3 دقائق قراءة

بعد انقطاع رواتبهم: أطباء مستشفى الأهلي في أعزاز يواصلون إضرابهم لليوم السادس على التوالي

يواصل عشرات العاملين في مستشفى الأهلي في أعزاز، شمال غرب […]


16 مايو 2017

يواصل عشرات العاملين في مستشفى الأهلي في أعزاز، شمال غرب سوريا، إضرابهم لليوم السادس على التوالي، بسبب انقطاع رواتبهم خلال الأشهر الستة الماضية، وفقا لما قالته مصادر طبية لسوريا على طول.

إلى ذلك، أعلن الأطباء في مستشفى الأهلي في أعزاز، الواقعة على بعد 6 كم جنوب الحدود الشمالية السورية، والتي تخضع لسيطرة المعارضة المدعومة من الجانب التركي، في العاشر من أيار، أنهم لن يعودوا للعمل، حتى يحصلوا على رواتبهم المقطوعة منذ ستة أشهر. ويشارك في الإضراب كافة العاملين في المستشفى بما في ذلك الأطباء والممرضين والفنيين والإداريين. وما يزال المستشفى مغلقا بسبب الإضراب.

وقال مدير المستشفى واثنان من الأطباء لسوريا على طول، إن الكادر الطبي وصل إلى طريق مسدود بسبب توقف الهيئة الطبية الدولية، وهي منظمة إنسانية مقرها الولايات المتحدة، عن تمويل المنشأة منذ تشرين الثاني الماضي.

وتواصلت سوريا على طول مع المكتب الإعلامي لمقر الهيئة الطبية الدولية في كل من لوس أنجلس والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى فرع المنظمة في عمان. وقالت متحدثة باسم مكتب المنظمة في عمان لسوريا على طول أنها لا تستطيع التعليق بشأن أي من مشاريع المنظمة خارج الأردن. وحتى تاريخ إعداد هذا التقرير، لم يصلنا أي رد من مقرات المنظمة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من أجل التعليق على إضراب مستشفى الأهلي في أعزاز.

في السياق، قال الدكتور محمد لقحيني، مدير مستشفى الأهلي في أعزاز، وهو مشارك أيضا في الإضراب، لسوريا على طول، أنهم لم يقوموا بالإضراب عندما انقطع التمويل، في تشرين الثاني “أملا في أن تتم معالجة الوضع من قبل المنظمة الداعمة”.

وأضاف إن “الإدارة احترمت إرادة الكادر بالموافقة على طلباتهم العادلة”.

أطباء مستشفى الأهلي يعلنون عن إضرابهم في 10 أيار. تصوير: مستشفى الأهلي.

وعلى مدى الأشهر الماضية، عمل الكادر الطبي في المستشفى، لمدة يوم أو يومين أسبوعيا،  حيث كانوا يستقبلون نصف عدد المرضى المعتاد يوميا.

وقال الدكتور عبد الغني، وهو طبيب عام في مستشفى الأهلي في أعزاز، لسوريا على طول، يوم الأحد “وصلنا لحد لم يعد لدينا ما نتحدث فيه عن الصبر”.  

وفي اليوم الأول من الإضراب، كان الدكتور عبد الغني وزملاؤه يقفون في مدخل المستشفى ويحملون لافتات تقول “أعطونا حقوقنا”، “أين مستحقاتنا؟” و”6 شهور بدون رواتب.. وبعدين؟”

وبالنسبة لأهالي أعزاز والقرى المحيطة بها، والبالغ عددهم 100 ألف نسمة، فإن الإضراب يعني أن المستشفى الأهلي، وهو أكبر منشأة طبية في المنطقة، لم تعد تقدم أية خدمات لهم.

وتشكل مدينة أعزاز والقرى المحيطة بها موطنا لآلاف النازحين السوريين. وفي آذار 2017 وحده، فر ما يقدر بـ 3000 مواطن شمالا باتجاه الحدود التركية، بسبب القصف والاشتباكات في شرق حلب، وفقا لتقرير صادر عن جماعة الحماية العالمية، وهي منظمة استشارية مختصة بالبحوث والسياسة تابعة للأمم المتحدة.

ويتوجب على أهالي مدينة أعزاز الآن الذهاب إلى بلدة سجو، على بعد 6 كم إلى الشمال الشرقي، أو المستشفى الموجود عند معبر باب السلامة على الجانب السوري من الحدود التركية، لتلقي العلاج.

وقال يوسف أسعد، أحد أهالي مدينة أعزاز، لسوريا على طول، يوم الأحد “بدلا من الوصول إلى المستشفى خلال 5 دقائق، يحتاج المريض الآن ساعة أو أكثر حتى يصل إلى المستشفى المجاور لتلقي العلاج”.

وأشار أسعد الذي أخذ ابن أخيه، البالغ من العمر 4 سنوات، إلى مستشفى سجو، الأسبوع الماضي، إلى أن أزمة السير وتكاليف المواصلات، في ريف حلب الشمالي، جعلت من رحلة الذهاب إلى المستشفى أشبه بالمعاناة التي قد تستغرق يوما كاملا.

من جانبه، قال الدكتور جمعة عكاش، أخصائي الأشعة في مستشفى الأهلي في أعزاز، لسوريا على طول، إن أهالي أعزاز أعربوا عن تضامنهم مع الكادر الطبي.

وتابع عكاش “كيف للأطباء أن يأمنوا لقمة العيش إذا لم يتم التنسيق لمثل هذه الاحتجاجات؟!”.

ووفقا للدكتور محمد لقحيني، مدير مستشفى الأهلي، بدأت الهيئة الطبية الدولية بتمويل مستشفى الأهلي في أعزاز، في أيار 2015.

وأفاد الدكتور لقحيني بأن التمويل توقف فجأة، في تشرين الثاني. وأضاف “لم نعلم مالسبب في ذلك، وحتى الآن لانعلم”.

وبحسب مدير المستشفى، فإن الهيئة الطبية الدولية تكفلت بتمويل مستشفى أعزاز حتى عام 2018. ولم يتسن لسوريا على طول التحقق من ذلك بشكل مستقل.

وتجدر الإشارة إلى أن الكادر الطبي في مستشفى الأهلي، نفذ إضرابا في أيار 2016، احتجاجا على الوضع الأمني ​​في المنطقة، بعد اختطاف طبيبين من قبل مسلح مجهول الهوية في المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة، وفقا لما ذكرته سوريا على طول، في ذلك الوقت. وتم الإفراج عن الطبيبين المختطفين خلال 24 ساعة.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال