3 دقائق قراءة

بدلا من السماح بدخول المساعدات: النظام يخرق الهدنة في داريا

يبدو أن اتفاقية وقف إطلاق النار التي تمت برعاية دولية، […]


17 مايو 2016

يبدو أن اتفاقية وقف إطلاق النار التي تمت برعاية دولية، والتي أبعدت شبح القصف المستمر عن داريا المحاصرة، تتهاوى بفعل النظام، الذي يقصف المدينة لليوم الثالث على التوالي، حسب ما قالته مصادر مدنية وعسكرية، لسوريا على طول.

وشهدت داريا، وهي واحدة من أكثر المدن التي تتعرض للقصف بشكل متكرر، نظرا لقربها من مطار عسكري استراتيجي، فترة من الهدوء للمرة الأولى منذ عدة سنوات بسبب “اتفاقية وقف أعمال العنف”، التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا، في شهر شباط. وقبل الاتفاق، أسقطت قوات النظام أكثر من 6600 برميل متفجر، على المدينة المحاصرة، تاركة المدينة مدمرة بالكامل.

وقال أيهم محمد، المتحدث باسم المكتب الإعلامي للواء شهداء الإسلام، والذي يسيطر على المدينة المحاصرة، لسوريا على طول، يوم الاثنين، “لمدة 75 يوما، تعتبر هدنة داريا أفضل هدنة، رغم حالات القنص من قبل قوات النظام، لكن التزامنا كان كبيرا”.

وبينما استمر وقف إطلاق النار على مدى الأسابيع القليلة الماضية، أجرت منظمات الإغاثة الدولية، مفاوضات مع ممثلين عن النظام، لإيصال المساعدات إلى داريا، للمرة الأولى منذ عام 2012. ووصلت قافلة المساعدات المتفق عليها، يوم الخميس الماضي.

أثار القصف والحرائق على مدينة داريا يوم الاحد. حقوقنشر الصورة لـ: المجلس المحلي لمدينة داريا

من جهته نفى النظام السوري إدخال الطعام، بينما كانت الشاحنات تحمل إمدادات طبية وحليب للأطفال ولوازم مدرسية.

وانتظرت قافلة المساعدات في نقطة التفتيش الحكومية، يوما كاملا، وأخيرا عادت أدراجها في حوالي الساعة السادسة مساءً. بعد ذلك بوقت قصير “قصفت قوات النظام داريا بما لا يقل عن تسعة قذائف هاون، حيث استهدف المنطقة التي تجمع فيها المدنيون، بانتظار وصول المساعدات الإنسانية”، وفقا لبيان صادر يوم الجمعة عن PAX، وهي منظمة السلام الهولندية التي تعمل في سوريا منذ عام 2003.

وكان من المقرر أن تدخل قافلة مساعدات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر والأمم المتحدة، داريا يوم الخميس، ولكن تم إرجاعها “عند نقطة التفتيش الحكومية الأخيرة، رغم حصولها على إذن مسبق من قبل جميع الأطراف، من أجل إدخال المساعدات”، حسب ما أفاد به بيان مشترك للصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة، في سوريا، في اليوم ذاته.

وقال مهند أبو الزين، صحفي ومواطن في داريا، لسوريا على طول، يوم الأحد “انزعج الناس عموما لأن القافلة لم تجلب سوى مساعدات طبية ولم تحمل معها الطعام”.

وأضاف “بالطبع كان هناك أمل وتفاؤل، لأن الأطفال يحتاجون إلى اللقاحات والحليب والأدوية بشكل عام”.

وبدلا من ذلك، شهدت داريا، بعد يومين “محاولة لاقتحام المدينة من قبل المركبات العسكرية للنظام، من جهة الجنوب”. وكانت محاولة الاقتحام مصحوبة بالعشرات من قذائف الهاون، حسب ما أفاد به المجلس المحلي في المدينة، يوم السبت. ولم تعلق وسائل الإعلام الرسمية السورية عما حدث في داريا.

ويسيطر لواء شهداء الإسلام وأجناد الشام، والأول هو فصيل في الجيش السوري الحر، بينما الثاني هو واحد من الفصائل الاسلامية، على داريا. وكانت قوات النظام حاصرت المدينة، المجاورة لمطار المزة العسكري، في تشرين الثاني عام 2012.

وبينما تصدت قوات المعارضة لتقدم قوات النظام، يوم السبت، استمر القصف على المدينة حتى يوم الاثنين. ومنذ يوم السبت، ضربت ما لا يقل عن 65 قذيفة، مدينة داريا، وفقا لما ذكره المجلس المحلي في المدينة.

وقال الزين “الناس تعيش الآن مثلما كانت تعيش قبل وقف إطلاق النار، في الملاجئ المخصصة لمثل هذه الأوقات، والخنادق في الأماكن التي لا يتواجد فيها أقبية، وبعض الناس ممن تعود ما عاد فارقة معو عايش حياتو كأنو ما في قصف”.

إلى ذلك، “تركز القصف بقذائف الهاون على الجبهة الجنوبية، والطرق الرئيسية لداريا “، حسب ما قاله المتحدث باسم المكتب الاعلامي للواء شهداء الإسلام، لسوريا على طول.

وأضاف المتحدث “يوم الأحد، تم استهداف المدينة بعدة صواريخ أرض أرض، وقذائف هاون، مما أدى إلى احتراق محاصيل زراعية، ومعظمها من القمح”. وضربت إحدى القذائف مستودع  كبير للخشب، مما تسبب بحريق ضخم.

وقال الناشط أبو الزين إن “وصول المساعدات هو ضرب من الخيال، حيث أصيب الناس باليأس عندما لم يتم إدخالها”.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال