3 دقائق قراءة

انهيار “الهدنة الإنسانية” الروسية في الغوطة الشرقية

انهارت “الهدنة الإنسانية” التي أعلنتها روسيا في الغوطة الشرقية، بعد […]


28 فبراير 2018

انهارت “الهدنة الإنسانية” التي أعلنتها روسيا في الغوطة الشرقية، بعد أن بدأت على الفور يوم الثلاثاء، حيث اتهم كلاً من المعارضة والحكومة السورية بعضهم البعض بقصف المدنيين في الجيب المحاصر.

وكانت روسيا حليفة الحكومة السورية أعلنت، يوم الإثنين، أن “الهدنات الإنسانية” اليومية ستدخل حيز التنفيذ في الغوطة الشرقية ابتداءً من يوم الثلاثاء، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية تاس “من أجل منع وقوع خسائر في صفوف المدنيين”.

وأوضحت الوكالة أن وقف اطلاق النار من المقرر أن يستمر من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الثانية ظهراً بالتزامن مع فتح ممر إنساني “حتى يتمكن المدنيون من مغادرة المنطقة”.

وبدأت أول خمس ساعات من المدة المحددة يوم الثلاثاء وانتهت، إلا أن القصف لم يتوقف على الغوطة الشرقية ولم يخرج أي مدني من الجيب المحاصر، وفقاً لما ذكره مسؤولون محليون و متحدثة باسم الأمم المتحدة في دمشق لسوريا على طول.

وقال غياث أبو ليث، مدرس عربي من مدينة دوما، لسوريا على طول، أنه ” لم يتغير الوضع ” في الجيب المحاصر يوم الثلاثاء، مضيفاً “أن القصف والغارات الجوية لم تتوقف”.

واتهمت الحكومة السورية جماعات المعارضة بمنع المدنيين من مغادرة الغوطة الشرقية بقصف معبر الوافدين شمال شرق دوما والذي تم تعيينه كممر إنساني.

وقالت وكالة الأنباء السورية سانا، يوم الثلاثاء، أن “المجموعات الإرهابية أستهدفت بخمس قذائف الممر الآمن المخصص لخروج المدنيين لمنعهم من الخروج”.

ونفى فصيل فيلق الرحمن، أحد الفصيلين الرئيسيين المعارضين فى الغوطة الشرقية، اتهام الحكومة.

وقال وائل علوان المتحدث باسم الفصيل لسوريا على طول يوم الثلاثاء أن “الفصائل في الغوطة الشرقية تدافع عن المدنيين”، مؤكداً أن “للمدنيين حرية الحركة والتنقل بشكل كامل”.

بعد القصف على مدينة دوما يوم الثلاثاء. الصورة من صفحة تنسيقية مدينة دوما.

وقال اثنان من سكان الغوطة الشرقية، المحاصرة من قبل القوات الحكومية منذ عام 2013، لسوريا على طول، أنه على الرغم من الإعلان الروسي عن ممر إنساني لخارج المنطقة، إلا أنهما لا يعتزمان المغادرة.

وقال أبو عبدو براق، سائق سيارة إسعاف من بلدة حمورية ” لم نغادر الغوطة كيف سنذهب

إلى أولئك الذين قتلوا إخواننا وأصدقاءنا ودمروا بيوتنا وحرمونا من كل شي في الحياة”.

وأضاف براق أن منزله تعرض للقصف قبل أيام وسط هجوم حكومي بري وجوي على المنطقة الذي خلف مئات القتلى الأسبوع الماضي وحده.

وذكر المدرس أبو ليث أنه يعتزم البقاء في الغوطة الشرقية، مضيفاً “أصبحنا متأكدين أن من يخرج سيحاسبه النظام”.

وقال الدفاع المدني في الغوطة الشرقية، يوم الثلاثاء، أن النظام السوري وحلفاءه مسؤولون عن الهجمات المستمرة على الجيب المحاصر.

وذكر سراج محمود المتحدث باسم الدفاع المدني، لسوريا على طول، أن “طائرات الاستطلاع والطائرات الحربية والمروحيات لم تترك سماء الغوطة الشرقية”، وأضاف أن الغارات الجوية والقصف استهدف المدن الكبرى من بينها مدينة دوما ومسرابا وحرستا.

وأضاف محمود أن القصف المدفعي على مدينة دوما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين صباح يوم الثلاثاء.

ويبدو أن الجيش الروسي اعترف بأنه واصل شن هجماته على الغوطة الشرقية خلال الهدنة الإنسانية المقررة، وذلك من خلال بيان نُشر بعد ظهر يوم الثلاثاء، على صفحة القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية.

حيث ذكر المتحدث باسم قاعدة حميميم ألكسندر إيفانوف في البيان أن “القاذفات الروسية تعمل على القضاء على المسلحين المتطرفين الذين يسعون إلى منع المدنيين من التوجه إلى الممرات الإنسانية باستخدام قذائف الهاون”.

وجاء إعلان روسيا عن الهدنة الإنسانية، يوم الإثنين، بعد يومين من تبنى مجلس الأمن الدولي بإجماع قراراً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في جميع أنحاء سوريا من أجل “التمكن من تمرير مساعدات إنسانية أسبوعية، والقيام بعمليات إجلاء طبية للمرضى والمصابين بجروح خطيرة” وفقاً لبيان نشر على موقع الأمم المتحدة.

وقالت ليندا توم، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، أنه مع استمرار الهجمات الحكومة على الغوطة الشرقية وقصف المعارضة للعاصمة السورية فإن عملية تسليم المساعدات لا تزال مستحيلة.

وأضافت “أننا مستعدون لتقديم المساعدات الإنسانية فور امكانية ذلك”.

وصرح روبرت مارديني، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان صحفي نُشر يوم الثلاثاء، أن المساعدات الإنسانية المثمرة تتطلب التنسيق بين جميع الأطراف المعنية، وهو إجراء لم يُتخذ في إعلان روسيا يوم الإثنين.

وأضاف مارديني “أن الممرات الإنسانية بحاجة إلى تخطيط جيد ويجب تنفيذها بموافقة كافة الأطراف”.

 

ترجمة: بتول حجار

شارك هذا المقال