3 دقائق قراءة

بعد سيطرتها الكاملة على شمال غرب إدلب، هيئة تحرير الشام تحظر التدخين في المدينة

سيطرت هيئة تحرير الشام بشكل كامل على شمال غرب محافظة […]


14 أغسطس 2017

سيطرت هيئة تحرير الشام بشكل كامل على شمال غرب محافظة إدلب الشهر الماضي.

وتشكل السيطرة على إدلب واحدة من سلسلة تقدمات على الأرض أحرزتها الهيئة، الشهر الماضي، خلال موجة من الاقتتال الداخلي مع الفصيل الإسلامي المنافس، أحرار الشام، وفقا لما ذكرته سوريا على طول حينها.

وحاولت هيئة تحرير الشام، في السابق، فرض نمط حياة متوافق مع الشريعة الإسلامية، في المناطق الخاضعة لسيطرتها في محافظة إدلب، بما في ذلك قوانين صارمة للباس وحظر التدخين. وحظرت جبهة النصرة سابقا الأركيلة بدلا من السجائر، ولم ينفذ الحظر بدقة.

وكان آخر تدخل للتحالف الإسلامي في الحياة المدنية في أواخر الأسبوع الماضي، عندما بدأت الهيئة بمنع دخول التبغ إلى مدينة إدلب.

كما قام التحالف الإسلامي بتوزيع منشورات عند الحواجز، وطلب من المقاتلين المتواجدين على الحواجز “مصادرة التبغ وإبلاغ السلطات بالانتهاكات” وفقا لنسخة من أحد المنشورات التي حصلت عليها سوريا على طول.

سجائر أبو منذر وقهوته. تصوير: أبو منذر.

وأضاف البيان أن “هناك حوافز لمن يصادر هذه المواد”.

ووفقا للتفسيرات الصارمة للشريعة الإسلامية التي تعتمدتها مجموعات مثل هيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة، فإن التدخين ممنوع.

وقال أبو منذر، 26 عاما، يقيم في إدلب، أن قرار حظر التدخين أثار الخوف والغضب لدى المدخنين، في مدينة إدلب. ويتوقع أبو منذر أن القرار لن يدوم طويلا.

وأوضح أبو منذر لمراسلة سوريا على طول، آلاء نصار، أنه في حال قيام الهيئة بتنفيذ الحظر، فسوف تخرج ثورة ضدهم “بعد أن خرجت ضد النظام”.

وأضاف “وصل الشباب الإدلبي في المدينة لدرجة القرف من المعيشة تحت رحمة فصائل وجدناها تتبع أساليب النظام”.

ما قصة القرار الذي تم الترويج له في إدلب مؤخرا من قبل الهيئة حول منع دخول مواد التدخين والأراكيل للمدينة؟

هذا الأمر صحيح، ولكن الهيئة اتبعت أسلوب الترويج للقرار قبل أن تفرضه بالقوة لاحقا، (لأنها لا يمكن أن تصدره فجأة) لتجس نبض الشارع الإدلبي حول إمكانية تطبيق هكذا قرار أم لا وللاستفادة من فرض الأتاوات والضرائب على التجار، خصوصا أن 70% من أهالي مدينة إدلب هم من المدخنين سواء الأراكيل أو التبغ.

وبنظرهم قطع مادة الخبز عليهم أرحم من قطع التدخين عنهم، ومن الصعب في هذه الحالة فرض هكذا قرار لأنهم يعلمون أن الشعب سيقوم ضدهم ولن يلتزم بقوانينهم خصوصا في موضوع التدخين لأنه يعد خطا أحمرا بالنسبة لباقي الممنوعات، والوسيلة الوحيدة للترويح عن النفس في ظل الظروف المعيشية السيئة في المنطقة ككل، وفي حال بقيت الهيئة تمارس ضغوطاتها على الشعب هنا سيقوم الشعب كله ضدهم وستبدأ ثورة جديدة على الفاسدين من الثوار بعد أن خرجت ضد النظام.

الجدير ذكره بأن النسبة الأعظم من عناصر هيئة تحرير الشام داخل المدينة هم من المدخنين، أحدهم كان أحد أصدقائي المقربين وما زال يدخن يوميا مايقارب 3 علب تبغ.

كيف كانت ردة فعلك عندما سمعت بالقرار؟

رأيي كرأيي جميع المدخنين في المدينة، لا أستطيع الاستغناء عن الوسيلة الوحيدة التي تخفف عني الأعباء المعيشية، فقد وصل الشباب الإدلبي في المدينة لدرجة القرف من المعيشة تحت رحمة فصائل وجدناها تتبع أساليب النظام في فرض الأتاوات وحجز الحريات، وفي حال طبّق القرار فأنا مسافر إلى تركيا لا محالة وهذا رأي غالبية أصدقائي المدخنين الذين جالستهم في الحديث عن هذا القرار.

هل يمكن القول بأن قرار الهيئة هو جزء من محاولة أكبر لفرض سيطرتها على الحياة المدنية؟

منذ سنة لم تطلق الهيئة رصاصة واحدة ضد النظام، وتولي اهتماماتها فقط لجمع الأموال وحكم المدينة وممارسة سلطتها على الأفراد، فعلى ماذا تنصب نفسها فصيلا ثوريا، ثوريا على الشعب فقط والنظام يسرح ويمرح كما يشاء ويأخذ المناطق واحدة تلوى الأخرى.

حاولت الهيئة في عام 2014 فرض نفس القرار، مالفرق بين تأثير القرار الحالي والقديم؟

في ذلك الوقت منعت الهيئة الأراجيل في المقاهي فقط ولم تمنع التدخين بعينه، وبوقتها لم يكن هناك التزاما حقيقيا من قبل المأرجلين بتلك القرارات فمن لم يؤركل في المقاهي كان يؤركل في بيته، وكانت ردود الفعل أقل حدة آنذاك من ردود الفعل حول منع التدخين فنسبة المدخنين أكبر بكثير من نسبة المؤرجلين عموما.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال