3 دقائق قراءة

بعد سيطرته على نقطة استراتجية: تدمر في مرمى نيران قوات النظام

سيطر الجيش السوري على أعلى نقطة في جبال جنوب غرب […]


17 مارس 2016

سيطر الجيش السوري على أعلى نقطة في جبال جنوب غرب مدينة تدمر التاريخية، عروس الصحراء، ما جعلها “تحت نيران قوات النظام بشكل مباشر” وفق ما قال أهال من سكان تدمر سابقا، وما يزال أقاربهم يعيشون فيها، لسوريا على طول، يوم الأربعاء.

وفي يوم الثلاثاء، سيطر النظام على قمة الـ900، النقطة الأعلى في سلسلة جبال الهايل، والتي تبعد أقل من 4 كم عن مدينة تدمر، وعلى سفوح هذه الجبال يتربع المدخل الجنوبي الغربي إلى مدينة تدمر.

وفيما لو خسر تنظيم الدولة المدخل الجنوبي الغربي، فإن ذلك “قد يلعب دوراً كبيراً في سيطرة النظام على المدينة، والتي باتت تحت نيران قوات النظام بشكل مباشر”، وفق ما قال محمد حسن الحمصي، عضو شبكة أخبار تدمر، مقيم في ريف حماة وأصله من تدمر، لسوريا على طول، يوم الأربعاء.

وكان تنظيم الدولة سيطر على مدينة تدمر في أيار 2015، فور خسارته مدينة تكريت في العراق. وفيما بعد وفي الشهر ذاته، نفذ تنظيم الدولة حكم الإعدام في أسراه من الجنود والمدنيين، الذين يشتبه بصلتهم مع النظام على مدرجات المسرح الروماني الشهير، والذي بني في القرن الثاني الميلادي، وفق ما ذكرت سوريا على طول آنذاك.

مشهد من أثار تدمر. حقوق نشر الصورة لـ bestourism

 

وفي آب، أثار تنظيم الدولة سخطا دوليا واسعا بنسفه مذبح معبر بل، الذي يعود إلى العصر الروماني، وأحد أبرز المعالم الأثرية في المدينة التاريخية المدرجة على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي.

ويسعى الجيش السوري مدعوماً بغارات جوية روسية إلى استعادة مدينة تدمر من تنظيم الدولة في هجوم بدأ في الأسبوع الماضي وفق ما ذكرت جريدة الحياة العربية الدولية في 12 أذار. وكانت الطائرات الحربية الروسية قصفت أهدافا لتنظيم الدولة عشرات المرات، وذلك من 9 حتى 12 آذار، في الوقت الذي كانت به قوات النظام تتقدم برياً من الجهة الغربية للمدينة، ووصلت إلى نقاط على بعد 7 كم.

وتقع تدمر على تقاطع الطرق، التي تتخلل المنطقة الصحراوية السورية. وكان النظام يعتبرها الخط الدفاعي الأول ضد هجوم تنظيم الدولة القادم من الشرق.

وقطع تنظيم الدولة بسيطرته على تدمر خطوط إمداد النظام المتجهة إلى دير الزور، حيث طوق عناصر تنظيم الدولة ما تبقى من أحياء ما تزال تحت سيطرة النظام. وكانت تدمر محطة على طريق مقاتلي التنظيم في ذهابهم وإيابهم ما بين شمالي وشرقي سوريا وسلسلة جبال القلمون قرب الحدود اللبنانية.

وكانت تدمر تأوي عددا كبيراَ من الضباط الإيرانيين رفيعي المستوى، وفق ما ذكر موقع زمان الوصل المعارض، في شباط 2015.

وجاءت حملة النظام الأخيرة على تدمر بغطاء جوي روسي، رغم قرار روسيا المفاجئ في يوم الإثنين بسحب معظم قواتها من سوريا.

و”يحاول النظام السيطرة على تدمر منذ أيام ويهاجم المدينة من عدة محاور”، وفق ما قال محمد اليوسف، من أهالي مدينة تدمر، لسوريا على طول، يوم الأربعاء، مضيفا أنه “قد يعلن قريباً المدينة تحت سيطرته، وخصوصاً بعد أنباء خروج الروس من سوريا ليثبت للعالم أنه قادر على متابعة الحرب ضد داعش”.

 

ترجمة: فاطمة عاشور

 

شارك هذا المقال