4 دقائق قراءة

بعد ستة أشهر من الانتظار: مساعدات إغاثية تدخل الغوطة الشرقية بـ”كميات قليلة”

دخلت قافلة مكونة من 51 شاحنة تابعة للهلال الأحمر العربي […]


4 مايو 2017

دخلت قافلة مكونة من 51 شاحنة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري، تحمل مساعدات إغاثية من الأمم المتحدة، إلى الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة الثوار، ليلة الثلاثاء.

والمساعدات التي دخلت دوما، عاصمة الغوطة، هي الأولى منذ 19 تشرين الأول الماضي.

ويأتي دخول المساعدات الإغاثية بعد أسبوع واحد من إعلان ستيفان أوبراين، وكيل الشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، “قلقه الشديد” إزاء الوضع في الغوطة الشرقية، في بيان لمجلس الأمن قال فيه إن “المدنيين عالقين وسط القصف المتواصل والغارات الجوية والمواجهات على الأرض”.

وتابع أوبراين “تم إغلاق ما تبقى من طرقات عشوائية مما تسبب في تقييد حركة حوالي 400 ألف شخص يعيشون داخل المنطقة، بشكل أكبر”.

وتحاصر قوات النظام السوري الغوطة، شرقي دمشق، منذ عام 2013. ومع ذلك، استمر دخول المواد الغذائية وغيرها من المواد الضرورية إلى المنطقة المحاصرة عبر شبكة من الأنفاق التي بناها الثوار.

وفي شباط الماضي، حاصرت القوات الموالية للنظام الأحياء الواقعة شرق دمشق، شمال الغوطة الشرقية، والتي كانت بمثابة معبر لدخول لسلع المهربة إلى الغوطة المحاصرة. وأغلق النظام في آذار معبر الوافدين، وهو حاجز بالقرب من دوما، كان يتيح إدخال المواد الغذائية والإمدادات إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الثوار.

تفريغ المساعدات من شاحنة الهلال الأحمر العربي السوري في 3 أيار. تصوير: عبد الدوماني. 

وقال خالد عيبور، رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما، لمراسلة سوريا على طول، آلاء نصار، أنه بعد أسابيع من حصار النظام الخانق للمنطقة، كان تسليم المساعدات، يوم الثلاثاء “مهم جدا”.

إلا أن عيبور أوضح إن المساعدات الإنسانية ليست كافية لتغطية احتياجات أهالي الغوطة كما أنها لا تكفي “إلا لأيام بسيطة”.

هل كان هناك تنسيق بين المجلس المحلي والمنظمات الإغاثية فيما يتعلق بإدخال قافلة المساعدات؟

دخل وفد من الهلال الأحمر العربي السوري مع القوافل التابعة للأمم المتحدة، يوم أمس (الثلاثاء) الساعة 11 ليلاً، وبعدها تم إفراغ حمولتهم في مستودعات المجلس المحلي. وهناك 6 شاحنات محملة بالمود الطبية، تم إنزالها في المكتب الطبي.

كانت القافلة مكونة من 51 شاحنة 6 منها تحوي مواد طبية وشاحنتين تحويان مواد مدرسية، أما باقي الشاحنات فتحوي ما يقارب 7000 سلة غذائية، ولم تحوي القافلة أي نوع من المحروقات أو المواد الأخرى.

وتم إدخال المساعدات بالتنسيق بين المجلس المحلي لمدينة دوما مع الأمم المتحدة وبمشاركة الهلال الأحمر شعبة دوما، كما هو حال المساعدات السابقة.

ما أهمية دخول المساعدات إلى الغوطة في هذا الوقت تحديدا في ظل الحصار المطبق واقتتال الفصائل؟ وهل هذه المساعدات تكفي لتلبية احتياجات 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية؟

دخول المساعدات في هذا الوقت مهم جدا، وهذا باعتقادي سيسبب حرجا، للمجلس المحلي في دوما لبساطة ما دخل من المساعدات.

بالنسبة لكفاية هذه المواد، فهي لا تكفي إلا لأيام بسيطة. وهذه المواد أساسا لاتكفي مدينة دوما وحدها فما دخل هو 7000 وجبة، في حين أن تعداد أهالي مدينة دوما 25 ألف عائلة.

ويحاول النظام أن يلعب على وتر الفتنة بدخول القوافل في هذا التوقيت حيث أن فصائل الغوطة في حالة اقتتال.

(تعد مدينة دوما عاصمة للغوطة الشرقية، كما تشكل قاعدة لعمليات جيش الإسلام، وهو فصيل ثوري يسيطر عسكريا وسياسيا، إلى حد كبير، على المنطقة المحاصرة. ومنذ يوم الجمعة، دارت اشتباكات بين جيش الإسلام مع الفصائل المنافسة له والمتمثلة بفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام، والتي يمتد نفوذها ضمن المنطقة الجنوبية الغربية للغوطة الشرقية).

أعضاء المجلس المحلي يقومون بتفريغ قافلة المساعدات، ليلة الثلاثاء. تصوير: مركز الغوطة الإعلامي.

ونحن كمجلس محلي عامل في مدينة دوما سنقوم بمشاركة هذه الوجبات مع أهالي الغوطة في البلدات الأخرى، من خلال خطة سنقوم بوضعها بمشاركة مؤسسات العمل المدني في مدينة دوما، وبالتنسيق مع المجالس المحلية في الغوطة الشرقية بشكل كامل.

(تحدثت سوريا على طول مع خالد الرفاعي، عضو المجلس المحلي في بلدة عربين في الغوطة الشرقية، يوم الأربعاء، حيث أكد أن المجلس المحلي لبلدته “يقوم بتنسيق الحصص” من أجل توزيع المساعدات بالتعاون مع المجلس المحلي لدوما، وأضاف إن التوزيع سيستغرق “عدة أيام حتى ينتهي”).

الأهالي، ومنذ فترة، في حالة ترقب لوصول هذه المواد، وللأسف كان دخولها متأخرا جدا بعد مرور أكثر من 7 أشهر على دخول آخر دفعة مساعدات للغوطة الشرقية، وأعتقد بأن أمر اقتسام هذه الوجبات مع باقي بلدات الغوطة سيخفف من هذه الحدة بين الأهالي والمزيد من التطمينات لباقي أهالي الغوطة، ولحمة أهالي الغوطة بعضهم ببعض.

إلى أي مدى سيستفيد أهالي الغوطة من دخول المساعدات، وخاصة بعد أن كثفت قوات النظام حصارها للمنطقة؟

دخول المساعدات في هذا الوقت له إيجابيات كثيرة، منها أن التجار أصبحوا يعلمون بأن الغوطة ليست محاصرة بشكل كامل، وها قد دخلتها المساعدات بعد أن احتكروا المواد ورفعوا أسعارها وخاصة الغذائية منها، فبمجرد انتشار إشاعة دخول المساعدات للغوطة انخفضت أسعار العديد من المواد في الأسواق، ربما هي لوقت مؤقت، ولكن في الوقت الحالي لها إيجابيات كثيرة على الأهالي.

هل هناك أية وعود من قبل اللجنة الدولية بدخول مساعدات أخرى للغوطة في الأيام القادمة؟

ليس هناك أي وعود بدخول مساعدات أخرى في الأيام القادمة،  فبحسب ما أخبرونا (ممثلو الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري)، فإنهم لم يحصلوا على الموافقة من النظام بسهولة.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال