4 دقائق قراءة

بعد فرارهم من مدينة درعا: الخوف من قصف النظام يلاحق الأهالي في أماكن النزوح

تفر آلاف العائلات من منازلها في محافظة درعا، مع استمرار […]


23 فبراير 2017

تفر آلاف العائلات من منازلها في محافظة درعا، مع استمرار القتال في المدينة المقسمة بين الثوار والنظام.

ففي الثاني عشر من شباط، أطلقت هيئة تحرير الشام وأحرار الشام وفصائل الجيش السوري الحر معركة “الموت ولا المذلة” للسيطرة على واحد من الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، على الأقل، وتأمين المعبر الحدودي غير المستقر مع الأردن.

من جهتها، ترد قوات النظام على هجمات الثوار، بنيران المدفعية الثقيلة والغارات الجوية الأشد كثافة في محافظة درعا منذ عام 2015، في حين تقول مصادر في المعارضة أن قوات النظام تستهدف المستشفيات والمباني السكنية وخزان المياه الرئيسي في المدينة.

وحتى الآن، فرت ما يقارب الـ3500 عائلة من المدينة، في حين بقيت ألف عائلة أخرى.

ويبني الناس الخيام من البطانيات، في الحقول والمزارع، إلى الجنوب من المدينة، حيث يقيم أبو محمد وعائلته، كما يعتمدون على مساعدات إغاثية شحيحة من المجلس المحلي وجمعية الرحمة الخيرية، وهي المنظمة الإغاثية المحلية الوحيدة التي تقدم لهم المساعدة.

لكن هذه التبرعات لا تلبي حتى “ربع” احتياجاتهم، وفقا لما قاله أسامة صياصنة، مدير جمعية رحمة الخيرية، لمراسل سوريا على طول، مصطفى الحموي، مضيفا “نحن بحاجة إلى دعم فوري”.

  • أسامة صياصنة، مدير جمعية رحمة الخيرية، يعيش في مدينة درعا.

متى بدأت العائلات بمغادرة المدينة؟

 بدأت قبل 10 أيام من بدء المعركة، وبأعداد قليلة، بسبب تخوفات الأهالي من المجهول.

ولكن حركة النزوح ازدادت بشكل كبير ومفاجئ منذ 12 الشهر الجاري، مع اشتداد القصف على المدنيين، كما لوحظ بالتقارير والجداول الرسمية الموجودة لدينا.

مدينة درعا، 20 شباط2017. تصوير: محمد أبازيد

كم يقدر عدد العائلات التي بقيت في مدينة درعا؟

200 عائلة في درعا البلد وهي في أخطر منطقة حالياً، بالإضافة إلى حوالي 800 عائلة في حي طريق السد ومخيم درعا، ووضع العائلات الصامدة بالمناطق المحررة من مدينة درعا ليس أفضل من وضع المهجرين.    

(في 14 شباط، أعلن المجلس المحلي في درعا أن مركز المدينة أصبح “منطقة منكوبة”).

لماذا بقي الناس في درعا؟ ما الذي يدفعم للبقاء بالرغم من القصف؟

منهم من فضل البقاء لخدمة مقاتلي المعارضة معتبرين أنهم بحاجة للمساعدة والدفاع عن أرضهم، والسبب الآخر أن قسما من الأهالي ليس لديهم أي فرصة للإقامة خارج بيوتهم ولا يستطيعون ذلك، لأن حالتهم المادية صعبة جداً وبالنسبة لهم يعتقدون أنهم موتى إن بقوا وإن رحلوا، فالخطورة التي يتعرض لها النازحون لا تقل أبداً عن الذين فضلوا البقاء.

إضافة لذلك، إن القصف يطال المهجرين جنوب المدينة، في المزارع والبساتين، وأحيانا يتم قصف أماكن نزوحهم الجديدة في القرى كما حدث ليلة أمس في قرية صيدا، مما يزيد الأمر سوءاً.

(في 16 شباط، استهدفت أربع غارات جوية روسية، مدينة صيدا مما أسفر عن إصابة 15 شخصا، حسب ما أوردته سمارت نيوز).

ما الذي تقومون به، كمنظمة إغاثية في درعا، لمساعدة النازحين؟

قمنا بجمع التبرعات بشكل طارىء، ولكن لم تحقق أهدافاً كبيرة، حيث تم جمع 44 ألف دولار نقدا وشاركت بعض المنظمات بمشاركات خجولة ووعدت بتقديم مواد إغاثية عينية، وجميع ما تم تقديمه والوعد به من المنظمات لا يغطي ربع الحاجة حتى الآن إذا ما تم الوفاء به.          

نعمل حاليا على إطلاق حملة عالمية تحت مسمى أغيثوا مهجري درعا وأطلقنا هاشتاغ #أغيثوا_درعا.

كيف هو الوضع الطبي داخل المدينة بعد قصف النظام المتواصل؟

تم استهداف المشافي بشكل ممنهج من الطيران الروسي وخرجت 6 مشاف عن الخدمة.

(تم استهداف ثلاثة مستشفيات بشكل مباشر، مما أدى إلى إغلاق المستشفيات الثلاثة الأخرى لتجنب القصف، وفقا لما ذكره موقع بلدي نيوز، في 16 شباط. ويقول الصياصنة أن المستشفيات مغلقة بشكل كامل ولا تستقبل الحلات الطارئة).

نحن بحاجة إلى دعم طبي فوري حيث أن مدينة درعا تعمل حالياً على المشافي البديلة (هي عبارة عن منازل مدنيين تم وضع بعض الأجهزة الطبية فيها لعلاج الجرحى بشكل طارىء) ومن خلال مؤسسة رحمة الإغاثية لمساعدة المهجرين في درعا، وبالتعاون مع المجلس المحلي للمدينة، تم توزيع بعض الأجهزه الطبية في هذه النقاط، كمشاف بديلة عند قصف المشفى الميداني، وهذا ما استطعنا تقديمه بالإمكانيات المتاحة.                

هل هناك تجاوب من منظمات الهلال الأحمر أو الأمم المتحدة للنداءات التي أطلقتموها؟

لحد الآن لا يوجد تجاوب من المنظمات الدولية رغم إرسال كل التقارير والنداءات لهم، كل ما تم تقديمه كان من منظمات صغيرة وليست دولية.

  •  أبو محمد أحد النازحين، 45 عاماً، فر من درعا، في 13 شباط، مع عائلته المكونة من 6 أشخاص. يعيش أبو محمد حاليا في مخيم مؤقت جنوب المدينة.

من أين نزحت؟ وإلى أين؟

نزحت مع عائلتي من درعا البلد باتجاه السهول الجنوبية والمزارع جنوب مدينة درعا، تحت وطأة القصف والرعب وقام بمساعدتنا شباب متطوعون يعرفون الطرق الزراعية حيث عبرنا برفقتهم في ظروف مأساوية خصوصاً بوجود الأطفال حيث لم نحمل معنا شيء سوى ملابسنا والرحلة كانت مشياً على الأقدام خوفاً من استهداف الطيران، ومشينا ما يقارب 3 كيلومترات.

ماهي الصعوبات التي تواجهها حالياً في مكان النزوح ؟

الصعوبات هي توفير خيمة مستقلة للعائلة فهناك أكثر من عائلة في الخيمة الواحدة إن استطاعوا تأمين خيمة، والكثير من الأهالي يستعينون بالشراشف والحرامات لصنع خيمة تأويهم.

نحن نجلس في العراء ولا يوجد مستلزمات الدفئ مثل الحرامات والحطب وأيضا هناك صعوبة بتوفير الغذاء ومياه الشرب وأعيش حالياً على بعض المساعدات الخجولة من أهل الخير.       

وبدأ المجلس بامكانياته الشحيحة وبمساعدة بعض المنظمات بعد اليوم السادس من تهجير الأهالي بالعمل، وقدموا القليل من المازوت وسلة طوارئ تشمل معلبات وبيض ومنظفات، بسبب ضعف الإمكانيات المادية.

هل تشعر بالأمان هنا؟ هل لديك مخاوف من استهداف هذه المنطقة أيضا؟

نعم سبق واستهدف النظام النازحين. نحن معرضون للموت في أية لحظة وهناك تخوفات من أفعال انتقامية من النظام وأتطلع للوصول إلى إحدى القرى أو تجمعات المهجرين إن أمكن فربما تكون أكثر أماناً، قد تكون أفضل من العيش تحت الأشجار في المزارع. نحن نريد فقط الهرب من الموت وحماية أطفالنا.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال