3 دقائق قراءة

بعد خمسة أشهر من انقطاعها، رصاص القناصة يجبر قوافل المساعدات الإغاثية على الانسحاب من حي الوعر

فشلت قافلة مساعدات إنسانية بالوصول إلى آخر معقل للمعارضة في […]


21 فبراير 2017

فشلت قافلة مساعدات إنسانية بالوصول إلى آخر معقل للمعارضة في مدينة حمص، يوم الاثنين “بسبب الوضع الأمني”، وفقا لما قاله ممثل في الأمم المتحدة لسوريا على طول، بعد يوم واحد من استهداف الوفد بنيران القناصة من مناطق سيطرة النظام.

وقالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا أنه “تم إيقاف” قافلة المساعدات الإنسانية للوعر، بينما يوجد أكثر من 50 ألف شخص داخل الحي المحاصر،  ينتظرون وصول المساعدات، التي دخلت آخر مرة للحي منذ خمسة أشهر.

وجاء قرار إلغاء دخول المساعدات بعد يوم من استهداف نيران القناصة للحي بشكل متقطع، يوم الاثنين، مما أسفر عن اصابة اثنين من المدنيين على الأقل.

وقال مراسل محلي لسوريا على طول، أنه يوم الأحد، استهدف قناصان اثنان على الأقل، يتمركزان في برج الغاردينيا، الواقع في مناطق سيطرة النظام، عمال الإغاثة الإنسانية بنيرانهم بعد دخولهم حي الوعر الخاضع لسيطرة المعارضة. ونتيجة للهجوم، أصيب مدني واحد، كما انسحبت سيارات الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، دون إتمام مهمتهم.

وقال جلال تلاوي، مراسل موقع سمارت نيوز، والذي تحدث مع عمال الإغاثة، لسوريا على طول، يوم الاثنين أن “الوفد بقي في الوعر لمدة 10 دقائق، وبعد ذلك انسحب من الحي”.

 حاجز في محيط حي الوعر. تصوير: لؤي بشارة

ولم يتضح على الفور من أطلق النار على القافلة الإنسانية. حيث ادعت وسائل الإعلام الموالية للمعارضة أن “النظام والميليشيات الموالية له استهدفت وفد من الأمم المتحدة”، مضيفة أن الهجمات جاءت من برج في مناطق سيطرة النظام في المدينة.

من جهتها، لم تعلق وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، بشأن الاتهامات باستهداف قافلة المساعدات الأممية.

في السياق، أكدت متحدثة باسم الهلال الأحمر العربي السوري، لسوريا على طول، باتصال هاتفي من دمشق، يوم الاثنين أنه تم استهداف القافلة بالنيران يوم الأحد، لكنها امتنعت عن إعطاء مزيد من المعلومات حول المحاولات الجارية لإيصال المساعدات للحي “من أجل ضمان سلامة القافلة وجميع العاملين فيها”.

وكانت آخر مرة تدخل فيها المساعدات إلى الحي في 16 أيلول، 2016.

وفي حديث له مع الصحفيين في جنيف يوم الخميس الماضي، انتقد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يان إيجلاند، عرقلة تسليم المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا، واصفا الوضع بأنه “مسألة حياة أو موت”.

ودعا إيجلاند لإيجاد وسيلة للالتفاف على “الإجراءات الإدارية بحيث يتم إعطاء قوافل المساعدات الضوء الأخر لكن في النهاية تُمنع من الوصول إلى المناطق المحاصرة”.

النظام يقصف حي الوعر، يوم الجمعة. تصوير: شبكة أخبار الوعر.

وجاء هجوم يوم الأحد الذي استهدف قافلة المساعدات الدولية، وسط أسبوعين من قصف النظام للحي، حيث تستهدف قوات النظام الحي بالضربات الجوية وقذائف الهاون وصواريخ أرض-أرض والنيران الكثيفة.

وقال التلاوي، مراسل سمارت نيوز، لسوريا على طول أنه خلال الأسبوعين الماضيين، كان هناك “23 حالة وفاة وأكثر من 150 إصابة في صفوف المدنيين”.

إلى ذلك، زعزعت موجة الهجمات التي شنها النظام على حي الوعر، اتفاقية وقف إطلاق النار، التي تم التوصل إليها منذ شهرين، وفقا لما ذكرته سوريا على طول، في وقت سابق هذا الشهر.

ولم تحاول قوات النظام والميليشيات الحليفة له اقتحام الحي منذ بدء القصف قبل نحو أسبوعين. في حين يعاني السكان من “الجوع” و ” نقص الإمدادت”، داخل الحي.

ووفقا لحسان الأسمر، مواطن من حي الوعر إن “النظام خبيث، ولا يريد للثوار أو المدنيين أن يأكلوا، ويريدهم أن يموتوا من الجوع والقهر وقلة الغذاء والدواء”.

والجدير بالذكر، أن حي الوعر هو آخر معقل للثوار في مدينة حمص، منذ أن غادر مقاتلو المعارضة حمص القديمة، كجزء من هدنة واسعة النطاق، في جميع أنحاء المحافظة، في أيار 2014. ومنذ أواخر عام 2015، اجتمع مفاوضو الثوار والنظام لمناقشة الهدنة والاستسلام، ولكن المحادثات لم تسفر عن أي نتائج.

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال