في ذلك عدة مناطق كانت تحت سيطرة التنظيم في السابق.

شارك هذا المقال