4 دقائق قراءة

بعد ثلاثة أعوام في تركيا: صحفي يعود إلى منزله في جرابلس إثر خروج تنظيم الدولة من المدينة

بعد يومين من دخول الثوار إليها عبر الحدود، بدعم من […]


31 أغسطس 2016

بعد يومين من دخول الثوار إليها عبر الحدود، بدعم من القوات التركية، يوم الأربعاء الماضي، عاد مراد محلي، صحفي من جرابلس، إلى مدينته جرابلس، التي تبعد أقل من كيلومتر واحد جنوب الحدود التركية.

وقال محلي، لمراسلة سوريا على طول، نورا حوراني “كنت أنتظر هذه اللحظة، لحظة العودة”.

وكانت جرابلس، التي تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات، في محافظة حلب، مدينة لـ30 ألف مواطن قبل بدء الحرب. ومنذ ذلك الحين أصبحت مركزا للتهريب، تابع لتنظيم الدولة، وذلك لأهميتها الاستراتيجية. وعندما استولى الثوار على جرابلس، كان لايزال فيها 15 ألف مواطن.

وسيطر تنظيم الدولة على جرابلس، بشكل كامل، في أيلول 2013، حيث خرج محلي قبل يوم واحد فقط من دخول التنظيم إليها.

وبينما بدأ الآلاف من النازحين الذين كانوا يقيمون في القرى المجاورة بالعودة، فإن البعض الآخر “ينتظرون تنظيف منازلهم من الألغام” وفقا لما قاله محلي، لسوريا على طول.

وبدأت الحياة تعود ببطء إلى المدينة، الخاضعة إلى حد كبير للجيش السوري الحر في الوقت الحالي، فـ”بعض المحلات مفتوحة وتعمل كما كانت في السابق” حسب ماقاله محلي.

و”بدأت بعض المنظمات التركية بتأهيل المخبز بمساعدة الأهالي لأن عناصر التنظيم قاموا بتفكيك المخابز ونقلها معهم”.

ما عدد سكان جرابلس قبل سيطرة المعارضة عليها؟ وكم شخص عاد اليها الآن؟

عدد سكانها قبل دخول الجيش الحر كان مايقارب 15000 نسمة، حالياً عاد إليها 8000 نسمة والعدد بازدياد لأن الناس نزحت الى قرى ريف جرابلس عند بداية المعارك، فجرابلس مدينة ذات طابع عشائري وجميع السكان لديهم أقارب في القرى المجاورة، والآن بعد خروج التنظيم نهائياً بدأت الناس تعود تدريجياً وهناك العديد من الناس ينتظرون في خارج المدينة حالما يتم تنظيف منازلهم من الألغام.

مراد محلي أمام منزله بعد عودته إلى جرابلس. تصوير: مراد محلي.

متى تركت جرابلس؟ وما الذي جعلك تغادر؟

غادرت جرابلس منذ 3 سنوات قبل دخول التنظيم بيوم وفرض سيطرته على المدينة، خرجت مع عائلتي إلى الأراضي التركية، بسبب ظلم وبطش التنظيم للأهالي واعتقاله للمدنيين بتهم لا قيمة لها واتباعه لمنهج التشدد، وهذا يعارض ديننا ولا يمكننا الانخراط أو التعايش معه.

ذكرت أنك خرجت من المدينة قبل يوم من دخول التنظيم، كيف علمت بظلم التنظيم وممارساته اذا كنت لم تعايشه؟ وهل لحق بك أي اذى منه؟

قبل أن أغادر جرابلس، كان يوجد فيها مجموعة صغيرة مبايعة للتنظيم في المدينة، ولكن لم يكن لهم سيطرة تامة على المدينة، كانوا يعتقلون الناس بحجة التدخين وبحجة عدم تطبيق اللباس الشرعي وبحجة الإساءة لسمعة التنظيم وبحجة الانتماء للجيش السوري الحر، لذلك رأيت ممارساتهم ضد الأهالي قبل أن تكون لهم قوة فاعلة في المدينة، فماذا سيكون الوضع في حال السيطرة كلياً عليها؟. كما أن لي أقارب استشهدوا بتفجير التنظيم لسيارة مفخخة وسط المدينة.

متى عدت الى منزلك؟ وماهو شعورك في تلك اللحظات؟

دخلت المدينة بعد يوم من سيطرة الجيش الحر عليها بشكل كامل، وطيلة فترة إقامتي في تركيا كنت أتوق شوقاً للعودة الى مدينتي، لم أستطع أن ابتعد عنها لذلك اخترت أن أقيم في مدينة قريبة منها على الحدود التركية السورية، بانتظار هذه اللحظة، لحظة العودة، وباعتبار أنني كنت أعمل في مجال الإعلام بتركيا، لم أحتمل ان أبقى متفرجاً، حملت كاميرتي ودخلت جرابلس بعد إعلان سيطرة الجيش الحر عليها، كنت أتوق لرؤية بيتي الذي تركته منذ 3 سنوات، لم أصدق عيني عندما وصلت منزلي، فرحة عارمة ملأت قلبي واستعدت كل الذكريات التي تربطني بهذا المنزل، فالوطن غال.

كيف كان وضع منزلك عندما عدت إليه؟ وكيف رأيت المدينة بشكل عام؟

رأيته كما تركته، لم يتضرر أبداً فقد كان يسكنه أحد عناصر التنظيم  بعد الاستيلاء عليه بحجة أنني من المرتدين وأقطن في بلاد الكفر (تركيا) حسب قولهم.

أما بالنسبة للمدينة، كان هناك دمار بسيط في المنازل نتيجة الاشتباكات بين الجيش الحر وعناصر تنظيم داعش، التنظيم فخخ بعض المنازل التي كانوا يقطنون فيها، حيث سقط من فصائل الجيش السوري الحر 3 شهداء نتيجة الألغام التي زرعها عناصر التنظيم على أطراف المدينة وفي المنازل، لكن مازال الجيش الحر يفتش عن الألغام ويؤمن المدينة.

كيف هو وضع الناس حالياً؟ كيف يعيشون؟

الحياة بدأت تعود لطبيعتها شيئاً فشيئاً، هناك بعض المحلات التجارية تعمل بشكل طبيعي، وبدأت بعض المنظمات التركية بتأهيل المخبز بمساعدة الأهالي لأن عناصر التنظيم قاموا بتفكيك المخابز ونقلها معهم، كما أن المنظمات التركية مثل ihh والهلال الأحمر التركي قامت بإدخال مساعدات إغاثية الى المدينة من الجانب التركي، فبعض الناس يعيش على الإغاثة ريثما يستعيد عمله والبعض عاد الى العمل بشكل طبيعي.

هل ما زال هناك مظاهر عسكرية في المدينة؟ أليس هناك تخوفات من وجود خلايا للتنظيم بين المدنيين؟

هناك بعض المظاهر العسكرية للجيش السوري الحر فقط، كون المدينة تعتبر منطقة عسكرية في الوقت الحالي، كما تم تشكيل كتيبة أمنية من أجل متابعة الخلايا إن وجدت وذلك بمساعدة المدنيين أنفسهم كونهم على دراية واسعة بعناصر التنظيم.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال