3 دقائق قراءة

بدء عودة أهالي مدينة دوما من مراكز الإيواء إلى منازلهم

للمرة الأولى منذ سيطرة القوات الحكومية على الغوطة الشرقية في […]


للمرة الأولى منذ سيطرة القوات الحكومية على الغوطة الشرقية في آذار، بدأت العائلات النازحة بأعداد كبيرة، هذا الأسبوع، بالعودة من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة إلى منازلهم في ضواحي دمشق التي كانت تقع تحت سيطرة المعارضة سابقاً.

وقال شهود عيان في مدينة دوما بالغوطة الشرقية أن قافلة مكونة من خمس حافلات وصلت إلى دوما مساء الثلاثاء، محملة بالركاب الذين كانوا يعيشون في مناطق مختلفة بريف دمشق، تقع تحت سيطرة الحكومة، في حين كانت تستعد عشر حافلات أخرى لإعادة “العشرات” من العائلات إلى الغوطة الشرقية في وقت متأخر من بعد ظهر الأربعاء، وفقاً لما قاله طبيب من دوما لسوريا على طول.

و من جهتها ذكرت وسائل الإعلام التابعة للحكومة عن عودة عدد غير معروف من العائلات من مراكز الإيواء في عدرا إلى ديارهم بمدينة سقبا، يوم الاثنين، ولم تستطع سوريا على طول من التأكد من الخبر بشكل مستقل.

ووصف زاهر المصري، من أهالي دوما، وأحد نزلاء مركز الإيواء في الدوير التابع للحكومة منذ فراره من الأراضي المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في آذار الماضي، لا يمكن وصف مشاهد دموع الفرح عندما نودي على العائلات لتسجيل أسمائهم تجهيزاً لنقلهم إلى بيوتهم.

وقال المصري لسوريا على طول يوم الأربعاء “كانت هناك لحظات من الفرح والبكاء… يا الله بالرغم من كل ما حصل لنا ترى العائلات تبكي فرحاً بالعودة إلى منازلهم.. إنه شعور لا يمكن وصفه”.

العائلات القاطنة في منطقة الحرجلة يعودون إلى الغوطة الشرقية في 16 أيار. الصورة من سانا.

وقال المصري إنه لم يُسمح له بالعودة إلى دوما، لأنه يعيش لوحده حيث لم يُسمح إلا للعائلات بتسجيل أسمائهم من أجل العودة، يوم الثلاثاء.

وخلال القتال الذي جرى من أجل استعادة الغوطة الشرقية في وقت سابق من هذا العام، أدى القصف المكثف للقوات الروسية والسورية، واستخدام الأسلحة الكيمياوية بشكل متكرر، إلى إدانة دولية واسعة النطاق. وفي أواخر شهر شباط، أعلنت موسكو فترات يومية وقصيرة لوقف القصف وفتحت ممرات إنسانية للسماح للسكان بالخروج من الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

واستغل أكثر من 25 ألف شخصاً هذه الممرات الإنسانية المتفرقة وخرجوا من مدينة دوما إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحكومة عبر معبر الوافدين، وتم توجه غالبية هؤلاء الفارين إلى تسعة مراكز للنازحين تديرها الحكومة منتشرة في جميع أنحاء ريف دمشق.

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)، فإن أكثر من 158 ألف شخصاً فروا أو تم إجلاؤهم من منازلهم في الغوطة الشرقية بين 9 آذار و 15 نيسان، وبعدما سيطرت القوات الحكومية على المدينة الشهر الماضي، تم التوصل إلى اتفاقية إجلاء شهدت نزوحاً إضافياً من المدنيين والمقاتلين.

وعندما دخلت القوات الحكومية السورية آخر أحياء المعارضة في الغوطة الشرقية، في شهر نيسان، كان متبقي هناك حوالي ربع سكان الغوطة الأصليين البالغ عددهم حوالي 400 ألف نسمة.

ومنذ بداية شهر آيار، كان حوالي 44 ألف شخصاً نازحاً من الغوطة الشرقية لا يزالون يعيشون ويتلقون المساعدات الأساسية في مراكز الإيواء التي تديرها الحكومة، وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) في ذلك الوقت أن العديد من هذه المراكز الضيقة تتحمل ضعف طاقتها الاستيعابية.

وبينما بدأت عشرات العائلات في الصعود إلى الحافلات الحكومية هذا الأسبوع، بقيت الأبواب مغلقة أمام الكثير من الذين لا يزالون في مراكز الإيواء، وقالت مصادر في المراكز لسوريا على طول أنه لم يُسمح للرجال العازبين بالعودة مثل المصري والأشخاص المطلوبين للخدمة العسكرية.

وقال أحد العاملين في المجال الإنساني في دوما، والذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً من تداعيات الحكومة، لسوريا على طول، أن العائدين قد تم استجوابهم بشكل كامل أما أولئك الذين يشتبه بأن لديهم أي صلة أو ارتباط بالمعارضة لم يتم إخراجهم من المراكز.

وأضاف “يتم سؤال العائلات عن كل فرد من أفراد العائلة” حول “ما هو العمل الذي قاموا به خلال السنوات الماضية، وما إذا كانوا قد أتموا الخدمة العسكرية وما إذا كانوا قد شاركوا في أي عمل مسلح”.

وتأتي أحداث عودة المدنيين الأخيرة وسط تقارير تفيد بأن مسؤولين حكوميين يعتقلون عشرات الشبان في الغوطة الشرقية الذين لم يلتحقوا في الخدمة العسكرية خلال الحصار الذي دام خمسة أعوام.

 

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال