5 دقائق قراءة

بعد تفجير الراشدين: مصير المفقودين ما يزال يؤرق أهالي الفوعة وكفريا

بعد عشرة أيام من انفجار سيارة مفخخة، مجهولة المصدر، على […]


26 أبريل 2017

بعد عشرة أيام من انفجار سيارة مفخخة، مجهولة المصدر، على مشارف مدينة حلب، والذي أسفر عن مقتل 120شخصا من المُهجرين الذين تم إخلاؤهم من البلدتين اللتين يحاصرهما الثوار في محافظة إدلب، ما يزال أهالي الفوعة وكفريا يبحثون عن أي معلومات عن أفراد عوائلهم الذين فقدوا في التفجير.

وبعد انفجار مفخخة انتحارية في 15 نيسان في منطقة الراشدين الخاضعة لسيطرة الثوار (نقطة تبادل)، حيث كان أهالي البلدتين ينتظرون لدخول مدينة حلب، نقل مسعفو الدفاع المدني المصابين إلى المستشفيات في أنحاء محافظة إدلب ووضعوا الموتى في أكياس الجثث.

ولكن المسؤولين في الدفاع المدني لم يتمكنوا من تحديد هوية الضحايا، وبدلاً من ذلك سلموا الجثث والأشلاء مجهولة الهوية إلى الهلال الأحمر العربي السوري، وفق ما قال علي عبيد، المدير الإعلامي لمركز الدفاع المدني في الأتارب، لسوريا على طول.

ومن جهتهم، قال ممثلوا الهلال الأحمر العربي السوري لسوريا على طول، الثلاثاء، أنهم لن يعلقوا على هذه المسألة مباشرة.

وأعلنت قوات الدفاع المحلي، ميليشيا موالية للحكومة في حلب عبر تويتر في اليوم الذي تلى التفجير، “تسجيل أكثر من 88 شهيداً ونحو 100 مفقود من البلدتيين”.

وقال اثنان من أهالي الفوعة وكفريا لسوريا على طول أنهم لم يبلغوا فيما إذا كان أفراد عائلتهم قتلوا في التفجير أو تم نقلهم إلى المستشفيات.

إلى ذلك، قال إبراهيم أبو الليث، مدير المكتب الإعلامي في الدفاع المدني بحلب، لسوريا على طول، “قمنا بنقل كل المصابين إلى المشافي في مناطق المعارضة ولكن المشافي هي من تقوم بتوزيع المصابين بحسب خطورة الحالة، لذلك فإن الأعداد في المشافي تبدلت ولا يمكن تسجيل أعداد معينة في كل مستشفى”.

ونقلت سيارات إسعاف الهلال الأحمر العربي السوري 12مصاباً من أهالي كفريا والفوعة من مستشفيات تسيطر عليها المعارضة، بالإضافة إلى 12جثة إلى المستشفى الجامعي في حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة، الأربعاء الماضي، كجزء من الجولة الثانية في عمليات الإخلاء، وفق ما ذكرت وكالة أنباء سانا الحكومية السورية في ذلك اليوم.

 سوريون مصابون في تفجير سيارة مفخخة في 15نيسان يُنقلون من مستشفيات إدلب إلى حلب حقوق نشر الصورة لـ George Ourfalian/AFP/Getty Images. 

و”حتى الآن مازل هناك مفقودين من أهالي بلدتي كفريا والفوعة جراء التفجير الإرهابي (…) بينهم أطفال ونساء وشيب وشباب، ما زال المصير المجهول يكتنفهم”، وفق ما نشرت شبكة أخبار الفوعة وكفريا المحاصرتين، صفحة إعلامية موالية للنظام، الثلاثاء.

وكان الإخلاء من البلدتين جزءاً من اتفاقية توستطها إيران وقطر في الشهر الماضي. ونصت بنود الاتفاقية على خروج كل أهالي الفوعة وكفريا، بلدتين مواليتن للنظام في شمال إدلب يحاصرهما الثوار. وبالمقابل، خروج كل من يريد المغادرة من مضايا والزبداني، بلدتين في أطراف دمشق يحاصرهما النظام.

ونشر أكثر من عشرة من أهالي البلدتين اللتين شهدتا عمليات الإخلاء صوراً وتفاصيل شخصية لأطفالهم المفقودين وأفراد عوائلهم على صفحات التواصل الاجتماعي، أملاً في الحصول على معلومات عنهم.

عبد الرحمن، من الفوعة ويقيم حالياً في حي جبرين بحلب، هو أحد هؤلاء الذين يبحثون ويفتشون عن معلومات عن المفقودين.

وقال عبد الرحمن لسوريا على طول، الإثنين، إن آخر مرة رأى فيها ابنه ذي الحادي عشر ربيعاً، كانت في 14 نيسان، حين كانوا يركبون على متن الباصات إلى حلب. و”رفض الصعود في نفس الباص لأنه يريد أن يبقى في نفس الباص الذي يوجد فيه أخي وعائلته، أراد ان يبقى مع ابن أخي لأنهم كانوا أصدقاء”.

وغادرت القافلة الأولى التي كانت تحمل ما يقدر بـ5000 شخص من البلدتين المواليتين في يوم الجمعة 14نيسان. واستمرت الرحلة حتى يوم السبت، مع انتظار أهالي الفوعة وكفريا على مشارف مدينة حلب وصول 2000 شخص من البلدتين المحاصرتين في أطراف دمشق.

وبينما هم ينتظرون، جلس الرجال والنساء والأطفال داخل الباصات أو على العشب على جانب الطريق. وإذا بشاحنة بيك اب زرقاء يفترض أنها تحمل الطعام ولكنها في الواقع ممتلئة بالمتفجرات تسير باتجاه الباصات وانفجرت.

وفي أعقاب التفجير الهستيري، هرع عناصر الدفاع المدني والهلال الأحمر العربي السوري، والإعلاميين الموجودين والمهجرين لسحب المصابين والجثث من بين الحطام.

إجلاء فرق الدفاع المدني للجثث من موقع التفجير في منطقة الراشدين، 15 نيسان، حقوق نشر الصورة لـ مديرية الدفاع المدني في محافظة حلب.

ووصف شهود عيان تحدثوا إلى سوريا على طول المشهد بـ”المجزرة”.

كان هناك عدد كبير من الأشلاء، وفق ما قالعلي عبيد، من الدفاع المدني لسوريا على طول، مضيفا “نقلنا المصابين إلى المشافي في المناطق المحررة وهي مستشفى الأتارب وسراقب ومعرة مصرين وباب الهوى (على الحدود التركية)”.

وقال ابراهيم سامي عباس، من أهالي دمشق، لسوريا على طول، الثلاثاء، أنه يسأل كل شخص يعرفه في محافظة إدلب بحثاً عن معلومات عن شقيقه حسن وزوجة أخيه اللذين فقدا في تفجير 15 نيسان.

وقال عباس “سألت بعض الذين كانوا بدفعتهم من المخرجين من كفريا والفوعة وقالوا لي رأيناهم  بعد التفجير، بينما كانوا يبحثون عن ابنتهم”، واستأنف “ولكن إلى الآن لا يوجد أي شيء جديد عنهم”.

وقال عبد الرحمن أنه باستمرار يتصل بالمستشفيات التي نُقل إليها مصابي التفجير، ولكن إلى الان لم يعثر على أي معلومات عن مكان ابنه.

وقال عبد الرحمن لسوريا على طول “يبقى هناك أمل أن يعود ابني علي، وخصوصا أننا لم نجد له جثة بين القتلى، لذلك سنستمر في البحث”.

وذكر مسؤولو الدفاع المدني لسوريا على طول، الأسبوع الماضي أن فرق البحث والإنقاذ لم تستطع أن تحدد هوية “أعداد كبيرة” من الجثث التي تم سحبها من موقع التفجير.

وقال إبراهيم أبو الليث، مدير المكتب الإعلامي في الدفاع المدني بحلب لسوريا على طول أنه لا يستطيع تقدير أعداد الجثث التي تم استخراجها.

وأضاف “الأمر صعب للغاية وذلك بسبب وجود الكثير من الأشلاء ومن بينها كان هناك أشلاء للمصابين الذين تم إسعافهم إلى المستشفيات وهذا يجعل الأمر صعب التقدير”.

بدوره، قال ابراهيم عباس، من أهالي دمشق، لسوريا على طول، الثلاثاء، أنه تواصل مع مسؤولين حكوميين في جبرين، حي في مدينة حلب يأوي المخرجين من البلدتين، للحصول على معلومات عن أخيه “ولم يعطوني أي جواب”.

ويفتش كل من ابراهيم وعبد الرحمن عبر مصادر الفيسبوك وتويتر والواتس آب يحثاً عن خيط معلومات أو بصيص أمل عن ذويهم. وذكروا لسوريا على طول أن وسائل تواصل الاجتماعي هي مصدرهم الوحيد الآن.

وقال ابراهيم من دمشق إن آخر مرة تحدث فيها إلى أخيه حسن” كان سعيداً جداً لأن رحلة العذاب والجوع التي نعيش بها ستنتهي، وسيكون بمقدوره أن يقدم كل شيء لابنه”.

وفي هذه الأثناء، عبد الرحمن يقيم في مركز جبرين للإيواء، وينشر صور ابنه ورقم هاتفه على وسائل التواصل الاجتماعي.

وختم ابراهيم لسوريا على طول “صحيح أننا ننام دون الخوف من القصف. لكن يبقى الحزن موجود بسبب تفجيرات الراشدين (…) لكن ما يزال هناك امل ان اجده في الوقت القريب”.

ترجمة: فاطمة عاشور.

شارك هذا المقال