3 دقائق قراءة

بعد احتجاجات مدنية.. هيئة تحرير الشام تغادر شمال مدينة حمص

انسحب عناصر هيئة تحرير الشام، من شمال مدينة حمص الواقعة […]


15 فبراير 2018

انسحب عناصر هيئة تحرير الشام، من شمال مدينة حمص الواقعة تحت سيطرة المعارضة، هذا الأسبوع، عقب احتجاجات مدنية على مقتل أحد السكان على يد الهيئة، وفقاً لما ذكرته مصادر محلية لسوريا على طول.

وكان الوضع في مدينة الرستن الواقعة شمال حمص “هادئاً” يوم الأربعاء بعد يوم واحد من خروج عشرات الرجال المحليين بمظاهرات تدعو لمغادرة هيئة تحرير الشام من المنطقة، وفقاً لما أكده قيادي عسكري من لواء رجال الله التابع للجيش الحر لسوريا على طول، وهو أحد الفصائل التي تسيطر على الرستن.

وأخلى أفراد هيئة تحرير الشام مقرهم الوحيد في مدينة الرستن، يوم الثلاثاء، بسبب المظاهرات التي خرجت هناك، وفقاً لما ذكره القائد العسكري ومدنيون لسوريا على طول.

وقبل مغادرة الرستن هذا الأسبوع، لم يكن لهيئة تحرير الشام سوى وجود قليل في البلدة، حيث يقدر عدد عناصرها المتواجدين هناك بالعشرات، وفق ما أكده السكان المحليون الذين تحدثت معهم سوريا على طول، ومع ذلك، واجهت الهيئة المتهمة بـ”التشدد” توترات مع السكان المحليين الذين يدعمون الجيش السوري الحر الأكثر اعتدالاً.

مظاهرة لسكان الرستن احتجاجاً على تواجد هيئة تحرير الشام، يوم ثلاثاء. الصورة من صفحة حمص الرستن.

ووصلت هذه التوترات إلى نقطة حرجة يوم الاثنين، بعدما قيل أن عدداً غير معروف من مقاتلي هيئة تحرير الشام قتلوا مواطناً كان يعمل مع لجنة محلية تتفاوض مع الحكومة السورية.

وقال القيادي في لواء رجال الله لسوريا على طول،  أن المواطن الذي قُتل يدعى فايز المدني، وتم إطلاق  النار عليه، يوم الإثنين في وضح النهار، مضيفاً أن “عناصرنا اعتقلوا المسؤولين عن الجريمة وهم حالياً قيد التحقيق”، وطلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى الصحافة.

وكان فايز المدني واحداً من فريق مكون من خمسة مفاوضين تابعين للمعارضة من الرستن كُلف بوضع خطة لتمديد خط كهرباء قادم من الأراضي الحكومية المحيطة إلى داخل الرستن، في جيب حمص الشمالي الواقع تحت سيطرة المعارضة.

كما أكد المواطنون الثلاثة المحليون، الذين تحدثت معهم سوريا على طول اليوم، أن فايز المدني عضو في لجنة المفاوضات المسؤولة عن ملف الكهرباء، واتهموا جميعهم هيئة تحرير الشام بمسؤوليتها عن القتل.

“الرستن حرة، الهيئة برا” لافتات تم حملها أثناء الاحتجاجات، يوم الثلاثاء. الصورة من صفحة حمص الرستن.

ولم يجب مسؤولو هيئة تحرير الشام عن أي من الاستفسارات بحلول وقت النشر، كما أنهم لم يقدموا أي تصريحات، يوم الأربعاء، حول القتل الذي أُبلغ عنه أو حول عملية خروجها من الرستن.

وبعد انتشار خبر القتل، تظاهر العشرات في شوارع المدينة مع لافتات وهتافات تدعو هيئة تحرير الشام إلى المغادرة، وندد السكان في أحد الهتافات بقائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني.

وريف حمص المحاصر، يضم مجموعة من المدن والبلدات والقرى والمناطق الريفية الواقعة شمال عاصمة المحافظة، ويقدر عدد سكانه بـ260 ألف نسمة، هو أحد المناطق الأربعة في سوريا التي يحاول الممثلون الروس التفاوض من أجل إنهاء القتال المستمر فيها.

كما أن فريق مفاوضات الكهرباء الذي كان المدني عضواً فيه، مستقل عن عملية المفاوضات الخاصة بخفض التصعيد.

 

ترجمة: بتول حجار

شارك هذا المقال