4 دقائق قراءة

بعد التأجيل المتكرر، قافلة المساعدات التي طال انتظارها تصل إلى مخيم الركبان

  ت المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى مخيم الرُكبان. الصورة من […]


5 نوفمبر 2018

 

ت المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى مخيم الرُكبان. الصورة من الهلال الأحمر العربي السوري.

 

بدأ العاملون في مجال الإغاثة، التابعون للأمم المتحدة  والهلال الأحمر العربي السوري، بتوزيع المساعدات الإنسانية على عشرات الآلاف من النازحين السوريين، الذين تقطعت بهم السبل في مخيم الركبان، يوم الأحد، وذلك بعد يوم واحد من وصول أول قافلة مساعدات إنسانية منذ 10 أشهر إلى المخيم النائي الممتد على طول الحدود السورية الأردنية.

وجاء توزيع المساعدات، الأحد، بعد أن عانى سكان المخيم، البالغ عددهم 50 ألف نسمة، من النقص المتزايد في المواد الغذائية والأدوية وغيرها من الإمدادات الرئيسية الأخرى لعدة أسابيع، وازداد الوضع سوءاً في الأسابيع الأخيرة بسبب الأحوال الجوية القاسية بالإضافة إلى إغلاق طريق الإمدادات الرئيسي – من قبل القوات الموالية للحكومة  – من خلال تطويق الصحراء.

وأفادت التقارير بأن النقص الحاد في الأغذية والأدوية المنقذة للحياة تسبب بوفاة العديد من سكان المخيم في الأسابيع الأخيرة.

ووصلت قافلة الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري إلى الحدود السورية الأردنية عبر دمشق اليوم السبت، وهي أول شحنة مساعدات تصل إلى مخيم الركبان بعد 10 أشهر من وصول شحنة المساعدات الأخيرة من الأراضي الأردنية في كانون الثاني، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تصل فيها المساعدات إلى المخيم من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة، حيث أن عمليات الإغاثة السابقة كانت تأتي من الأردن المجاورة.

وذكرت فدوى بارود، المتحدثة باسم الأمم المتحدة، في شريط مصور، نُشر السبت، أن الشحنة الأخيرة تضمنت آلاف الطرود الغذائية والمياه ومستلزمات النظافة الصحية فضلاً عن الأدوية واللقاحات المنقذة للحياة.

عامل من الهلال الأحمر العربي السوري يفرغ شاحنة المساعدات بالقرب من مخيم الركبان. الصورة من الهلال الأحمر العربي السوري.

وفي الوقت نفسه، نشر الهلال الأحمر العربي السوري شريط  فيديو لعمال الإغاثة التابعين له أثناء قيامهم بنصب الخيام استعداداً لحملة تطعيم ضد شلل الأطفال التي تهدف إلى الوصول إلى 10 آلاف طفلاً دون سن الخامسة يعيشون في المخيم النائي.

ويعتبر مخيم الرُكبان، مأوى مؤقت لعشرات الآلاف من النازحين، حيث فرّ العديد منهم من مسقط رأسهم في وسط وشرق سوريا بعد سيطرة تنظيم الدولة عام 2013 و 2014.

ويعيش سكان المخيم اليوم في خيام وبيوت طينية منتشرة في المنطقة الخالية بين خطي الحدود السورية والأردنية المعروفة باسم “الساتر الترابي”.

ويقع مخيم الركبان بالقرب من قاعدة عسكرية في التنف، قرب الحدود السورية العراقية، وتتواجد قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة إلى جانب أفراد الجيش الأمريكي داخل المنطقة العسكرية المحددة.

واستهدفت الطائرات الحربية الأمريكية، في وقت سابق، القوات الموالية للحكومة التي كانت تقترب من المنطقة التي يبلغ طولها 55 كيلومترا والتي يقع جزء منها على طريق دولي سريع يربط دمشق بالعاصمة العراقية بغداد.

صورة للمساعدات التي تم تسليمها يوم السبت لمخيم الركبان. الصورة من خضر الحسين.

وقال متحدث باسم المعارضة لسوريا على طول مساء يوم السبت أن نحو 70 سيارة تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري دخلت المنطقة التي تمتد على طول 55 كيلومتراً، يوم السبت، بحماية فصيلين معارضين تدعمهما الولايات المتحدة: مغاوير الثورة ولواء الشهيد أحمد العبدو.

وقال سعيد سيف، المتحدث باسم لواء الشهيد أحمد العبدو، أن “قوات المعارضة ساعدت في تفريغ قافلات المساعدات وتحمل على عاتقها توفير الأمن إلى أن تعود القافلة إلى أراضي النظام.

وأضاف أنه من المقرر أن يصل توزيع يوم الأحد إلى عدد من المناطق داخل مخيم ركبان المترامي الأطراف، مع اختيار كل منطقة لممثل لتسهيل تسليم طرود المعونات.

وقالت بارود، المتحدثة باسم الأمم المتحدة، في تسجيل فيديو نشرته يوم السبت إن المساعدات الإغاثية كانت “إنجازاً مهماً”، لكنها أضافف أن الوضع قد يتفاقم في حال لم يكن هناك مساعدة دائمة.

وبسبب التأجيل المتكرر، بقي موضوع وصول قافلة المساعدات إلى مخيم الركبان محل شك، وكان من المقرر أن تصل المساعدات إلى الركبان في ٢٥ تشرين الأول قبل أن يتم إلغاؤها لأسباب أمنية، ثم تأخرت مرة أخرى في ٢٧ تشرين الأول لأسباب أمنية غير معروفة أيضاً.

وخلقت الخلافات السياسية بين المعارضة المدعومة من جانب الولايات المتحدة والحكومة السورية، فضلاً عن حلفائهم الأجانب، بسبب وجود القوات الأمريكية في جنوب سوريا، مأزقاً أدى إلى حرمان المنطقة من المساعدات الإغاثية، وتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلة وصول المساعدات الإغاثية إلى المنطقة مراراً وتكراراً.

وتتنصل عمان أيضاً من مسؤولية إيصال المعونات إلى المخيم، حيث ذكر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في وقت سابق أن الركبان قضية سورية – وليست مسؤولية حكومته.

ومع ذلك، حذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن وضع المدنيين في الركبان قد يزداد سوءاً دون وصول المساعدات الإغاثية  بشكل دائم.

وقالت بارود “دون الوصول المنتظم والمستمر للمساعدات، سيتدهور وضع الناس هنا أكثر مع قدوم برد الشتاء”.

وختمت قائلة “ندعو جميع الأطراف إلى دعمنا من خلال تأمين الوصول الآمن والمستمر إلى الركبان”.

شارك هذا المقال