3 دقائق قراءة

بعد تأخير الإجلاء ليومين بسب معارك حماة: دفعة ثانية من أهالي الوعر تغادر إلى جرابلس

غادرت قافلة تضم ألفي مدني ومقاتل في المعارضة، حي الوعر، […]


غادرت قافلة تضم ألفي مدني ومقاتل في المعارضة، حي الوعر، المتنازع عليه منذ فترة طويلة، في مدينة حمص، يوم الاثنين. وبهذا اقترب نظام الأسد بشكل أكبر من إعادة السيطرة الكاملة على ثالث أكبر المدن السورية.

وتعد عملية إجلاء 45 حافلة تضم أهالي الوعر، يوم الاثنين، الثانية منذ الهجوم الأخير للنظام، طيلة أسبوع كامل، على الحي المحاصر، والذي دفع الوفد المفاوض، في حي الوعر، إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع النظام وإعلان الاستسلام، فى وقت سابق من هذا الشهر.

ويمثل الاتفاق، الذي تدعمه روسيا، بحيث تتخلى فيه المعارضة عن السيطرة الكاملة على منطقة الوعر لصالح النظام، جزءا من الاستسلام الكامل. فبعد ما يقارب العامين من المفاوضات، اضطرت المعارضة للتخلي عن البند الذي كان يشكل نقطة خلاف في الاتفاق: وهو إطلاق سراح 7300 معتقل لدى النظام.

في السياق، قال مفاوض في المعارضة لسوريا على طول، إن عملية الإجلاء تمت بسلاسة، يوم الاثنين، مشيرا إلى أن شروط الاتفاق “تخدم مصالح النظام”.

ضابط روسي يراقب عملية إجلاء مقاتلي المعارضة وعائلاتهم من حي الوعر، في 18 آذار. تصوير: لؤي بشارة.

وتابع المفاوض “نحن خسرنا أرضنا وموطننا، ولم نستفد من الاتفاق سوى أن ننجو بأرواحنا بسبب القصف والحصار، وبعد الانتهاء من خروج الدفعات جميعها، سيعلن النظام أن حمص مدينة محررة وتحت سيطرته بشكل كامل، فبنود الاتفاق من مصلحته”.

وفي حوالي الساعة 11 صباح يوم الاثنين، نقلت الحافلات 1850 شخصا من الوعر، بينهم 200 مقاتل وعائلاتهم بالإضافة إلى المرضى والمقعدين وذوي الإصابات الخطيرة، باتجاه مدينة جرابلس، شمال حلب، على الحدود مع تركيا، والتي تسيطر عليها فصائل ثورية تدعمها أنقرة. وكانت جرابلس هي وجهة الإجلاء ذاتها، الأحد الماضي، أيضا.

وكان من المقرر أن تغادر قافلة اليوم الاثنين قبل يومين، لكن ليس باتجاه جرابلس، إنما إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة الثوار، شمال غرب البلاد. وأوضحت مصادر على الأرض لسوريا على طول أن القتال العنيف بين الثوار وقوات النظام، في محافظة حماة القريبة، أدى إلى تأخير عملية الإجلاء وتغيير وجهتها.

وبالرغم من أن اتفاق الإجلاء يتيح لمقاتلي الوعر والأهالي المقيمين في الحي التوجه إلى إحدى المناطق الثلاث التي تسيطر عليها المعارضة، وهي مدينة جرابلس شمال حلب أو ريف حمص الشمالي أو محافظة إدلب، إلا أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان القتال القريب ألغى خيار التوجه إلى محافظة إدلب.

وخلال الأشهر الأخيرة، هجر نظام الأسد آلاف المقاتلين في المعارضة وأسرهم باتجاه محافظة إدلب، بعد استسلام قسري مماثل لمناطق سيطرة المعارضة في جميع أنحاء البلاد.

سكان الوعر يستقلون الحافلات المتجهة إلى جرابلس، يوم الاثنين. تصوير: مركز حمص الإعلامي.

في سياق متصل، قال أبو فارس، مدني من الوعر وأب لأربعة أطفال، لسوريا على طول، من الحافلة المتجهة إلى جرابلس، أنه اختار مغادرة منزله بعد أن كان أمام خيارين أحلاهما مر، “أن  أعود إلى حضن النظام أو التهجير، فقررت الخروج لأن كرامتي ووفائي لدماء الشهداء لم تسمح لي بالبقاء”.

وتنص شروط الاتفاقية التي وقعت في 13 آذار، على أن يتم إجلاء 1500 شخص من الحي، أسبوعيا، حتى مغادرة جميع أهالي الحي الذين يرفضون البقاء في المنطقة. ومن المتوقع أن يغادر من 10 إلى 15 ألف شخص في الأسابيع المقبلة، وفقا لمركز حمص الإعلامي.

إلى ذلك، أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عملية إجلاء سكان الوعر، يوم الاثنين. وأشادت سانا باتفاق المصالحة كفرصة “لكل من يرغب بالعودة إلى المسار الصحيح” و”العودة إلى حياته الطبيعية”.

وأشرف ممثلون عن روسيا والنظام والهلال الأحمر العربي السوري على عملية الإجلاء.

قوات المعارضة ترافق الحافلات التي تنقل أهالي الوعر عند وصولها إلى مدينة الباب، شمال سوريا، 19 آذار. تصوير: نذير الخطيب.

ووصف جلال التلاوي، ناشط داخل الوعر ومراسل موقع سمارت نيوز، الجو العام بالحي بأنه يخيم عليه “الحزن الشديد”.

وقال التلاوي “إنهم يغادرون أرضهم، ويودعون بيوتهم بألم وحرقة وسيذهبون إلى جرابلس ليعيشوا في المخيمات”، مضيفا “نحن اليوم بحي الوعر نأكل ونشرب بعد الاتفاق، فالاتفاق هو الأرض مقابل الطعام والشراب وإيقاف القصف”.

وأفاد سكان في الوعر لسوريا على طول، بأنه لم تحدث “أي انتهاكات للاتفاق من كلا الطرفين”، حيث تسمح الحواجز المفتوحة الآن بدخول الأغذية إلى الحي للمرة الأولى منذ أشهر. وفي الوقت نفسه، يقدم أفراد الهلال الأحمر العربي السوري، الرعاية الطبية، للمرضى والجرحى المحتاجين.

ويذكر أن حي الوعر هو آخر معقل للمعارضة في مدينة حمص، منذ أن غادر مقاتلو المعارضة حمص القديمة كجزء من اتفاق هدنة شملت جميع أنحاء المحافظة، في أيار 2015. ومنذ عام 2013، تحاصر قوات النظام سكان الوعر البالغ عددهم 50 ألفا.

ترمة: سما محمد

شارك هذا المقال